شاحاك وسفير يستقيلان من الكنيست هربا من «وسخ السياسة» الإسرائيلية

TT

قرر الوزير في حكومة ايهود باراك المنصرفة امنون لفكين ـ شاحاك والنائب اوري سفير، وهما من حزب المركز، الاستقالة من الكنيست ومن العمل السياسي ـ الحزبي الى الابد، وذلك «هربا» مما اسمياه بـ«وسخ هذه السياسة» في اسرائيل.

وسيحل محلهما في الكنيست كل من نحاما رونين، المديرة العامة السابقة لوزارة البيئة في زمن الوزير اليميني المتطرف، رفائيل ايتان، وديفيد مفين، عضو الكنيست من حزب الليكود سابقا، الذي انشق مع ديفيد ليفي واقام حزب «غيشر» ثم اختلف معه وشارك في تأسيس حزب المركز. وكلاهما، رونين ومفين، ينتميان الى التيار اليميني في هذا الحزب. ومن المتوقع ان ينضما الى الجناح اليميني الذي يضم كلا من اسحق مردخاي (وزير الدفاع الاسبق، الذي يحاكم بتهمة الاعتداء الجنسي على ثلاث من سكرتيراته) ودان مريدور المرشح لمنصب وزير شؤون المخابرات والمفاعل النووي في حكومة شارون وروني ميلو، وزير الصحة في حكومة باراك، فتصبح كتلتهما من 5 نواب.

يذكر ان شاحاك كان رئيسا لهيئة اركان الجيش الاسرائيلي. واختلف مع رئيس الحكومة اليميني بنيامين نتنياهو سنة 1998. ودعاه باراك الى الانضمام الى حزب العمل وتولي منصب وزير دفاع في حكومته فرفض. وفضل المساهمة في تأسيس حزب المركز، حتى يكون تيارا ثالثا قويا في وسط الخارطة السياسية في اسرائيل. واراده حزب المركز مرشحا باسمه لرئاسة الحكومة، لكنه تنازل لصالح اسحق مردخاي في حينه. وعندما فاز الحزب بستة مقاعد، ثلث القوة التي طمحوا للوصول اليها، انضم الى حكومة باراك. وتولى شاحاك منصب وزير السياحة. لكن باراك منحه دورا متميزا في ادارة المفاوضات مع الفلسطينيين وشارك في مفاوضات كامب ديفيد، وادار المفاوضات السياسية ـ الامنية. وعرف عنه موقفه العقلاني ورفضه للعقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين وقناعته بأن بالامكان التوصل الى اتفاق اطار للحل النهائي «اذا توفرت النوايا الصادقة لدى الطرفين».

وكان باراك ينوي تعيينه وزير دفاع في حكومته، في ما لو فاز في انتخابات رئاسة الحكومة في الشهر الماضي. واقترح عليه شارون ان ينضم الى حزب العمل ويتولى وزارة الدفاع باسمه في حكومته، لكنه رفض. وقال انه يفضل الالتزام بمبادئه والبقاء خارج دائرة النفوذ، على ان يخدم في حكومة لا يؤمن بطريقها السياسي. ويعلن اليوم ان الحلبة السياسية الاسرائيلية لا تتسع لامثاله من اصحاب القيم والمبادئ، وانه يفضل العمل في مجال العمل الخاص او اي شيء آخر ما عدا السياسة، لذلك يستقيل من الكنيست.

اما اوري سفير، فكان قد وصل الى السياسة عن طريق وزارة الخارجية. وشغل منصب مدير عام وزارة الخارجية في فترة حكم شيمعون بيريس. وهو احد مهندسي مفاوضات اوسلو والشركاء الاساسيين فيها. وعرف بعلاقاته الممتازة مع القادة الفلسطينيين. وهو من المقربين جدا من بيريس. ويقال انه لم ينضم الى حزب العمل، بهدف دعم بيريس من الخارج، لذلك شارك في تأسيس حزب المركز.

وخرج سفير بهجوم كاسح على كل السياسيين الاسرائيليين، امس فقال: «انهم جميعا كاذبون ومنافقون. لا يقولون الحقيقة للشعب، لان سلم افضلياتهم مبني بشكل مقلوب، اهم بند فيه هو الحفاظ على مقاعدهم الوزارية او النيابية ووضع مصالحهم الشخصية فوق الاعتبارات الاخرى».

وقال سفير انه اختار البعد عن العمل الحزبي والكنيست، حتى يستطيع ان يقول كل ما يفكر فيه علنا من دون اي التزام ومن دون خوف على مصلحة حزبه.

واما الحقيقة التي يقصدها، فهي ـ كما قال: «ان كل ما يجري بيننا وبين الفلسطينيين من قتال وتقتيل ومن عقوبات جماعية وتنكيل هو عنف زائد، غير ضروري وليس اجباريا. وكل التهديدات الاسرائيلية الحربية والممارسات الحربية، هي خداع للجمهور. فالحقيقة انه لا يوجد اي حل لمشاكلنا الامنية، إلا باقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة والقطاع وفي القدس الشرقية، تكون لها حدود واضحة تماما معنا تفصلنا عنهم وتفصلهم عنا». وسئل سفير إن كان باستقالته وشاحاك واتاحة الفرصة امام دخول نائبين جديدين للكنيست من التيار اليميني الذي يعزز قوة شارون، فأجاب: «بهذين النائبين او من دونهما، سيقيم شارون حكومته. وفي كل الاحوال، هذه حكومة مؤقتة. لن يطول عمرها. وان طال، فانها لن تنجح في حل مشاكل اسرائيل الامنية. وعلى امثالنا يقع دور كبير في توضيح هذه الحقيقة للشعب، ليس من خلال موقع حزبي او سياسي بل من موقع جماهيري عريض. وهذا ما سأفعله». جدير بالذكر ان حزب المركز اعلن قبل اسبوعين عن حل نفسه، والتحول الى كتلتين، لكل منهما ثلاثة نواب: شاحاك وسفير وداليا رابين ـ فيلوسوف (ابنة اسحق رابين) كتلة، ومريدور ومردخاي وميلو كتلة ثانية. وباستقالة سفير، امس، واستقالة شاحاك في الاسبوع المقبل، ستكبر كتلة مريدور لتصبح خمسة نواب (اذ ان النائبين الجديدين رونين ومفين سينضمان اليها). وتبقى داليا رابين وحيدة. وقد عرض عليها بنيامين بن اليعزر، ان تصبح نائبة له في وزارة الدفاع، خلال استمرار نشاط حكومة الوحدة.