السعودية وقطر توقعان الاتفاق النهائي على الحدود البرية والبحرية بين البلدين

سعود الفيصل: الاتفاق يعني إزالة الحدود بين الرياض والدوحة

TT

وقعت الرياض والدوحة أمس على الخرائط النهائية لما تم انجازه من رسم كامل الحدود البرية التي يقدر طولها بحوالي 60 كيلومترا وما تم تعيينه من خط الحدود البحرية بين البلدين في خليج سلوى. ووقع الخرائط التي يبلغ عددها حوالي 15 خريطة عن السعودية الامير سعود الفيصل وزير الخارجية ووقعها عن الجانب القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخارجية.

وتأتي هذه الخطوة تنفيذا للاتفاق الحدودي المعقود بين السعودية وقطر في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) 1965، وبيان المدينة المنورة المشترك الصادر في 20 ديسمبر 1992، الذي أكد روح الاخوة والتضامن بين البلدين والوشائج المصيرية والروابط الحميمة بين الشعبين، وأعلن فيه عن الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة وفقا للمادة الخامسة من الاتفاقية يناط بها تنفيذ اتفاقية عام 1965 بجميع بنودها وأحكامها وما جاء فى البيان المشترك، على أن تكلف اللجنة بوضع علامات الحدود طبقا للخريطة المرفقة بالاتفاقية، وفقا لمادتها الثالثة بحيث تنتهي اللجنة من انجاز خريطة نهائية يوقع عليها الطرفان، وتعتبر الخريطة النهائية جزءا لا يتجزأ من اتفاق عام .1965 وأعرب الامير سعود الفيصل والشيخ حمد بن جاسم عن عميق ارتياحهما للتوقيع على الخرائط النهائية لترسيم الحدود السعودية ـ القطرية، ونوها في تصريحات صحافية أمس بالعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وما يربط قيادتيهما وشعبيهما من وشائج. وقال الامير سعود الفيصل «ان هذا التوقيع بمثابة نهاية لحلقة المفاوضات حول الحدود، بما يعود بالخير على البلدين والشعبين الشقيقين ولمجموعتنا الخليجية». وأضاف انه بعد انتهاء القضايا الحدودية سيكون التعاون بشكل أفضل يتمناه ويأمله ليس القادة فحسب بل وكل الشعوب، مشيرا الى أن وضع الحدود بين البلدين الآن يعني ازالة الحدود بينهما. واعتبر انهاء موضوع الحدود بين السعودية وقطر عبر المفاوضات المباشرة وكذلك بين قطر والبحرين عن طريق محكمة العدل الدولية وسيلتين مختلفتين أدتا نفس الغرض المتمثل في حل القضايا الحدودية بين دول مجلس التعاون، مما يعبر عن حيوية المجلس وليس ضعفه.

وعبّر الشيخ حمد بن جاسم عن سعادته بانجاز هذه الخطوة التاريخية المتمثلة في التوقيع على خرائط الحدود، منوها بالعلاقات التاريخية بين البلدين، وقال «ان العلاقات مع الاشقاء في السعودية على ما يرام ودولة قطر قيادة وشعبا حريصة كل الحرص على أن تكون هذه العلاقات متميزة وفي أحسن حالاتها»، معتبرا «انهاء موضوع الحدود مع السعودية وقبل ذلك مع البحرين آخر حلقة في قضايا الحدود بين قطر وأشقائها». وأكد أن مجلس التعاون الخليجي لم يفشل في حل الخلافات الحدودية، وذكر في هذا الصدد أن رفع الخلاف الحدودي بين قطر والبحرين الى محكمة العدل الدولية كان ثمرة جهد خليجي، خاصة من قبل السعودية. ووجه الشكر والتقدير للسعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز على جهودهما في هذا الشأن. وقال «ان جهود السعودية وقيادتها كانت ناجحة للغاية وقادتنا لحل الخلاف نهائيا مع دولة البحرين الشقيقة». وأكد مجددا أن مجلس التعاون الخليجي لم يفشل في هذا الامر. وقال «انني أتحدث باسم قطر والسعودية لاننا والاشقاء في السعودية أخوة وشيء واحد وقد تم حل جميع الخلافات الحدودية بين دول مجلس التعاون الخليجي بفضل حكمة وقيادة السعودية».

وفي وقت لاحق، استقبل الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر في مكتبه بالديوان الاميري، الامير سعود الفيصل. وحضر المقابلة الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني ولي العهد، والشيخ حمد بن جاسم بن جبر، وسفير السعودية لدى قطر حمد بن صالح الطعيمي، وسفير قطر لدى السعودية علي المحمود.

وجرى خلال المقابلة بحث تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، اضافة الى بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المتبادل.