تركت الازمة الاقتصادية والمالية الخانقة التي تمر بها الحكومة الجيبوتية بصماتها، على ما يبدو، على مستوى مشاركة جيبوتي رسميا في اجتماعات القمة العربية التي ستعقد في عمان في السابع والعشرين من الشهر الحالي. وابلغت مصادر جيبوتة «الشرق الأوسط» بان الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر جيلي قد اصدر تعليمات صارمة بتقليص حجم الوفد الجيبوتي الرسمي الى القمة وتخفيض عدد الوزراء والمسؤولين الذين سيرافقونه أو حتى الذين سيسبقونه للمشاركة في الاجتماعات الوزارية العربية التي ستعقد عشية انعقاد القمة.
واعتبرت المصادر انه لولا حرص الرئيس جيلي على المشاركة في اعمال هذه القمة في اطار تفهمه لاهمية تفاعل جيبوتي مع محيطها العربي لاتخذ قرارا بالاعتذار عن عدم حضورها بالنظر الى الظروف المالية الصعبة التي تعيشها جيبوتي منذ فترة وتفاقمت على نحو خطير منذ بضعة اشهر. وقالت ان الوضع المالي للدولة مؤسف ولا يوجد حل سريع لانهاء هذه المشكلة في وقت معقول.
ويعاني نحو ثلاثة آلاف موظف من تأخر سداد مرتباتهم عن الأشهر الخمسة الماضية، بينما اعتذرت قطر في اللحظة الاخيرة عن عدم الوفاء بتعهدات سابقة بالمساهمة والتبرع بمبلغ 10 ملايين دولار دعما نقديا للحكومة الجيبوتية ومساعدتها على الوفاء بالتزاماتها المالية الملحة. وتفيد معلومات خاصة بان البعثات الدبلوماسية لجيبوتي في الخارج مهددة بالاغلاق اذا ما استمرت الازمة الراهنة على حالها.
وعلى الرغم من أن الحكومة الجيبوتيه تفرض منذ اكثر من 12 عاما نظاما صارما يقضي بتقليص النفقات الرسمية وتحجيم مصروفات اجهزتها وعدم منح الموظفين اية علاوات دورية أو سنوية فان الوضع المالي للحكومة يزداد سوءا مع مرور الوقت. ويقول مسؤولون جيبوتيون ان الحكومة تحتاج في الوقت الراهن الى نحو 25 مليون دولار بشكل عاجل لمنع انهيار النظام الاداري في البلاد. ونفى مسؤول مقرب من الرئيس جيلي ان تكون من بين اهداف مشاركته في قمة عمان المطالبة بدعم مالي من الدول العربية. وقال المسؤول انه (اي الرئيس) سيشارك في هذه القمة حرصا على تفعيل العمل العربي المشترك وطرح وجهة نظر جيبوتي ازاء القضايا المطروحة على جدول اعمال هذه القمة. واضاف «من السخيف ان يتصور احد انه (الرئيس) سوف يذهب الى عمان لكي يتسول من القمة بضعة دولارات، فهذا غير صحيح».
ووصل الى القاهرة امس في طريقه الى العاصمة الاردنية رفعت بامخرمة وزير الثقافة والاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الجيبوتية للمشاركة في اجتماعات وزراء المال والاقتصاد العرب بدلا من زميله ياسين علمي بوح الذي لا يجيد تماما الحديث باللغة العربية. والى جانب بامخرمة فإن وزير الخارجية علي عبدي ومحمود علي يوسف سفير جيبوتي في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية سيرافقون الرئيس جيلي الى اجتماعات قمة عمان. ويقول مسؤولون رسميون انه في كل الاحوال فان الوفد الرسمي لجيبوتي لن يزيد على 10 اشخاص بما في ذلك طاقم حراسة الرئيس وكبار معاونيه في الديوان الرئاسي. وتعد هذه هي ثاني قمة عربية يشارك فيها جيلي، اذ سبق له ان ترأس وفد بلاده الى القمة العربية الاستثنائية التي عقدت في القاهرة خلال اكتوبر (تشرين الاول) الماضي.