نائب عربي في الكنيست: حكومة شارون لن تشعل حربا إقليمية لكنها ستلجأ للتصعيد ضد الانتفاضة الفلسطينية

TT

استبعد محمد كنعان رئيس الحزب القومي العربي في اسرائيل وعضو الكنيست الاسرائيلي ان تقدم الحكومة الاسرائيلية الحالية على اشعال حرب في منطقة الشرق الاوسط لكنه لم يستبعد تصعيد العمل العسكري ضد انتفاضة الاقصى بهدف اجبار السلطة الفلسطينية على تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات.

وقال كنعان في حديث لـ«الشرق الأوسط»، في تونس، ان تلويح اسرائيل باعادة احتلال الاراضي الفلسطينية ممكن من الناحية العسكرية حيث تمتلك اسرائيل القوة لمثل هذا العمل ولكنه صعب من الناحية النظرية نظرا لرد الفعل العربي والاسلامي والعالمي والفلسطيني. واشار كنعان الى ان الحكومة الاسرائيلية الحالية تضم في صفوفها وزراء متطرفين يؤيدون اي عمل عسكري بغض النظر عن نتائجه، والدليل على ذلك من طالبوا بضرب السد العالي في مصر وطهران.

وحمل كنعان الولايات المتحدة بصفتها الراعي الرئيسي لعملية السلام مسؤولية الزام اسرائيل باحترام الشرعية الدولية وتنفيذ قرارات مجلس الامن في مقدمتها 181 و338 و242.. مطالبا اياها بان تتعامل مع الشرعية الدولية بمكيال واحد وليس بمكيالين، لان ذلك يعرض مصالحها للخطر، حسب قوله.

وانتقد كنعان مشاركة حزب العمل في حكومة ارييل شارون. وقال ان شارون يعمل حاليا بغطاء شيمعون بيريس الحاصل على جائزة نوبل للسلام، وبيريس بدخوله هذه الحكومة انما يدعم سياستها البعيدة كل البعد عن السلام، اذ هي ملتزمة باستمرار احتلال الاراضي وتضييق الخناق على الشعب الفلسطيني. وقال ان هدف شارون من ضم حزب العمل الى حكومته هو البقاء في رئاسة الوزراء لمدة سنتين ونصف سنة حتى يتسنى قيادة حزب الليكود الى الانتخابات المقبلة.

ونفى كنعان ان تكون الاحزاب العربية بامتناعها عن اعطاء اصواتها الى ايهود باراك قد اسهمت في فوز شارون. وقال: ان الاصوات العربية في اسرائيل عملت على اسقاط باراك الذي اهمل القرى والمدن الفلسطينية بشكل كامل خلافا لسياسة اسحق رابين الذي كان يعتمد على النواب العرب في تشكيل حكومته، لذلك فان الناخبين العرب تمردوا على معسكر السلام الذي كان يعتبر ان الاصوات العربية في جيبه سواء تقدم حزب العمل في هذه المسيرة او لم يتقدم.

وشدد كنعان على ان فلسطينيي 48 يرفضون رفضا باتا ما اعلنت عنه اسرائيل من فكرة تبادل اراض مع السلطة الفلسطينية ورافضا ايضا تبادل فلسطينيي 48 مع المستوطنات الاسرائيلية.

وقال: اننا مواطنون فلسطينيون داخل اسرائيل ونحن نقيم على اراضي ابائنا واجدادنا ولسنا بمهاجرين جدد ولا مغتصبين ارض بل نحن اصحاب ارض قبل قيام دولة اسرائيل، وعلى المستوطنين ان يغادروا الاراضي التي يقيمون عليها لانها ليست اراضيهم.

واعرب كنعان عن قناعته بان صالح طريف الوزير بدون حقيبة في الحكومة الاسرائيلية الحالية لا يمثل جميع فلسطينيي 48 وانما اصوات حزب العمل التي رشحته وانتخبته.

وحول رؤيته لتفجر الانتفاضة اعتبر كنعان ان هذه الانتفاضة اندلعت وساندها وشارك فيها فلسطينيو 48 ليس فقط بسبب زيارة شارون الى المسجد الاقصى وانما لاسباب اخرى تتعلق بفلسطينيي 48 وفي مقدمتها سياسة التمييز العنصري والاهمال التي تمارسها الحكومة الاسرائيلية ضد القرى والمدن والبلدان الفلسطينية. وقال انه لا توجد حاليا اية علاقات بينهم وبين المستوطنين.

وقال كنعان ان سياسة الاهمال الاسرائيلية للمناطق العربية، وصلت الى حد ان تقرير المكتب المركزي للاحصائيات في اسرائيل الذي صدر الاسبوع الماضي اظهر ان 21 بلدة وقرية فلسطينية من بين 26 قرية ومدينة في اسرائيل تعاني من البطالة. يضاف الى ذلك سياسة التمييز العنصري في التربية والتعليم والتصنيع والبيئة التحتية.

وحول زيارته الى تونس على رأس وفد من الحزب القومي العربي اوضح انه جاء على ارضية ايضاح موقف عرب 48 من عملية السلام والاحتكاك بشكل فاعل مع الدول العربية للحصول على مساندتها في حل العديد من الازمات التي يعيش فيها فلسطينيو 48 بعيدا عن سلاح التطبيع الذي يخافه العرب، موضحا ان المناطق العربية في فلسطين 48 لا ينطبق عليها التطبيع، فهي تحتاج الى اقامة جامعات حيث لا يوجد الا جامعة واحدة في اراضي 48 مما يعد عائقا امام الطلاب فلسطينيي 48.

وقال «طرحنا في محادثاتنا مع المسؤوليين في وزارة الخارجية في تونس سبل اقامة جامعة عربية في مدينة الخليل وارسال طلاب للتعلم في تونس.

واوضح كنعان انه استشف خلال محادثاته مع المسؤولين التونسيين ان الحكومة التونسية لن تعيد ممثلها الى تل ابيب في ظل الوضع المتفجر والاعتداءات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.