مليارا متر مكعب من المياه الحلوة تتسرب إلى البحر المتوسط

TT

اقترح البروفسور ديتر اورتلام، عالم المياه الالماني، استثمار تيارات المياه الحلوة على سواحل وفي قيعان البحر الابيض المتوسط كحل لمشكلة نقص المياه في المنطقة وكعامل اساسي لتجنب الحروب المستقبلية التي قد تكون شحة مياه الشرب سببها الاول. وجاء المقترح على اساس دراسة اعدها البروفسور اورتلام، الرئيس السابق لدائرة ابحاث التربة في ولاية بريمن، واعتمدت تحليل الطيف الشمسي ودرجات حرارة تيارات المياه المختلفة على سواحل البحر الابيض المتوسط عبر الاقمار الصناعية. وتشير الدراسة الى كميات هائلة من المياه الحلوة التي تجري تحت قيعان البحار وتضيع سدى في مياه البحر عند كريت ومايوركا ولبنان وسورية. كما قدر أورتلام وجود كميات من المياه الجوفية القابلة للاستثمار على بعد 30 الى 40 كيلومترا من مدينة بالما (جزيرة مايوركا) بواسطة الحفر. وقدر كميتها بنحو ملياري متر مكعب من المياه الحلوة التي تصب سنويا عند السواحل اللبنانية في البحر ولا يجري استغلالها. وحسب معطيات اورتلام فان هذه الكمية من المياه الجوفية الحلوة على السواحل اللبنانية تعادل نصف ما تستهلكه المانيا (82 مليون نسمة) من المياه الحلوة سنويا.

وارجع اورتلام ظاهرة المياه الجوفية وتيارات المياه الحلوة في قيعان البحار الى التحولات التي شهدتها الكرة الارضية في العصر الجليدي المتأخر حينما ارتفعت مناسيب المياه على الارض بشكل دراماتيكي. إذ انغمرت مصادر المياه الحلوة بمياه البحر المالحة، وصارت العديد من الانهار والعيون ومصادر المياه الجوفية تصب مياهها في قيعان البحار. ويقدر العلماء ان مناسيب مياه البحر ارتفعت منذ ذلك العصر بمقدار 60 مترا عن مستواها الاصلي بسبب ذوبان الثلوج وغمر المياه لمناطق عديدة اضافية من اليابسة. اضافة الى ذلك فقد تشكلت تيارات مياه حلوة بشكل «انابيب» مغلفة بمياه البحر المالحة نتيجة لتعاكس مجرى مياه البحر الجارفة مع مجاري الانهر، وهي مصادر للمياه الحلوة تسير في قيعان مختلف بحار العالم. وتمكن اورتلام من تقصي هذه التيارات ومصادر المياه الجوفية العذبة في البحار عبر مقارنة درجات حرارة هذه التيارات عبر الاقمار الصناعية. ومعروف ان تيارات المياه الجوفية العذبة هي تيارات دافئة قياسا بمياه البحر المالحة الباردة نسبيا. وتشير الابحاث العلمية الحديثة الى ان 90% من المياه العذبة تتسرب الى البحار عبر مصبات الانهر، اضافة الى نسبة عالية اخرى من مياه الامطار. وتشير احصائية العالم الالماني الى ان الالمان لا يستفيدون إلا من 20% من مياه الامطار التي تسقط لديهم بمعدل 700 ملم سنويا، اما الباقي فيتسرب عبر المياه الجوفية الى البحار.

ويقترح اورتلام ان يجري تشكيل فريق علمي دولي لتقصي مصادر المياه الحلوة في قيعان وعلى سواحل البحر الابيض المتوسط كي يجري العمل لاحقا على حفر مناطق السواحل واستخراج وسحب المياه العذبة قبل ان تصب في قاع البحر.

للمزيد من المعلومات http://www.capaz.de/ortlam