«الإخوان» المصريون يسعون إلى نصف مناصب نقابة المحامين ويرشحون وفديا وقبطيا ووطنيا لباقي المقاعد

TT

رجحت مصادر داخل نقابة المحامين المصريين ان يعقد مجلس النقابة المنتخب أول اجتماعاته مطلع الأسبوع المقبل لتشكيل هيئة المجلس لشغل 7 مناصب رئيسية وسط تخوفات اطلقتها أوساط المحامين من احتمالات سيطرة جماعة الاخوان المسلمين على مجلس النقابة، بعدما اكتسحت قائمة الاخوان الانتخابات التي اجريت في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي لمواجهة النقيب الناصري سامح عاشور.

وشهدت الأيام الماضية عددا من الجلسات والمناقشات للتشاور حول تشكيلة هيئة المجلس الجديد قبل الاجتماع الرسمي للمجلس الجديد للاتفاق حول الترشيحات تفاديا لحدوث أزمة متوقعة داخل المجلس ولمحاولة التخفيف من سيطرة الاخوان الذين يملكون 8 مقاعد رسمية و9 آخرين مواليين لهم من بين 24 مقعدا مخصصا لاعضاء المجلس ومنح معظم التيارات السياسية الممثلة داخل المجلس مناصب قيادية لرسم صورة قومية سياسية داخل المجلس.

وفيما تؤكد التوقعات ان الترشيحات لمنصب الأمين العام محسومة لسيف الاسلام حسن البنا نجل مؤسس الاخوان ومنصب الوكيل للقطب الوفدي محمود السقا، بدا ان هناك تباديل وتوافيق كثيرة حول 5 مناصب أخرى يحرص الاخوان على عدم الانفراد بها، غير انهم يسعون لمنح معظمها لمواليين لهم، وأهم هذه المناصب هو منصب أمين صندوق النقابة الذي كان يشغله القطب الاخواني البارز مختار نوح المحبوس في قضية نقابي الاخوان.

ويسعى الاخوان لمنحه لنقابي محسوب على الاخوان هو عبدالسلام كشك شقيق الشيخ الراحل عبدالحميد كشك أو لعضو حزب العمل يوسف كمال، في وقت يسعى فيه نقيب المحامين لابعاد الاخوان عن المنصب ومنحه للمحامي سعيد عبد الخالق المرشح الوحيد الفائز من قائمة عاشور الانتخابية، خاصة ان الاخوان وجهت لهم اتهامات مالية خلال المجلس الماضي.

وهناك ثلاثة مناصب متكافئة هي أمين عام مساعد أول وأمين عام مساعد وأمين صندوق مساعد. وفيما يبدو ان الاخوان لن يرشحوا أحدا منهم للمنصبين وتركهما للحزب الوطني، الا انهم سيحرصون على ترشيح أحدهم لمنصب أمين الصندوق المساعد حتى لا يكونوا بعيدين عن الادارة المالية للنقابة التي انفردوا بها في المجلس السابق. ويبقى هناك منصب وكيل ثان النقابة الذي يحاول الاخوان من خلاله التأكيد على حرصهم على الوحدة الوطنية والتي ترجح التوقعات ترشيح القبطي فايز لاوندي الذي نجح على قائمة الاخوان لهذا المنصب.

وبدا ان هناك اتفاقا اعلاميا بين كل التيارات السياسية الممثلة داخل مجلس النقابة الجديد على التأكيد على حرص الجميع على النقابة وعدم وجود صراع داخلي أو انقسام، رغم المعارضة المعروفة بين جماعة الاخوان التي كانت متحالفة مع المرشح الحكومي لمنصب النقيب رجائي عطية والنقيب الحالي سامح عاشور، وفي الوقت الذي كرر فيه عاشور تأكيداته على ان النقابة لن تكون مسرحا لسيطرة الاحزاب والتنظيمات السياسية وانه سيتعامل مع جميع اعضاء المجلس لمصلحة المحامين، أكد الاخوان انهم لا يسعون للسيطرة على مجلس النقابة وانهم كما خاضوا الانتخابات بقائمة قومية فإنهم سيحرصون على تمثيل كل هذه التيارات داخل المجلس من دون محاولة السيطرة عليه.

ومن جانبه اعتبر القطب الوفدي محمود السقا المرشح لمنصب وكالة النقابة ان المجلس الجديد جاء ليؤكد ويعبر عن طموحات المحامين، لأنه جاء باجماع غير مسبوق في تاريخ النقابة، نافيا ما يقال من توقعات عن احتمالات حدوث انقسام أو صراع داخل المجلس بسبب تشكيلته الجديدة ومؤكدا حرص الجميع على التعاون لاعادة النقابة الى دورها الريادي والوطني الذي اعتادت العمل على أساسه.

وقال السقا الذي حصل على أعلى الاصوات الانتخابية بعد المرشح الاخواني سيف الاسلام ان الجميع سعيد باخراج النقابة من نفقها المظلم الذي قبعت داخله لأكثر من خمس سنوات ليطوي الجميع بذلك صفحة سوداء من تاريخ النقابة، مشيرا الى حرص النقابة على عدم تكرار هذا الموقف مهما كانت الظروف. فيما قال عضو المجلس الناصري سيد شعبان ان المحامين المصريين أكدوا باختياراتهم لاعضاء المجلس الجديد رغبتهم في عمل قومي يضم كل التوجهات والالتفاف حولهم لانجاح النقابة والارتقاء بها بعد المحنة المأساوية التي عاشتها خلال السنوات الماضية، مشيرا الى أن الجميع سيعمل كفريق واحد بعيدا عن انتماءاتهم الحزبية لاثبات جدارتهم وثقة الجمعية العمومية بهم من خلال انتخابات نزيهة اعطت مثلا مشرفا امام الرأي العام على قوة المحامين.