زعيم حزب المحافظين البريطاني يعين مسلما مستشارا للشؤون العرقية والثقافية

TT

عين وليم هيغ زعيم حزب المحافظين البريطاني شخصية مسلمة في منصب مستشار للشؤون العرقية في محاولة منه على ما يبدو لامتصاص غضب الجالية المسلمة من الخطاب الذي ألقاه أخيراً وحذر خلاله من سياسة حزب العمال الحاكم لتحويل بريطانيا إلى «أرض أجنبية». وقد أعلن هيغ الليلة قبل الماضية خلال كلمة ألقاها أمام المجلس الإسلامي البريطاني عن تعيينه محمد رياض الذي يدعم سياسة حزب المحافظين بمنطقة برادفورد، في منصب مستشار في الشؤون العرقية والثقافية ضمن حكومة الظل البريطانية.

ويرى مراقبون أن تعيين حزب المحافظين في هذا المنصب يأتي كمحاولة من وليم هيغ لمد الجسور مع الجالية المسلمة بعد الغضب الذي اعتراها في أعقاب خطاب ألقاه الشهر الماضي وقال فيها إن فوز حزب العمال في الانتخابات القادمة سيحول بريطانيا إلى «أرض أجنبية». لكن مصادر في حزب المحافظين نفت الربط بين تعيين رياض وتداعيات محاضرة زعيم حزب المحافظين. وقال محمد رياض (43 سنة من اصل كشميري) لـ«الشرق الأوسط»، انه سعيد بالمهمة الجديدة التي تدل على اهتمام حزب المحافظين بالمسلمين البريطانيين، اذ «انني الشخص المكلف بتقديم النصح في مجال الاقليات العرقية كلها عموما (والمسلمة خصوصا) لزعيم الحزب شخصيا، فيما يتكفل الزميلان الاخران بمساعدة رئيس الحزب مايكل انكرام وآن ويديكامب وزيرة الداخلية في حكومة الظل». ويشكل رياض مع الشخصين الآخرين الفريق المكلف تزويد حكومة الظل بالنصح في شؤون الاقليات. واكد الجامعي الذي حمل شهادات في علوم الكومبيوتر والاقتصاد ويعمل مديرا لمنظمة تعمل على ايواء المتقدمين في السن في برادفورد في وسط بريطانيا، ان اختياره لهذا المنصب هو دليل جديد على تقدير «الحزب للمساهمة القيمة التي يقدمها المسلمون، وهذا ما دفع الى اختيار ثمانية مرشحين لمقاعد في الدورة التالية في مجلس العموم». وشدد على ان هذه الترشيحات ليست عبارة عن تمثيلية الهدف منها استمالة المسلمين «اذ ان هذه المقاعد ليست من النوع الذي يستحيل الفوز به بسبب قوة حزب العمال في الدائرة الانتخابية، بل بإمكان ستة من هؤلاء المرشحين ان يفوزوا اذا صوت لهم الناخبون المسلمون في المنطقة». واكد المرشح المسلم ان هدفه الاساسي «سواء في مجلس العموم الذي ارجو دخوله، او من خلال المهمة الجديدة ونشاطاتي الحزبية، هو نصرة المسلمين وضمان حقوقنا الدينية الكاملة اسوة باتباع الاديان الاخرى فضلا عن تأمين الحماية الضرورية لديننا بصورة مساوية لما تتمتع به الاديان كلها في ظل القوانين البريطانية».

وردا على سؤال حول العلاقة بين توقيت الاعلان والانتخابات العامة وما اذا كان الهدف من تعيين رياض كسب مزيد من اصوات المسلمين، قال ناطق باسم حزب المحافظين لـ«الشرق الأوسط» ان «سبب التعيين في الحقيقة هو الحاجة الى اطلاع حكومة الظل وزعيم الحزب (وليم هيغ) على اوضاع الاقليات. اما اختيار الشخص بعينه فعائد الى كفاءة محمد رياض الذي نعتبره واحدا من افضل مرشحينا».

واوضح ان الحزب يسعى على الدوام الى «استغلال طاقات اعضائه جميعا بغض النظر عن خلفياتهم الدينية، وكما يساهم المسلمون في تعزيزه فان اتباع الديانات والمذاهب الاخرى ينهمكون في لعب الدور نفسه». لكن لماذا لم يبرز لديهم اي مسلم سوى نائب في البرلمان الاوروبي فضلا عن محمد رياض، قال المتحدث «نحن لا نصنف اعضاءنا البارزين على اساس مذاهبهم الدينية».