فلسطيني يفجر نفسه في منتجع نتانيا فيقتل 3 إسرائيليين ويصيب 67 شخصا

سنيه: نعرف من يقف وراء هذه العمليات وسنصل إليهم حتى داخل المدن الفلسطينية

TT

ادعى نائب وزير الدفاع الاسرائيلي، د. افرايم سنيه، ان اجهزة الامن تعرف من هي القوى التي تقف وراء العمليات العسكرية التي تنفذ ضد اسرائيل، وان هذه الاجهزة ستصل اليهم قريبا، حتى لو اقتحمت المدن الفلسطينية. وجاء هذا التهديد، ظهر امس، تعقيبا على قيام فلسطيني بتفجير نفسه وسط منتجع نتانيا الاسرائيلية الواقعة على البحر المتوسط شمال تل ابيب، مما ادى الى مقتله ومقتل 3 اسرائيليين واصابة 67 شخصا بجروح.

واعلن كل من رئيس الوزراء المنتخب، ارييل شارون، ووزير دفاعه المقبل، بنيامين بن اليعزر، انهما سيعدان خطة مشتركة «تستهدف قطع دابر الارهاب» وذلك بواسطة «تشديد القبضة الحديدية ضد الارهابيين، من دون المساس بأكثرية الفلسطينيين، الذين نعرف انهم يريدون السلام وينبذون العنف» على حد قولهما.

وكانت تلك العملية قد داهمت الحكومة الاسرائيلية برئاسة ايهود باراك، في جلستها الاخيرة على امل تشكيل الحكومة الجديدة بعد غد، برئاسة شارون. فقرر باراك تغيير جدول الاعمال، وتركز البحث في الجانب الامني. واعلن رئيس المخابرات العامة، آفي ديختر، تأييده لرأي رئيس هيئة اركان الجيش، شاؤول موفاز، بان السلطة الفلسطينية تدعم العمليات العسكرية ضد اسرائيل. وقال ديختر: «هناك عشرات المخربين الفلسطينيين، تلقوا الارشاد والدعم المباشر من اوساط في السلطة الوطنية، لتنفيذ عمليات تفجير ضد اسرائيل. فالسلطة الوطنية وأذرعها، اصبحت تقف وراء هذه العمليات وبشكل واضح». وعليه، فقد اتهمت الحكومة الاسرائيلية السلطة الوطنية بالمسؤولية عن عملية نتانيا ايضا.

وكانت العملية قد نفذت في التاسعة من صباح امس، حيث دخل شاب فلسطيني الى شارع «هرتسل» الرئيسي في مدينة نتانيا (25 كيلومترا شمال تل ابيب)، قرب سوق الخضار. وكان ينوي التوجه الى محطة الحافلات المركزية بداية. اذ حاول الصعود الى حافلة ركاب. لكن السائق رفض ان يفتح له الباب لاشتباهه فيه. فبقي واقفا مكانه على ممر المشاة. وفجأة هرعت الى المنطقة عدة سيارات شرطة، بهدف فحص دراجة مشبوهة. ويبدو ان الشاب خشي من اعتقاله، فقام على الفور بتفجير العبوة الناسفة، التي حملها في حقيبته. فتمزق جسده. وسقط العشرات من حوله على الارض. وتطاير زجاج السيارات والبيوت والحوانيت المحيطة.

واتضح انه بالاضافة الى هذا الشاب الانتحاري قتل ثلاثة مواطنين يهود من نتانيا، بينهم رجل من الخامسة والثمانين من العمر وامرأة في الستين، واصيب 67 شخصا بجراح، ستة منهم جراحهم وصفت بانها خطرة، والباقون جراحهم بسيطة، خدوش جسدية او صدمة نفسية.

واثر الانفجار تجمع العشرات من اليهود، وراحوا يهتفون «الموت للعرب» ويطالبون بتطهير المدينة منهم. وامسكوا بعامل فلسطيني يشتغل في حانوت قريب، وراحوا يضربونه بوحشية، حتى اغمي عليه. فنقل الى المستشفى بسيارة شرطة. ووصفت حالته بانها خطيرة جدا، اذ انه تلقى اصابة قوية في الرأس.

وشنت الشرطة من جهتها حملة اعتقالات واسعة في صفوف العمال العرب في المدينة. وفتحت ملفات تحقيق ضد اصحاب الحوانيت الذين يشغلون عمالا فلسطينيين من دون تصاريح. واعلنت رئيسة البلدية (وهي من الليكود) انها ستحارب الوجود العربي في المدينة.

وخلال الانشغال في هذه القضية، عثر على جثة عميل فلسطيني للاحتلال، هو مصطفى محمد ابو شيخة (55 عاما) في بيته في قرية ميثلون في الضفة الغربية. وابو شيخة هو احد قدامى العملاء (منذ الانتفاضة الاولى). واثر ذلك، اعلن الطاقم السياسي لشارون، ان الامور آخذة في التدهور الخطير امنيا. اذ ان عمليتي نتانيا وميثلون وتكرار العمليات العسكرية ضد اسرائيل بمعدل 15 حادثة في اليوم (يدخلون في هذا الحساب كل حوادث اطلاق رصاص ضد الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة)، تعتبر قمة التحدي لحكم رئيس الوزراء المنتخب، ولذا فقد اوصى الطاقم باتخاذ اجراءات قاسية ضد السلطة الفلسطينية، من بينها تجميد اموالها المستحقة في اسرائيل.