«إف بي آي» يعترف بأن الجاسوس هانسون كان يغترف من المعلومات السرية كما يشاء

TT

قال مسؤولون حاليون وسابقون في وزارة الخارجية الأميركية ان من ضمن الواجبات المنتظمة لرجل مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) المتهم بالتجسس، روبرت هانسون، حمل وثائق مخابراتية سرية بين وزارة الخارجية الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي. كما ظل هانسون منذ عام 1995حتى يناير (كانون الثاني) الماضي مكلفا من مكتب التحقيقات أداء عمل محدد في «مكتب المهام الخارجية» التابع للخارجية الأميركية يتركز على رصد الدبلوماسيين الأجانب. واستطاع هانسون من خلال عمله في هذا الموقع الاطلاع على معلومات سرية حول العملاء الاجانب المزروعين في الولايات المتحدة. علاوة على ذلك عمل هانسون كصلة بين مكتب التحقيقات ووزارة الخارجية ،وبهذه الصفة كان يحمل تقارير مخابراتية ووثاق سرية أخرى من الخارجية الأميركية الى المقر الرئيسي لمكتب التحقيقات الفيدرالي بصورة يومية. ولم يفصح المكتب عن الكثير من المعلومات حول أنشطة هانسون خلال تلك الفترة، ولكن مع بداية عمل المحققين في مراجعة فترة السنوات الخمس التي قضاها هناك يتوقع الكشف عن المزيد من التجاوزات الأمنية. ويعتقد مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية ان هانسون لو ظل طوال هذه الفترة جاسوسا نشطا خلال فترة العمل بين الخارجية ومكتب التحقيقات ،فان ذلك يعني انه كان يأخذ ما يريد دون وجود رقيب عليه. اما بريستون بيرتون، أحد محامي هانسون، فقد رفض التعليق على هذا الحديث. وخلال تفتيش سيارة هانسون قبل عشرة أيام عثر على مظروف معنون الى «ستابلتون روي» الذي كان يعمل مديرا لفرع المخابرات بوزارة الخارجية الأميركية حتى العام الماضي. وبصفته مسؤولا عن الصلة بين مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الخارجية الأميركية كان يحضر هانسون اجتماعا شهريا لرؤساء الأقسام بقطاع الأمن القومي التابع لمكتب التحقيقات ،مخصص لمناقشة القضايا الرئيسية ذات الصلة بمكافحة التجسس والإرهاب. وكانت لجنة المخابرات التابعة لمجلس الشيوخ قد استجوبت يوم الأربعاء الماضي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، لويس فريه، والنائب العام، جون آشكروفت، ومدير وكالة المخابرات المركزية (سي آي ايه)، جورج تينيت، حول كيفية تمكن هانسون من الإفلات من الرقابة على مدى 15عاما. وقال رئيس اللجنة السيناتور ريتشارد شلبي للصحافيين انه وأعضاء اللجنة الآخرين غير مقتنعين بالتوضيحات التي أدلى بها تينيت وفريه وآشكروفت. وأكد شلبي انهم سيوجهون إليهم مسؤولية ما حدث، لكنه شدد على ثقته في فريه كمدير لمكتب التحقيقات الفيدرالي. وأضاف شلبي ان مكتب التحقيقات يعمل به الكثيرون وان هذا ظل مستمرا على مدى فترة طويلة. يذكر ان عميلا روسيا ألقي عليه القبض في ديسمبر (كانون الثاني) عام 1999خارج مبنى وزارة الخارجية الأميركية وهو يراقب جهاز تنصت زرع في قاعة اجتماعات في الطابق السابع. وفي أواخر العام الماضي اختفي من مكتب المخابرات والبحوث جهاز كومبيوتر محمول يحتوي على آلاف الصفحات من المعلومات السرية حول تطوير الأسلحة. ويعتقد المحققون حتى الآن ان هانسون لا علاقة له بالحادثتين. وطبقا لما ذكره مسؤول امني سابق فان قضية هانسون أثارت جدلا مستمرا في مكتب المهام الخارجية حول حجم وتكوين البعثات الدبلوماسية الروسية في الولايات المتحدة، إذ يرى مكتب التحقيقات الفيدرالي ان الكثير من ضباط المخابرات الروسية يستخدمون غطاء دبلوماسيا. ووفقا لمسؤول سابق في الخارجية الأميركية، فان هانسون حضر عام 1999اجتماعا حساسا في مكتب وكيل وزارة الخارجية، توماس بيكرينج، حول خطأ قصف الولايات المتحدة لسفارة الصين في بلغراد. كما تسلم هانسون طلبات مسؤولين في مجال مكافحة الإرهاب بمكتب التحقيقات حول دبلوماسيين وممثلين آخرين في الولايات المتحدة من مواطني الدول التي وضعتها وزارة الخارجية الأميركية في قائمة الدول التي تدعم الأنشطة الإرهابية وهي إيران العراق وليبيا وسوريا والسودان وكوبا وكوريا الشمالية.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»