الأفغان يتحدون شرطة طالبان ويحتفلون بالنوروز

TT

حظرت سلطات طالبان في أفغانستان على المواطنين الأفغان الاحتفال بالعام الجديد الذي يعرف بعيد النوروز، وحذرت من أن الأشخاص الذين سيحتفلون به سيعتبرون من الكفار. وتحتفل العديد من الشعوب الآسيوية بعيد النوروز الذي يتزامن مع بدء موسم الربيع. غير ان وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حكومة طالبان قال إن الاحتفال بالنوروز لا يقوم به إلا غير المؤمنين ويجب على المسلمين أن يمتنعوا عن الاحتفال به. يذكر أن جذور عيد النوروز ترجع إلى الديانة الزرادشتية وهي الديانة القديمة للدولة الفارسية قبل مجيء الإسلام. وكانت حركة طالبان قد تعرضت لانتقادات في وقت سابق من الشهر الحالي بسبب تدميرها لتمثالين عملاقين لبوذا يتجاوز عمرهما ألفي عام ويعتبران من التراث الإنساني الفريد الذي لا يمكن تعويضه.

واحتفل الآلاف من سكان كابل امس بقدوم السنة الجديدة غير مبالين بسياط رجال طالبان الذين يحاولون ثنيهم عما يعتبرونه كفرا من عمل الشيطان. وتركزت الاحتفالات وكذلك الاجراءات الامنية عند ضريح «زيارة الساخي» الواقع عند سفح تل وعر جنوب شرقي كابل حيث جرت طقوس رفع سارية طولها 15 قدما.

ويعود تاريخ هذا التقليد الى ما قبل الاسلام. وتريد طالبان المصممة على ترسيخ ما تعتبره التزاما اسلاميا الغاء الاحتفال بهذه المناسبة. واغلق رجال طالبان المسلحون بشتى انواع الاسلحة، من السياط الى المدافع المضادة للطائرات، مجمع الضريح ولم يسمحوا الا لعدة مئات من الرجال بالدخول. الا ان الناس تزاحموا على المنحدرات لالقاء نظرة على الاحتفالات هناك. وقال شاهد عيان: «ان التساهل مع رفع السارية يعني اننا سننعم بسنة طيبة»، مشيرا الى افكار تقليدية ترى ان الصعوبات التي تواجه عملية رفع السارية تعد مؤشرا على طبيعة العام الجديد. وهذه الاحتفالات مهمة للشيعة بصفة خاصة. وتعد طالبان السنية اول حكام افغان الذين يحاولون قمع الاحتفالات برأس السنة الجديدة المسماة عيد النيروز حسب التقاليد الفارسية منذ ما قبل الاسلام. ورغم ان منظمات مثل الامم المتحدة منحت موظفيها عطلة امس فقد استمرت مكاتب طالبان مفتوحة.