الوفد الأميركي مندهش من اتفاق الأقباط والمسلمين المصريين على رفض مهمته

TT

كان المسلمون والأقباط المصريون على وفاق في التعبير عن غضبهم لزيارة اعضاء لجنة اميركية تتقصى أوضاع الحريات الدينية على مستوى العالم. وقد أدى وصول أعضاء اللجنة الأميركية للحريات الدينية الى تفجير المشاعر المعادية لأميركا والاتهامات الموجهة للغرب بالتدخل في شؤون مصر الداخلية. وعبر الأقباط عن دواع اضافية للقلق لإحساسهم بأن التدخل سيحيل حياتهم اكثر مشقة باستفزاز جيرانهم المسلمين. وقال منير فخري عبد النور، القبطي وأحد قادة المعارضة في البرلمان «اعتقد انه اذا كانت هناك مشاكل، وهي موجودة بالفعل، فهي مشاكل مصرية ويمكن حلها داخل الأسرة المصرية. نعم نحن نعيش في عالم تمثل فيه اميركا القوة العظمى الوحيدة، ولكنني لا اعتقد ان اميركا هي حارسة القيم الأخلاقية ومعايير السلوك في هذا العالم، او ينبغي لها ان تكون». وقد نادت جماعة الاخوان المسلمين، المنظمة المحلولة والتي زاد نفوذها بعد الانتخابات الأخيرة، بمقاطعة كل اجتماعات اللجنة. وصرح مأمون الهضيبي، المتحدث باسم الجماعة التي يمثلها 17 نائباً في برلمان عدد مقاعده 444، بأن أميركا تعطي نفسها الحق في اجراء تحقيقات تقود الى فرض العقوبات. وهذا خطر موجه ضد مصر».

ولا يعتبر عمق الكراهية (لأميركا) انعكاساً للأوضاع السياسيةالمحلية وحدها، بل هو تعبير عن الغضب الذي اجتاح كل العالم العربي نتيجة للتأييد الأميركي لاسرائيل اثناء صداماتها مع الفلسطينيين.

ووصف تحسين بشير، السفير السابق والمسؤول الحكومي، هذا الغضب الموجه ضد اميركا بأنه «ليس غضباً آيديولوجياً. فالجماهير العربية تشاهد كل ليلة عدد القتلى والجرحى وهذا يثير السؤال: لماذا تتحالفون مع اميركا ما دامت تدعم اسرائيل؟».

ويبدو ان ردود الفعل الغاضبة أثارت دهشة أعضاء الوفد في أول زيارة لهم الى مصر. وقد رفضوا الاجابة عن أية اسئلة من وسائل الاعلام المحلية وقالوا من خلال ناطق باسمهم انهم سيفكرون في الطريقة التي سيتصرفون بها. وهنا حاول أعضاء السفارة الأميركية ان ينأوا بأنفسهم عن دائرة الغضب، ورفضوا التعليق على الأحداث، بينما أشاروا الى ان اللجنة، التي ستقدم توصياتها للكونغرس وللرئيس جورج بوش، هي لجنة مستقلة، وانها تعتزم زيارة اسرائيل لنفس الغرض. وقال يوسف سيدهم رئيس تحرير صحيفة «الوطن» القبطية الأسبوعية: «اذا أرادت اية جهة أجنبية ان تساعدنا، فانها لا يمكن ان تفعل ذلك باثارة قضية الأقباط، بل بالعمل من أجل مزيد من الديمقراطية للمصريين جميعاً، ومزيد من الاحترام لحقوق الانسان».

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»