آلاف الفلسطينيين والإسرائيليين يتظاهرون على طرفي الحدود ضد الحصار الاحتلالي

TT

شهدت عدة حواجز عسكرية اسرائيلية احتلالية، امس السبت، مظاهرات من نوع جديد. اذ تقاطر آلاف الاسرائيليين والفلسطينيين من طرفي الحدود باتجاهها احتجاجا على استمرار الحصار الاسرائيلي المضروب على المناطق الفلسطينية. وقد فزع جنود الاحتلال من هذه المظاهرات، فأطلقوا باتجاهها قنابل الغاز المسيل للدموع وفرقوها بالقوة، واجروا عددا من الاعتقالات في صفوف الاسرائيليين.

وجاء هذا النشاط بالتنسيق ما بين القيادة الفلسطينية، التي قررت التخفيف من المواجهات العسكرية والتركيز على الانتفاضة الشعبية السلمية من جهة، وبين اعضاء الكنيست العرب من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (التي يقودها النائب محمد بركة) والقائمة العربية الموحدة (طلب الصانع) والجبهة الوحدوية الوطنية (هاشم محاميد) والحركة العربية للتغيير (احمد الطيبي) وكتلة السلام اليهودية ـ العربية التي تسعى الى اعادة الحياة لنشاطات حركة السلام الاسرائيلية، من جهة ثانية.

ورفع المتظاهرون شعارات تندد بالاحتلال وجرائمه وبالحصار الخانق وتطالب دول العالم عموما، ودول الغرب والدول العربية بشكل خاص، الى تحرك فعلي لالزام اسرائيل بفك حصارها والغاء مخططاتها لشن الهجمات على الفلسطينيين وتنفيذ حملة اغتيالات جديدة ضد قادة ميدانيين في الطرف الفلسطيني.

وقال احد اقطاب «كتلة السلام» اليهود لـ«الشرق الأوسط»، ان الحديث عن تخفيف الحصار على المناطق الفلسطينية هو دعاية اسرائيلية كاذبة «يحاول من خلالها (رئيس الحكومة) آرييل شارون، بمعاونة «الخنوع» شيمعون بيريس تنويم الرأي العام العالمي والمحلي. بينما الواقع على الارض مختلف تماما. فالحصار ما زال مضروبا على المناطق الفلسطينية، وما زال خانقا... يدمر حياة ملايين الفلسطينيين. لقد تحولت كل قرية فلسطينية الى سجن كبير بسبب الحصار، يحيا فيه كل فلسطيني، الطفل والمرأة والرجل، الكبير والصغير، حياة غير انسانية. وكل هذا في سبيل ديمومة الاحتلال وتركيع الشعب الفلسطيني، حتى يتراجع عن مطلبه العادل والشرعي في ان يكون شعبا حرا مثل كل شعوب الارض».

وقال هذا المسؤول: «التجربة التاريخية هنا وفي اماكن اخرى من العالم، اثبتت ان تحقيق هذه المهمة الوحشية والهمجية ما هو الا وهم. ومع ذلك يتمسكون به، ويكلفون الشعبين ثمنا باهظا بالارواح وبالاموال».

مظاهرات الرام وحلحول وجنين وكان من ابرز مظاهرات امس تلك التي حاصرت الحاجز الاحتلالي على مفرق الرام، شمال القدس، وقادها في الطرف الفلسطيني اتحاد النقابات في محافظة رام الله وفي الطرف الاسرائيلي الجبهة الديمقراطية بقيادة عضو الكنيست عصام مخول وكتلة السلام. وقد وقع صدام بين المتظاهرين من الطرفين وبين قوات الاحتلال، اسفر عن جرح خمسة متظاهرين واعتقال اثنين، وجرح جندي اسرائيلي.

كذلك كانت هناك مظاهرة كبيرة عند مدخل بلدة حلحول في محافظة الخليل، قادها من الطرف الفلسطيني اتحاد المرأة في المحافظة، ورفع فيها شعار مركزي يقول: «نريد العيش بأمان، مثل باقي بني البشر». ودعت المظاهرة دول الغرب الى الضغط على اسرائيل حتى توقف عدوانها، وقد فرقتها قوات الاحتلال بالقوة. كذلك سارت مظاهرة مشابهة على حاجز الاحتلال في مدينة جنين باقصى شمال الضفة الغربية، وقادها من الطرف الاسرائيلي عضو الكنيست هاشم محاميد، ومن الطرف الفلسطيني، اللجنة الشعبية الوطنية والاسلامية للانتفاضة، وهنا ايضا اقدمت قوات الاحتلال على تفريق المتظاهرين بالقوة، ولكن، لم يعلن عن اصابات جراء ذلك.

مظاهرة المثقفين في غزة وعند مفرق الشهداء في غزة سارت مظاهرة قادها الادباء والشعراء والمثقفون والصحافيون الفلسطينيون ضمت اكثر من 400 مثقف وقابلهم عدد من انصار السلام اليهود من الطرف الآخر. لكن قوات الاحتلال منعت اليهود من الوصول الى الحاجز، بحجة الحفاظ على حياتهم واطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية باتجاه المتظاهرين.

مما يذكر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون طلب من قيادة الجيش الاسرائيلي، حال وصوله من واشنطن، ان «تتعامل» مع الاحداث في الضفة الغربية وقطاع غزة «بأقصى ما يمكن من ضبط النفس، من الآن وحتى نهاية هذا الشهر». وتفيد مصادره انه لا يريد في الوقت الحاضر، صدامات واسعة وقتلى وجرحى عشية مؤتمر القمة العربية المنعقد في عمان، هذا الاسبوع. وذلك حتى لا يساعد ذلك عرفات في تحقيق هدفه لاخذ قرارات متطرفة ضد اسرائيل واخذ مساعدات مادية من الدول العربية الغنية، كما قال احد المعلقين الصحافيين الواسعي الاطلاع في اسرائيل.

كذلك تفيد اوساط شارون انه لا يريد انفجار الاوضاع في «يوم الارض» 30 مارس (اذار)، كي لا تمتد المواجهات الى المواطنين العرب في اسرائيل (فلسطينيي 48)، الذين يحيون ذكرى «يوم الارض» هذه السنة باضراب عام ومهرجانات جماهيرية يشارك فيها عشرات آلاف الغاضبين من السياسة الاسرائيلية.