وزير شؤون الوحدة الأفريقية الليبي: سنطرح على قمة عمان التعاون العربي ـ الأفريقي وبراءة المقرحي من كارثة لوكربي

دعا في حديث لـ«الشرق الأوسط» أميركا لأن تحذو حذو بريطانيا في الحوار مع ليبيا

TT

أكد وزير شؤون الوحدة الافريقية الليبي الدكتور علي التريكي لـ«الشرق الأوسط» ان ليبيا لم تتخل عن العمل القومي العربي. وقال ان بلاده سوف تشارك في قمة عمان وتوقع ان يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك والعقيد معمر القذافي، قائلا «لا يوجد ما يمنع اللقاء» ونافيا حدوث فتور في العلاقات المصرية ـ الليبية. من ناحية ثانية، دعا التريكي الولايات المتحدة للدخول في حوار مع ليبيا، أسوة بما هو حاصل حالياً مع بريطانيا، وقال «نحن نؤمن بحل القضايا عن طريق الحوار». وفي ما يلي نص الحوار:

* مع اقرار آلية انعقاد القمة العربية هل تنشط ليبيا علاقاتها بالعمل العربي؟

ـ ليبيا لن تترك العمل العربي أبداً ونأمل ان يستفيد العرب من التجربة الافريقية، كما انه لا يوجد تعارض بين العمل العربي والافريقي، ومن المهم جداً أن تكون للعرب علاقات استراتيجية مع الأفارقة.

* لماذا لم يشارك العقيد القذافي في قمة القاهرة وهل سيقاطع قمة عمان؟

ـ لا أستطيع الاجابة نيابة عن الأخ القائد، لكن ليبيا سوف تشارك في قمة عمان مشاركة إيجابية وكاملة. أما قمة القاهرة فكان لنا فيها رأي منذ البداية، ورأينا وقتها ان العرب غير مستفيدين أو مستعدين لعمل حقيقي في ذلك الوقت، وانه من الأفضل ان يجتمع وزراء الخارجية بدلا من القمة، لانها هي آخر المطاف وآخر سلاح يستخدمه العرب، ولا يمكن استخدام كل الأسلحة في وقت واحد. وكان رأي ليبيا صائبا فانعقدت القمة ولم يخرج العرب بقرارات في مستوى طموحات الشارع العربي، والأكثر من ذلك ان قرارات القمة لم ينفذ منها شيء يذكر باستثناء بعض القرارات الإيجابية الخاصة بآلية انعقاد القمة العربية في مارس (آذار) من كل عام، وعلى أية حال نأمل أن تكون قمة عمان أكثر جدية، وان تتخذ قرارات تأخذ طريقها للتنفيذ.

* هل تعتقد ان قمة عمان ستكون تنفيذية، بمعنى ان تنفذ كل قرارات القمم العربية السابقة، بما في ذلك قرارات قمة القاهرة الأخيرة؟

ـ قمة القاهرة كانت استثنائية وتتعلق بالقضية الفلسطينية، وقمة عمان عادية وتتناول قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية، كما أنها المرة الأولى التي تدير فيها الجامعة العربية مؤسسة القمة.

* هل ستناقش القمة العربية التعاون العربي ـ الافريقي؟

ـ نحن تقدمنا بورقة مصرية ـ ليبية ـ سودانية الى الجامعة العربية لاحياء التعاون العربي ـ الافريقي، وأقرتها دورة وزراء الخارجية العرب، ووضعتها على جدول أعمال القمة العربية المقررة في عمان.

* هناك شكوى فلسطينية من قلة الدعم العربي للانتفاضة، ما هو الموقف الليبي منها؟

ـ نحن نؤيد كل القرارات الخاصة بدعم الانتفاضة، سواء الصادرة عن وزراء الخارجية أم القمة العربية، وحتى المقترحات المقدمة الى قمة عمان. وليبيا مع دعم الشعب الفلسطيني وانتفاضة أطفاله القادرين على التضحية والمقاومة ضد أشرس عدو مشهور بآلته العسكرية الضخمة والمدعومة من الولايات المتحدة، ولكن نرى ان تصميم الشعب الفلسطيني سوف يفشل كل المخططات التي تحاك ضده.

العلاقات مع مصر

* يتردد وجود فتور في العلاقات المصرية ـ الليبية، هل سببه غياب العقيد القذافي عن قمة القاهرة، وغياب الرئيس مبارك عن القمة الافريقية؟

ـ أولا أنا نفيت وبشدة هذا الفتور لان العلاقات المصرية ـ الليبية قوية ومتينة، اضافة للتشاور المستمر بين الرئيس مبارك والأخ القائد، ولكن من دون شك ان الحملة الصحافية المصرية غير المبررة ضد الأخ القائد خلقت نوعا من الفتور في العلاقات. وكانت ليبيا ترى ان انتقاد السياسة منهج صحي. أما التطاول الشخصي على القيادة الليبية فهو الأمر الذي أساء الى دور الصحافة المصرية التي من المفروض ان لها دوراً مهماً وبناء في الوطن العربي، ولان الارتباط المصري ـ الليبي ليس عادياً فهناك علاقات امتداد وتزاوج وتناسب وتداخل للعائلات والقبائل، وبالتالي نحن نرى ان ما حدث لن يؤثر على عمق العلاقات ونعتبره سحابة صيف.

لكن الفتور ما زال موجودا بين مصر وليبيا بدليل ان اللجنة العليا المشتركة بين البلدين تأجلت أكثر من مرة؟

ـ تجري اتصالات حالياً لعقدها، وهي لم تعقد في السابق بسبب الفتور في العلاقات، وإنما بسبب الانشغال من الطرفين.

* هل من المتوقع عقد لقاء قمة بين مصر وليبيا؟

ـ لا يوجد ما يمنع اللقاء والاتصالات مستمرة.

* سبق ان انتقدت البيروقراطية في التعامل بين مصر وليبيا.. هل هناك خطة لمعالجتها؟

ـ البيروقراطية عائق كبير أمام العلاقات بين أي دولة ودولة أخرى. واعطيك مثالا، على الحدود المصرية ـ الليبية صعوبات كثيرة يعاني منها مواطنو البلدين بسبب وجود حوالي تسع محطات أمنية في الجانب المصري، ومثلها في الجانب الليبي، وبالتالي فان حركة التبادل التجاري عرضة للخسائر الكبيرة، لانه بعد مرور هذه المحطات تكون البضائع التي يحملونها فقدت قيمتها وتلفت، وقد وعينا هذه المشكلة وقمنا بحلها مع تونس، والآن سوف يجتمع وزراء الخارجية والاقتصاد والداخلية بين تونس وليبيا لتسهيل حركة البضائع بين البلدين، ونأمل ان نقوم بنفس الشيء مع مصر.

* هل تحدثت مع الجانب المصري حول هذه المشاكل؟

ـ اتفقت مع وزير الخارجية عمرو موسى على القيام بمنع هذه البيروقراطية لانها ليست في مصلحة البلدين، ولصالح زيادة حجم التبادل التجاري لا بد أن تكون هناك خطوات عملية لتسهيل حركة التنقل والمرور. كما ان اللجنة العليا بين البلدين سوف تركز على ضرورة معالجة هذا الخلل.

قضية لوكربي

* ما هي آخر تطورات الخطوات الليبية في استئناف الحكم الصادر ضد عبد الباسط المقرحي؟

ـ نحن اعتبرنا الحكم سياسيا، واعتبرته كذلك القمة الافريقية التي انعقدت في سرت اخيراً وقرار مجلس الجامعة العربية، وطالبنا بالرفع الفوري للعقوبات والافراج عن المقرحي، ونفس الموضوع مطروح على قمة عمان. ونرى انه حان الوقت لان تعيد الولايات المتحدة النظر في مواقفها، خاصة ان كل الأدلة تؤكد ان المقرحي بريء، وعلى مجلس الأمن أن يتخذ قراره برفع العقوبات عن ليبيا.

* هل ستطالب ليبيا بتعويضات أم ستدفع تعويضات لأسر ضحايا لوكربي؟

ـ نحن من حقنا أن نطالب بالتعويض عن خسائر الغارة الجوية الاميركية على منزل الأخ القائد، وعن نتائج الحصار غير المبرر الذي اثبتت محكمة العدل الدولية انه غير قانوني وعليهم ان يعوضونا مليارات الدولارات عن الخسائر المادية والبشرية بسبب الحصار والغارة، ولدينا الاحصائيات الكاملة التي تثبت حجم الخسائر، كما اننا نعتقد ان الاميركيين يدركون الآن ان سياسة الحصار ضد العراق أو ليبيا أو السودان غير مجدية لأنها تعمق كراهية الشعوب ضد اميركا، وكلنا أمل أن تعي الادارة الاميركية الجديدة كل ذلك، وهناك تصريحات قد تكون مشجعة من وزير الخارجية الاميركي كولن باول تتحدث عن هذا الموضوع.

* هل من المتوقع قيام حوار بين واشنطن وطرابلس؟

ـ لا يوجد ما يمنع من جانبنا لاننا نؤمن بالحوار وحل المشاكل بالتفاوض، ونحن وبريطانيا قطعنا شوطاً طويلاً في هذا الطريق، ولدينا علاقات جيدة ونأمل أن تتجاوب الادارة الاميركية معنا.

المسألة السودانية

* ما هو مصير المبادرة المصرية ـ الليبية لتحقيق الوفاق الوطني السوداني؟

ـ المبادرة المصرية ـ الليبية قوية ومستمرة وعليها اجماع من كل السودانيين وحرص على حل المشكلة والحفاظ على وحدة التراب السوداني، وسوف التقي مع وزيري خارجية مصر والسودان على هامش اجتماعات القمة العربية في عمان، لان أمن الدول الثلاث مترابط، لذا سوف نستمر في إيجاد الحلول المناسبة لقضية السودان، كما نقدر التعاون من جانب الحكومة السودانية والرئيس (عمر) البشير الذي أكد أكثر من مرة التزامه بالمبادرة المصرية ـ الليبية.

* هل ستلغى منظمة الوحدة الافريقية ويحل محلها الاتحاد الافريقي؟

ـ نعم خلال عام من قرار انشاء الاتحاد الافريقي سوف تحل منظمة الوحدة الافريقية، كما ان مدينة سرت مرشحة لان تكون مقراً للبرلمان الافريقي، ولا يوجد من يعترض على هذا الاختيار. أما بالنسبة للمؤسسات المالية فسوف يتم توزيعها على القارة الافريقية.

* ما هي نتائج الجهود التي قام بها العقيد القذافي لإحلال السلام في افريقيا؟

ـ مشاكل كثيرة وجدنا الطريق لحلها، مثل الخلاف بين اثيوبيا واريتريا، وسيراليون وافريقيا الوسطى، وتشاد، واخيراً كلفت قمة «تجمع دول الساحل والصحراء» التي انعقدت في الخرطوم الأخ القائد الاستمرار في مساعيه من أجل تحقيق السلام.