خرازي: فوضنا «حزب الله» للحصول على معلومات من إسرائيل حول 4 دبلوماسيين إيرانيين مفقودين

TT

اختتم وزير الخارجية الايراني كمال خرازي امس زيارته لسورية بجلسة محادثات مع نظيره السوري فاروق الشرع، ومؤتمر صحافي في مقر السفارة الايرانية بدمشق. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر ايراني ان الشرع وخرازي بحثا آخر التطورات في المنطقة والعالم الاسلامي وسبل تطوير العلاقات بين سورية وايران.

ونسب المصدر الايراني الى الوزير الشرع قوله في اللقاء ان الكيان الصهيوني يشكل خطرا على الامن والاستقرار في المنطقة، خاصة انه الوحيد الذي يمتلك الاسلحة النووية فيها، وان التحرك الايراني ودعم الدول العربية والاسلامية يشكلان دعما لمقاومة الاحتلال الصهيوني والانتفاضة الفلسطينية.

من جانبه تحدث الوزير الايراني خلال اللقاء حول عملية التسوية في المنطقة منذ البداية وحتى الآن، مؤكدا ان هذه العملية لم تسفر سوى عن «تضييع حقوق الفلسطيني» فيما شدد الجانبان على ضرورة التنسيق بين طهران ودمشق في كل المواضيع الاقليمية والدولية.

وفي مؤتمره الصحافي قبيل مغادرته دمشق قال خرازي ان زيارته لسورية ولبنان تتم في ظروف حساسة، وفي ضوء التطورات المتسارعة في المنطقة وعشية انعقاد القمة العربية في عمان «التي نأمل منها ان تخرج بقرارات حازمة وحاسمة في دعم مسألتي الانتفاضة الفلسطينية والقدس»، مؤكدا استمرار ايران في دعم الشعب الفلسطيني ووضع جميع امكاناتها في دعم الدول العربية الاسلامية. وقال خرازي ان أربعة دبلوماسيين ايرانيين فقدوا في بيروت خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 أحياء ويعيشون في اسرائيل. وأضاف خرازي انه يفوض حزب الله للحصول على معلومات بشأن مصير الأربعة من خلال اتصالات غير مباشرة بشأن تبادل الأسرى مع اسرائيل. وتابع قوله: «بحثنا قضية الأربعة مع حزب الله. ونحن نطرق كل باب قد يعطينا معلومات بشأن الايرانيين المفقودين». وأضاف: «لدينا أدلة كافية ومعلومات تثبت ان الايرانيين المفقودين ما زالوا أحياء. وهم في اسرائيل ونأمل ان نراهم احراراً وبيننا في يوم من الأيام». ولم يعط الوزير الايراني مزيداً من التفاصيل. وأسر حزب الله ثلاثة جنود اسرائيليين في كمين في اكتوبر (تشرين الأول) على الحدود مع اسرائيل. كما أعلن حزب الله انه قبض على ضابط احتياط اسرائيلي في عملية خطف غامضة.

وحاولت المانيا واللجنة الدولية للصليب الأحمر مبادلة الأسرى بين حزب الله واسرائيل ولكن لم يتحقق أي تقدم حتى الآن.

وقال خرازي: «لقد اجرينا محادثات طويلة وممتازة مع الرئيس بشار الاسد وقد وجدت الرئيس الاسد مقتدرا وممسكا بزمام الامور بشكل جيد، وانا ارى للرئيس الاسد مستقبلا زاهرا وجيدا ليس على صعيد سورية فحسب بل في المنطقة عموما». واشار الوزير الايراني الى وجود تنسيق جيد بين ايران وكل من سورية ولبنان، وقال «مثلما ادى هذا التنسيق الى اخراج الاسرائيليين من جنوب لبنان، فاننا نأمل ان يتوسع هذا التنسيق ويمتد لاخراج الاسرائيليين من جميع الاراضي العربية المحتلة واستعادة حقوق شعب فلسطين».

ودعا خرازي الى البحث عن حلول جديدة وخيارات لحل مشكلة الشرق الاوسط، معتبرا ان جميع الحلول السابقة اثبتت فشلها وعدم جدواها، ورأى انه لا بد من حل ديمقراطي يمكن من خلاله انهاء مشكلة الشرق الاوسط واستعادة حقوق شعب فلسطين، معربا عن امله في ان يؤدي التوجه الجديد في المنطقة الى هذه النتيجة.

وعن الجزر الثلاث في الخليج قال الوزير الايراني: «ان زيارتي تتم في اطار مسألة مهمة جدا فقضيتنا الرئيسية هي فلسطين والنضال الفلسطيني، اما موضوع الجزر الثلاث فهو موضوع ضئيل وصغير ولا يتميز بأهمية تتصل بأهمية اهداف جولتنا الحالية، التي تسبق قمة عمان المقبلة»، مشيرا الى ان بلاده رضيت بالحوار مع دولة الامارات، وانه قام بزيارتها مرتين، وانه ينتظر زيارة مماثلة من المسؤولين الاماراتيين لطهران. سوعما اذا كانت ايران ستلجأ الى محكمة لاهاي لفض النزاع الايراني الاماراتي حول الجرز الثلاث قال خرازي: «لسنا بصدد مثل هذا الشيء، بل يجب حل المشكلة ثنائيا، ذلك ان الامر مختلف عن الخلاف القطري البحريني». وردا على سؤال بشأن الاتفاق الامني الايراني السعودي قال خرازي: ان هذا الاتفاق يدل على العلاقات الطيبة والثقة الكاملة بين البلدين.