الفاتيكان ـ وكالات الانباء: اعترف الفاتيكان امس بتقرير عن ان بعض كبار الكهنة والمبشرين اجبروا راهبات على ممارسة الجنس معهم وفي بعض الاحيان اغتصبوهن واجبروا بعضهن على اجراء عمليات اجهاض. وافاد التقرير الذي كتبته الراهبة الطبيبة مورا اودونوهي، واشارت اليه صحيفة «لا ريبوبليكا» التي تصدر في روما ان بعض الراهبات اجبرن على تناول اقراص منع الحمل وهو ما يتعارض تماما مع العقيدة الكاثوليكية.
وقال الفاتيكان ان هذا الامر مقتصر على منطقة جغرافية معينة، لكن التقرير اشار الى حالات في 23 دولة منها الولايات المتحدة والبرازيل والفلبين والهند وايرلندا وايطاليا. وقال الفاتيكان في بيان رسمي: «في ما يتعلق بانباء عن حالات اعتداء جنسي على راهبات ارتكبها كهنة ومبشرون فان كبير المتحدثين باسم الفاتيكان جواكين نافارو فالس لديه هذا البيان: المشكلة معروفة وهي قاصرة على منطقة جغرافية معينة، والفاتيكان يتعامل مع القضية بالتعاون مع الاساقفة ومجمع كبار الاساقفة».
وفي حين لم يحدد الفاتيكان المنطقة الجغرافية افاد التقرير ان اغلب حالات الانتهاكات الجنسية وحالات الاغتصاب وقعت في افريقيا حيث وصفت الراهبات بانهن «سليمات» في قارة تشهد اوسع انتشار لفيروس «اتش.آي.في» المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب «الايدز». وافاد مقال ماركو بوليتي مراسل «لا ريبوبليكا» في الفاتيكان ان الاتهامات الواردة في التقرير الذي وقعت عليه راهبات باسمائهن رفعت الى سلطات الكنيسة في العديد من المناسبات على مدى التسعينات. والراهبة اودونوهي هي التي رفعت التقرير لرئيس مجمع كبار الاساقفة في الفاتيكان الكاردينال مارتينيز سومالو في فبراير (شباط) عام 1995.
وامر سومالو بتشكيل فريق عمل من المجمع لدراسة المشكلة مع اودونوهي منسقة مكافحة الايدز في صندوق الكاثوليك للتنمية الخارجية ومقره لندن.
واشارت اودونوهي لقضايا معينة منها قضية كاهن اجبر راهبة على اجراء عملية اجهاض توفيت متأثرة بها ثم ترأس قداس جنازتها. وفي ما يتعلق بافريقيا سعى كهنة لاغواء الراهبات «خوفا من ممارسة الجنس مع العاهرات المصابات بالايدز».
ونقل المقال عن التقرير قوله: «هناك حالات اجبر فيها كهنة راهبات على استعمال اقراص منع الحمل... وهناك حالة شملت 20 راهبة حملن في وقت واحد في مجمع ديني واحد». وأضاف التقرير انه تم تجاهل شكاوى رئيسة الراهبات التي لم يذكر اسمها عندما شكت لاسقف من ان الكهنة تسببوا في حمل 29 راهبة. وتابع التقرير: «ان الاسقف اعفاها من مهامها».
وظهرت الاتهامات في بادئ الامر في نشرة اسبوعية دينية في كانساس في 16 مارس (آذار) في وكالة انباء ايطالية دينية صغيرة تصدر نشرتها اسبوعيا كذلك. وفي عام 1998 قدمت ماري ماكدونالد رئيسة الراهبات في ارسالية سيدة افريقيا تقريرها عن «الانتهاكات الجنسية وحوادث الاغتصاب التي ارتكبها كهنة واساقفة». وتابع المقال: «ان الفاتيكان يراقب الوضع ويتأكد من معرفة الاساقفة بالظاهرة لكنه لم يتخذ اي اجراء مباشر».