دمشق غير مقتنعة بما نقله الموفد الأوروبي عن «حسن نيات» شارون تجاه عملية السلام

TT

دمشق ـ ا.ف.ب: أكدت الاذاعة السورية في تعليقها السياسي أمس ان النيات الحسنة التي نقلت الى دمشق من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ارييل شارون ليست سوى حملة «تضليل».

واعلنت اذاعة دمشق «ان اوساطا واسعة من الليكود وحزب العمل وبعض الدوائر الدولية تقوم منذ فوز شارون بالسلطة في اسرائيل بحملة تضليل مدروسة تسوق من خلالها فكرة ان شارون في الحكم قد يكون غير شارون خارج السلطة، ولذلك لا بد من اعطائه فرصة قبل اتخاذ موقف منه رغم تاريخه الدموي الاسود ضد العرب».

واضافت الاذاعة «ان تلك الاوساط تعتبر ان عمليات التجميل التي ترافق تشكيل شارون لحكومته في ادخال ما يسمى بحمائم من حزب العمل الى طاقمه الحكومي وابداء حسن نياته حيال السلام هي محاولة لتغيير صورة شارون الارهابي الذي لا يعرف غير لغة القتل والتدمير».

وتابعت الاذاعة تقول «ان تلك الاوساط تغفل حقيقة ان تركيز شارون على تشكيل حكومة ائتلافية سببه المأزق الاسرائيلي الداخلي وان ما يقوم به هو اعادة انتاج الاحزاب الصهيونية في حكومة ترمم الانهدام الداخلي فى اسرائيل بعد الهزيمة القاسية التي تعرضت لها في لبنان وبعد تجذر انتفاضة الاقصى ضد قوات الاحتلال».

وأكدت الاذاعة «ان ما يجمع تشكيل حكومة شارون المنتظرة ليس السلام وانما العداء للسلام»، مضيفة «ان للسلام اسسه ومقوماته ومرجعيته والسير في طريق واضح لا يعتمد اسلوب التضليل والمناورة».

وخلصت الاذاعة الى القول «ان الاسرائيليين عندما يقتنعون بأن ممارستهم لسياسة القوة لن تحقق لهم الامن المزعوم يمكن عندها التأسيس لسلام عادل وشامل يعيد الارض المحتلة ويضمن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني في السيادة والدولة وحق العودة».

ويأتي هذا التعليق بعد رسالة «نيات حسنة» نقلها الموفد الاوروبي الخاص للشرق الأوسط ميغل انخيل موراتينوس الى الرئيس بشار الاسد.

وافاد موراتينوس الذي من المرتقب ان يتوجه الى اسرائيل اليوم ان «ردا سوريا» على هذه الرسالة «كان واضحا جدا وانه كان مفتوحا ومؤيدا للسلام ... ولكن لسلام عادل يقوم على انسحاب كامل من هضبة الجولان، واعتقد انها مفتوحة لكل اقتراح يذهب في هذا الاتجاه نفسه».