موسكو تنفي وجود زنزانات سرية مليئة بالمعتقلين الشيشان

TT

انهت النيابة العامة في الشيشان تحقيقاتها في اتهامات الصحافية الروسية آنا بوليتكوفسكايا بشأن وجود «معسكرات تطهير عرقي» يحتجز فيها مواطنون شيشان في مناطق مرابطة وحدات المظليين بالقرب من بلدة خاتوني بجمهورية الشيشان.

وكانت بوليتكوفسكايا قد احتجزت هناك لمدة يومين واكدت انها شاهدت وجود زنزانات على شكل حفر تحت الارض في الموقع الذي احتجزت فيه للتحقق من هويتها.

وشارك في التحقيق ممثلون عن مجلس اوروبا ومنظمة الامن والتعاون الاوروبي. وقال فسيفولود تشيرنوف احد كبار المسؤولين الروس بالشيشان: «ان اقوال بوليتكوفسكايا حول وجود معسكرات التطهير في اقليم فيدينو الجبلي، عارية عن الصحة». واضاف انه زار الوحدة التي احتجزت فيها الصحافية الروسية مع فلاديمير كالامانوف ممثل الرئيس الروسي لشؤون حقوق الانسان، المواطن في جمهورية الشيشان، فلم يعثرا حتى على اثار لوجود مثل هذه الزنزانات، وان الجنود والضباط اشتكوا من الاحوال المعيشية البائسة في الوحدة، ومن عدم دفع المستحقات المالية لهم باستمرار، وانهم انفسهم يعيشون كالسجناء في الزنزانات.

واكد تشيرنوف ايضا ان النيابة العامة الشيشانية ستعلن غدا (الاحد) نتائج التحقيق النهائي في الوقائع التي اذاعتها بوليتكوفسكايا في 23 الشهر الماضي.

يذكر ان النيابة العامة الروسية لا تنفي وجود خروقات لحقوق الانسان ارتكبها العسكريون الروس بحق الشيشان، وخير دليل على ذلك المحاكمة الجارية في مدينة روستوف الآن في قضية الضابط الروسي الذي قتل فتاة شيشانية ودفنها بمساعدة رجاله بالقرب من موقع وحدته للاشتباه في انها قتلت 12 ضابطا روسيا.

واعترف الضابط يوري بودانوف بارتكابه الجريمة فور وقوعها، واعرب عن اسفه لما حدث واستعداده لتحمل العقاب. وطالب المدعي العام بانزال اشد عقوبة بالضابط القاتل.

وحضر المحاكمة في روستوف والد الفتاة الضحية واقاربها وهم يحملون صورها الفوتوغرافية. وقال محامي العائلة عبد الله حمزايف ان هذه الجريمة جزء من مأساة الشعب الشيشاني التي عانى هو نفسه منها حين كان عمره ستة اعوام فقط، لدى زجه مع والديه في معسكرات الاعتقال الستالينية. وطالب حمزايف بنقل المحاكمة الى منطقة الوحدة العسكرية في جمهورية الشيشان لكي يرى العسكريون الروس عاقبة قتلهم للفتيات الشيشانيات.

وتحولت محاكمة بودانوف الى قضية سياسية حيث خرج المتظاهرون من انصار المنظمات القومية حاملين لافتات تدعو الى الافراج عنه، بينما دعا المواطنون الشيشان الى انزال عقوبة الموت به. وجدير بالذكر ان بودانوف اكد بأنه القى القبض على ضحيته حين ابلغه اثنان من الشيشان بانها من القناصة الذين قتلوا عددا من رجاله، بل واعطوه صورتها. وامس تأجلت المحاكمة بعد اصابة المتهم بنوبة قلبية.