عواصم ـ وكالات الأنباء: تواصلت أمس حملة التنديدات بقرار طالبان تدمير التماثيل التي تعود إلى ماقبل الإسلام في أفغانستان، في الوقت الذي أكد فيه زعيم الحركة الحاكمة القرار ووصفه بالشرف القومي الذي يستحق الافتخار. فمن افغانستان ذاتها، أدانت المعارضة ممثلة في الرئيس المخلوع برهان الدين رباني تدمير هذه التماثيل الأثرية، معتبرة أن الاسلام يحترم العقائد الأخرى. وقال رباني في بيان وزعه من مقره بفيض اباد شمال افغانستان ان الحكومات الافغانية على مر التاريخ حافظت على تلك الكنوز التي خلفها الاسلاف. وأضاف البيان «ندين بشدة ونعارض تحرك طالبان غير الحضاري المناوئ لمصلحة البلاد بشأن تدمير التماثيل البوذية في افغانستان». وجاء في بيان رباني الذي يقود المعارضة ضد طالبان «منذ آلاف السنين شكلت وشاركت هذه البلاد في حضارات وثقافات مختلفة. وعلى مدى هذا التاريخ الطويل لم يحاول اي نظام تدمير الآثار التاريخية للبلاد بل بذل الجهد من اجل الحفاظ عليها». وقال رباني الذي رأس ايضا حكومة اسلامية: ان الدين الاسلامي يحترم العقائد الاخرى وسياستنا الثقافية تستوعب جميع الآثار التاريخية وتشمل بالطبع التماثيل البوذية التي خلفتها الديانة البوذية. من الواضح انها لا تعبد في افغانستان.
من جانبه، ندد الرئيس الايراني محمد خاتمي بقرار طالبان «غير الانساني والعنيف» حسبما أفادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية. ونقلت الوكالة عن خاتمي قوله في اتصال هاتفي مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مساء الاحد، ان هذا القرار «غير انساني وعنيف ولا يمكن تبريره بنسبته الى الاسلام». كما اكد امير قطر الذي يتولى رئاسة منظمة المؤتمر الاسلامي لخاتمي «جهود» بلاده لـ«تفادي هذا التصرف غير المسؤول» لطالبان. وكانت منظمة المؤتمر الاسلامي قد طلبت السبت من حركة طالبان العودة عن قرارها تدمير التماثيل. ومعروف ان ايران لا تعترف بنظام كابل وتؤيد نظام الرئيس رباني المخلوع عام 1996.
لكن زعيم الحركة الملا محمد عمر رفض الاستجابة لكل الدعوات الإسلامية والعالمية ودافع أمس عن قراره بتدمير التماثيل، معتبراً ذلك شرفاً للاسلام والبلاد. وفي رسالة نقلتها اذاعة صوت الشريعة قال الملا محمد عمر ان الناس يجب ان يفخروا بتدمير التماثيل. وأضاف «من العار على هؤلاء الافغان انتقاد هذا الامر. انا اطلب من الافغان والمسلمين في العالم ان يستعينوا بفطرتهم السليمة، فهل من المعقول ان نتأثر بدعاوى الكفار». ثم تابع «اطلب من شعب افغانستان المسلم ألا يخاف من ضغوط الكفار وألا يتجاوب معهم».
وبرر أئمة اهم مساجد كابل امس في خطب عيد الاضحى قرار زعيم طالبان الذي يطلقون عليه لقب «أمير المؤمنين». واعلن الملا محمد حسن نائب رئيس الوزراء في حكومة طالبان امام حوالي الفي شخص تجمعوا في اكبر جامع في كابل، انه من «الجنون» القول ان مرسوم الملا محمد عمر غير مطابق للاسلام. ويعتبر الملا حسن احد مهندسي المرسوم. واكد انه «عار على الافغان الاعتقاد ان اسلافهم كانوا من عبدة الاصنام»، مضيفا «ان الاسلام هو فخرنا الوحيد». كما أدان الملا البلدان الاسلامية التي انتقدت طالبان لعملية التدمير وطلب منها ان «تطهر» مجتمعاتها.