«الشرق الأوسط» تنشر تفاصيل اللقاء بين وفد الكونجرس وأسقف شبرا الخيمة

الأنبا مرقص: قلت لهم اننا لا نحتاج لأي تدخل أو رعاية خارجية

TT

بعد اجتماع عاصف استمر قرابة الساعتين بين وفد لجنة الحريات الدينية التابع للكونجرس الاميركي والانبا مرقص اسقف كنيسة شبرا الخيمة أكد الانبا مرقص انه أبلغ الوفد ان اقباط مصر يعيشون كجزء من نسيج المجتمع المصري ولا يحتاجون لأي تدخل أو رعاية خارجية لاستعادة حقوقهم، مؤكدا ان أقباط مصر ينالون حقوقهم كاملة لدى كل الجهات.

واشار الانبا مرقص في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» انه أكد للوفد الاميركي ان ما يثيره الاعلام الغربي حول احداث فتنة أو تعرض للأقباط ليس أكثر من حوادث فردية لا تنم اطلاقا عن سياسة رسمية من أجهزة الدولة تجاه الأقباط.

وحين سأل السناتور اليوت ابرامز رئيس الوفد الانبا مرقص عن الرسالة التي يريد أقباط مصر ان تبلغها الادارة الاميركية للرئيس مبارك خلال زيارته لواشنطن رد الانبا مرقص «قولوا له ان اقباط مصر يشكرونك على موقفك تجاههم في مختلف القضايا».

ولم يسأل وفد الكونجرس مباشرة عن موضوع مبنى الخدمات التابع لكنيسة شبرا الخيمة الذي هدمته أجهزة محافظة القاهرة وأمر الرئيس مبارك باعادة بنائه، وقال الانبا مرقص ان هذا الموضوع ذكر في معرض الحديث وأكد انه اجراء فردي تدخل الرئيس المصري شخصيا لمعالجته.

وحين سأل الوفد الاميركي عن احداث الكشح التي جرت في يناير (كانون الثاني) من عام 2000 وراح ضحيتها 21 شخصا من بينهم 20 من الأقباط أكد الانبا مرقص ان الأمر كله أمام محكمة النقض، مؤكدا ثقته في القضاء المصري. ولفت الى أن ما جرى في الكشح كان له رواسبه القديمة وأكد انه لم تقع بعده أية أحداث تمس الأقباط. وأشار الانبا مرقص الى ان أجهزة الدولة حريصة على أمن وسلامة كل افراد المجتمع أقباطا ومسلمين. وكان الانبا مرقص قد اجتمع بمفرده صباح أمس مع الوفد الاميركي ومنع الصحافيون من حضور الاجتماع وسط حضور أمني مصري والحرس الخاص المرافق لاعضاء الوفد الاميركي بحيث أصبحت الكنيسة أشبه بثكنة عسكرية.

وفي الوقت الذي رفضت فيه السفارة الاميركية الادلاء بأية معلومات عن جدول اعمال الوفد خلال زيارته التي تنتهي السبت، علمت «الشرق الأوسط» ان البابا شنودة الثالث سيلتقي صباح اليوم الوفد الاميركي فيما سيلتقي الوفد مع شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي ومفتي مصر الدكتور نصر فريد واصل ولم يعلن عن الموعد بعد.

وتأتي هذه الزيارة التي بدأت أول من أمس في وقت تزايدت فيه حدة الرفض الشعبي المصري لزيارة وفد اللجنة الاميركية للحريات الدينية في اطار جولة تشمل عدداً من دول الشرق الأوسط ويهدف التحقق من بعض الشكاوى حول وجود اضطهاد ديني في مصر للاقلية المسيحية.

وأعلن أمس أكثر من 20 نائبا من نواب الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مقدمتهم الدكتور محمد محجوب رئيس لجنة الشؤون الدينية اعتراضهم على مهمة اعضاء اللجنة والتي تتصل بالتحقيق في احداث الكشح وان اللجنة غير مرغوب فيها.

وأكد نواب البرلمان في مذكرة عاجلة لرئيس البرلمان الدكتور أحمد فتحي سرور ضرورة اعلان موقف محدد وواضح من جانب البرلمان ردا على هذا الاجراء من الكونجرس الاميركي. وطالب نواب الاغلبية بالقاء بيانات عاجلة امام جلسة البرلمان التي ستعقد يوم السبت المقبل وطرح هذه القضية للمناقشة الموسعة لابلاغ الكونجرس الاميركي برد الفعل الشعبي المصري من خلال نوابه في البرلمان. ووصف النائب المستقل المحامي مرتضى منصور هذا الاجراء الاميركي بأنه مخالف لكل الاعراف والتقاليد الدبلوماسية وان من حق البرلمان المصري تشكيل لجنة للتحقيق في الاتهامات الموجهة للادارة الاميركية بشأن اضطهاد الاقليات المسلمة في الولايات المتحدة وايضا استمرار التمييز العنصري. واشار الى أنه يتعين على السفارة المصرية في واشنطن عدم منح اعضاء تلك اللجنة تأشيرات دخول لزيارة مصر احتجاجا على تلك المهمة غير المقبولة. واصدرت منظمات حقوق الانسان العاملة في مصر أمس بيانا مشتركا اعلنت فيه رفضها لقاء اعضاء الوفد الاميركي ونددت بالزيارة التي اعتبرتها تدخلا غير مرغوب فيه في الشؤون الداخلية لمصر.

وكان وفد اللجنة الاميركية للحرية الدينية الدولية قد بدأت أول من أمس زيارة لمصر تستغرق أربعة ايام في مستهل جولة له بمنطقة الشرق الأوسط تشمل أيضا السعودية والأراضي الفلسطينية المحتلة واسرائيل.

ويلتقي الوفد الذي يرأسه اليوت ابرامز خلال زيارته لمصر بمسؤولين حكوميين وعلماء الدين الاسلامي ورجال الدين المسيحي وأكاديميين وممثلي منظمات حقوق الانسان واساتذة قانون للتشاور معهم بشأن قضايا الحرية الدينية.

واللجنة الدينية الاميركية ـ التي استند انشاؤها الى تشريع صادر من الكونجرس عام 1998 ـ لجنة مستقلة يختار اعضاءها الحزبان الجمهوري والديمقراطي، ولا تضم مسؤولين حكوميين أو اعضاء بالكونجرس وانما تتشكل من خبراء مستقلين يقدمون توصياتهم للكونجرس والرئيس الاميركي ووزير خارجيته سرا أو علانية.