أول وزير عربي في إسرائيل: سأكون صوت عرب الداخل والخارج في الحكومة الاسرائيلية

صالح طريف يتحدث إلى«الشرق الاوسط» عن معنى توزيره أول عربي في وزارة إسرائيلية

TT

اضطر العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي، صالح طريف، الى ان يختبئ داخل سيارته أمس، لكي يتمكن من التحدث الى «الشرق الأوسط» بعد أن اتصلت به على هاتفه النقال، في وقت كان يحيط به صحافيون محليون وأجانب، هرعوا اليه وهو في القدس سعيا وراء المعلومات، بعد تعيينه وزيرا بلا حقيبة في حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب، ارييل شارون، لأنه أول عربي يحتل منصبا وزاريا في الدولة العبرية منذ تأسيسها قبل 53 سنة.

الا أن طريف، وهو عربي من الطائفة الدرزية، البالغ عددها هناك أكثر من 120 ألف نسمة، لم يأخذ من الجمل إلا أذنه في الحكومة الشارونية الجديدة، فهو وزير بلا حقيبة، لكنه لا يراها كذلك «الا مؤقتا، ففي المستقبل القريب سأتحمل مسؤوليات» وفق تعبيره. وقال طريف، المقيم في قرية جولس، البعيدة 17 كيلومترا الى الشرق من عكا، إنه تحدث أمس الى رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب، ارييل شارون، بعد أن اتصل به الأخير ليبارك اختياره من قبل حزب العمل وزيرا، وأعلمه بأنه يرغب في منصب وزاري يتولى عبره مسؤوليات تتعلق بالوسط العربي في اسرائيل، أو على الأقل بمنصب وزاري له علاقة بمفاوضات السلام بين العرب واسرائيل.

وقال طريف، الذي تعتبر عائلته من العائلات العربية الدرزية القيادية في اسرائيل، التي منها عمه الشيخ أمين الطريف، الذي كان الزعيم الروحي لدروز فلسطين، قبل وفاته منذ 6 سنوات، إنه زار عددا من الدول العربية، من بينها لبنان وقطر ومصر والأردن والمغرب وسورية، حيث توجه في 1997 ضمن وفد من عرب اسرائيل وقابلوا الرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد.

تمنى طريف أيضا أن يزور سورية مجددا، وقال: «ستكون سعادة لا توصف اذا ما وجه لي الرئيس بشار الأسد دعوة لزيارة دمشق.. قد أزورها كوزير، أو كمواطن عادي اذا أراد ورغب الرئيس السوري، لأن سورية في النهاية بلادنا».

وقال طريف، البالغ عمره 46 سنة، والمتزوج من عربية درزية، له منها 4 أبناء: «سأكون صوت عرب الداخل والخارج في الوزارة الاسرائيلية الجديدة.. سأنادي باعادة الحقوق العربية، ومنها حقوق الشعب الفلسطيني، في أن تكون له دولة مستقلة، عاصمتها القدس الشريف».

* والجولان يا سيد طريف؟

ـ سيرتفع صوتي داخل الوزارة دائما باعادة الجولان بكامله الى سورية، ان شاء الله.

* أمر غريب أن يحتل واحد من عرب 48 منصبا وزاريا لأول مرة في اسرائيل بعهد شارون.

ـ صحيح.. كأنه (أي شارون) بذلك يكفّر عن ذنوبه في السابق. إنه حدث تاريخي، ويرمز الى النية من أجل تحسين أوضاع العرب في داخل اسرائيل، وأنا لم أعيّن من قبل شارون، بل جرى انتخابي لهذا المنصب من قبل حزب العمل.

* يعني جئت رغما عن ارادته؟

ـ لا. بالعكس، فقد اتصل بي وهنأني، وكان دائما يرغب في وجود عربي في وزارته.

* سيوليك مهمات تتعدى وزارة بلا حقيبة؟

ـ أعتقد ذلك، فقد اتفقت معه على أمور كثيرة

* أنت رائد احتياطي الآن في وحدة المظليين بالجيش الاسرائيلي، ألم تشارك بحروب اسرائيل ضد العرب في السابق؟

ـ أبدا.. منذ توليت مهامي السياسية، وأنا أسعى للسلام بين اسرائيل والعرب، وهذا عملي ونشاطي طوال 20 سنة مضت. على اسرائيل أن تعطي للعرب في الداخل حقوقهم ليصبحوا مواطنين كاملين، لا مواطنين درجة ثانية، وعليها أن تعيد لعرب الخارج حقوقهم في فلسطين والجولان المحتل.

* يقال ان الوزارة الاسرائيلية المقبلة هي وزارة حرب؟

ـ لا أعتقد ذلك، ونحن نرفض أن تكون حكومة حرب.. فهي وزارة وحدة وطنية، وشارون تغيّر بعض الشيء على ما أعتقد، وعليه أن يبعث على الثقة لينجح.

* ما علاقتك بالزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط؟

ـ نعرف بعضنا بعضا منذ زمن بعيد.

* أتتحدثان بين الحين والآخر؟

ـ نتحدث بالهاتف اجمالا، وآخر مرة اتصلت به كانت عندما نجح في الانتخابات، فهنأته.

* ما برنامجك؟

ـ أريد تنفيذ بعض القوانين التي توليتها في الكنيست بتحسين اوضاع عرب 48 والسماح لهم بتولي مسؤوليات في المؤسسات الحكومية باسرائيل، وهذا أهم شيء حاليا.