شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»: الحجاج الـ 35 قتلوا في حادث تدافع عند نقطة جمرة العقبة الأولى

TT

بعثة «الشرق الأوسط» محمد سمـان * موفق النويصر * بدر المطوع * أحمد عزوز توفي 35 حاجا (23 امرأة و12 رجلا) من جنسيات مختلفة صباح أمس، بسبب التدافع والزحام الشديد عند نقطة الرمي في جمرة العقبة الاولى في منى. وقال اللواء سعد التويجري مدير إدارة الدفاع المدني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن الحادث وقع عند نقطة الرمي، وسببه الرئيسي سقوط عدد من الحجاج خاصة من كبار السن والمرضى نتيجة تعثرهم بحقائب وأغراض وضعها حجاج آخرون على الجسر. وأضاف أنه وإثر سقوط وتعثر الحجاج بين الراجمين عند نقطة الرمي اختنق البعض الآخر وأغمي عليه وسقط أيضا عند نفس النقطة نتيجة عدم القدرة على مقاومة أي تدافع. وأوضح أن الحجاج أتوا مبكرا (الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي للسعودية) من مسافة بعيدة ومعظمهم من كبار السن محملين معهم أغراضهم وحقائب يحملونها لرغبتهم في عدم العودة إلى مخيماتهم والاتجاه إلى مكة المكرمة مباشرة لأداء طواف الافاضة.

ومضى التويجري قائلا «ان قوات الامن المنتشرة على جسر الجمرات تدخلت بسرعة وتمكنت من فض الازدحام واخلاء منطقة الحادث والسيطرة على الموقف والمحافظة على سلامة مئات الآلاف المتدفقين على جسر الجمرات، واستمر بعد ذلك باقي الحجاج في رمي الجمرات بكل يسر وطمأنية».

وسألت «الشرق الأوسط» اللواء التويجري حول اعداد الحجاج الذين قدموا لرمي الجمرة الأولى، فقال «إن العدد كان ضخما، بسبب اصرار الحجاج على رمي الجمرة الاولى في وقت واحد، رغم التعليمات الصارمة من قبل السلطات الامنية ووسائل الاعلام ومؤسسات الطوافة». واضاف مدير عام الدفاع المدني «انه من المهم الالتزام بالتنظيمات والتعليمات التي تصدرها المديرية العامة للدفاع المدني للحجاج لاداء جميع مناسك الحج والتقيد بالخطط المتكاملة الخاصة بتفويج الحجاج والمبلغة للمطوفين حفاظا على السلامة وتيسيرا لاداء المناسك كما يجب ان تكون». وكان بيان رسمي قد ذكر «إنه في الساعة الثامنة و12 دقيقة من صباح أمس اتجه معظم الحجاج الذين وصلوا الى منى في وقت مبكر الى جمرة العقبة بكثافة كبرى، ونتيجة للزحام الشديد وتدافع الحجاج بعضهم لبعض عند نقطة الرمي وتعثر عدد منهم خاصة كبار السن، سقط عدد منهم الى الارض مما نتج عنه وفاة 35 شخصا من جنسيات مختلفة بعضهم نتيجة الاختناق والبعض الآخر نتيجة السقوط بين الراجمين». واوضح البيان ان رجال الامن تدخلوا فورا وتمكنوا من فك الزحام والسيطرة على الموقف والمحافظة على سلامة مئات الالوف المتدفقين لاستمرار رمي الجمرات.

واستنادا إلى روايات شهود عيان تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» فإن ما حصل يعود إلى عدم التزام الحجاج بالتعليمات والارشادات التي زودتهم بها مؤسسات الطوافة التابعين لهم إضافة إلى تعليمات السلطات الامنية على الجسر بواسطة مكبرات الصوت بمعظم اللغات تقريبا. وذكر شهود العيان أن نقطة رمي جمرة العقبة الاولى تحولت فجأة إلى منطقة خطر نتيجة الهلع الشديد الذي أصيب به آلاف الحجاج الذين كانو موجودين بالقرب من نقطة الحادث. ولوحظ أن الحادث وقع في وقت مبكر جدا وهي فترة عادة ما تكون حرجة لبعض الحجاج الذين يرغبون في التوجه إلى جسر الجمرات مبكرا لرمي جمرة العقبة الاولى والاتجاه إلى مكة المكرمة لاداء طواف الافاضة (للتحلل من الاحرام) ومن ثم العودة إلى منى بعد ذلك.

وهرعت سيارات الاسعاف وفرق الانقاذ التابعة للهلال الاحمر السعودي والمرابطة تحت جسر الجمرات فور وقوع الحادث لنقل الجرحى والمصابين إلى مستشفى منى العام، فيما جرى نقل المتوفين إلى مركز الطوارئ في منطقة المعصيم لاحصاء عددهم والتعرف على جنسياتهم من خلال سوار اليد الذي تزودهم به مؤسسات الطوافة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن عدد المصابين يقل عن 60 مصابا تقريبا من جنسيات مختلفة. وأكد الدكتور أسامة شبكشي وزير الصحة السعودي أمس لدى زيارته المصابين في مستشفى منى العام، أن غالبية المصابين قد غادروا المستشفى بعد تقديم الخدمات العلاجية اللازمة لهم، نافيا في نفس الوقت وجود حالات حرجة بين المصابين.

وشاهدت «الشرق الأوسط» عند مركز الطوارئ تزاحم العديد من الحجاج الذين هرعوا منذ سماعهم بالنبأ رغبة في تفقد ذويهم وخوفا من أن يكونوا بين المتوفين، إلا أن السلطات الامنية في مركز الطوارئ منعت دخولهم من البوابة الرئيسية، حتى يتم التعرف على الهويات والتأكد منها. وقال مسؤول في المركز لـ«الشرق الأوسط»، إنه بعد إتمام التعرف على المتوفين سيتم نشر صورهم واسمائهم على لوحة خارجية حتى يتمكن ذووهم من معرفتها».