حزب العمل يختار طريف بين مرشحيه للوزارة

TT

عندما أعلن ارييل شارون، قبيل وبعد انتخابه رئيسا للحكومة، انه سيعين في حكومته وزيرا عربيا، لأول مرة في تاريخ اسرائيل، دخل حزب العمل في وضع حرج، فهو الذي يبدو الاكثر سلاما واعتدالا وايمانا بالمساواة، يتأخر، ايضا في هذه القضية، عن الركب.

وراح الليكود يفتش عن وزير عربي، وراح ناشطو الليكود يرشحون انفسهم: عضو الكنيست ايوب قرّا، رأى نفسه وزيرا، ومستشار شارون، ومجلي وهبة، خصمه اللدود، راح يخرب عليه ويعلن ان شارون لا يمكن ان يعين انسانا مثله وزيرا. وبدأت تسمع اصوات عربية تدعو شارون الى انتخاب مسلم سني وزيرا، فالمسلمون يشكلون 79% من العرب في اسرائيل. وطرحت اسماء القاضيين عبد الرحمن الزعبي وسهل جراح وعضو الكنيست توفيق الخطيب، من الحركة الاسلامية.

وما حدث في حزب العمل، امس، كان بمثابة انقلاب جذري في اتجاه الرياح. اذ قام اعضاء مركز حزب العمل بانتخاب صالح طريف، واحدا من ثمانية وزراء الحزب في حكومة شارون. وبهذا، اخذ العمل لنفسه فرصة التباهي بادخال اول عربي الى الحكومة الاسرائيلية، وانقذ شارون من ورطة حقيقية مع ناشطي حزبه. وصالح طريف هو ابن الطائفة العربية الدرزية، ولد في قرية جولس في الجليل الغربي، قبل 45 عاما. وهو أب لأربعة انجال. خدم في الجيش الاسرائيلي، خدمة اجبارية، ثم انتقل الى الجيش النظامي، وتطوع لوحدة المظليين، وانهى خدمته برتبة رائد. خلال خدمته العسكرية درس في الجامعة وحصل على بكالوريوس في الفلسفة وعلم النفس. بدأ نشاطه السياسي وهو طالب جامعي. وانتخب نائبا لرئيس مجلس الطلاب في جامعة حيفا (1967 ـ 1975) ثم انتخب رئيسا للمجلس المحلي في جولس لدورتين متتاليتين (83 ـ 1993). وفي سنة 1991 انتخب لاول مرة عضوا في الكنيست عن حزب العمل. وخلال عمله البرلماني شغل عدة مناصب بارزة، بينها نائب وزير الداخلية، رئيس لجنة الداخلية البرلمانية، عضو لجنة الخارجية والأمن ورئيس اللجنة الثانوية للأمن الداخلي، رئيس لجنة الكنيست. وطرأ تطور كبير على شخصية صالح طريف ومواقفه السياسية. ففي بداياته، انجرف وراء السياسة الاسرائيلية التي استهدفت سلخ الدروز في اسرائيل عن شعبهم الفلسطيني وامتهم العربية وراح يساهم في الحديث عن الدروز كقوم مستقلين، لهم تراث خاص وتاريخ مميز. وكان في كثير من الاحيان ملكيا اكثر من الملك، في ما يتعلق بالقضايا العربية. ولكنه، في السنوات الاخيرة، تغير كثيرا، وعاد لانتمائه العربي. واتخذ مواقف سياسية متقدمة، تقترب من الأحزاب العربية ويسار حزب العمل. وأقام علاقات جيدة للغاية من السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات. وزار سورية، والتقى الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. ويعتبر طريف، اليوم، من انصار معسكر السلام في حزب العمل، مع ان علاقاته الحزبية وثيقة اكثر مع الجناح العنصري في الحزب.