بوش وشارون اتفقا على انتاج أسلحة مشتركة «لمواجهة صواريخ إيرانية وعراقية»

مسؤول اسرائيلي: غالبية مواضيع البحث خلال زيارة شارون تركزت حول مواجهة طهران وبغداد

TT

كشف عاموس يارون المدير العام لوزارة الدفاع الاسرائيلية ان رئيس الوزراء ارييل شارون، والرئيس الاميركي جورج بوش، اتفقا الاسبوع الماضي على التعاون في تطوير وانتاج اسلحة اميركية ـ اسرائيلية مشتركة «لمواجهة تطوير الاسلحة الهجومية»، المنتجة في كل من العراق وايران. وقال يارون، الذي كان يتكلم في مقابلة مع اذاعة «صوت اسرائيل» بالعبرية، صباح امس السبت، ان موضوع الاخطار الآتية من بغداد وطهران على اسرائيل وعلى المصالح الاميركية والغربية في المنطقة «استحوذ على معظم الوقت الذي امضاه شارون في حضرة المسؤولين الاميركيين، الرئيس جورج بوش ووزير الخارجية كولن باول، ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ورئيسة مجلس الامن القومي كوندوليسا رايس» وغيرهم.

وتجدر الاشارة الى ان شارون كان قد تحدث مع المقربين منه بعد عودته من واشنطن في نهاية الاسبوع عن زيارته فوصفها بأنها كانت «تاريخية... اذ انه اينما حل قوبل بترحيب حميم وبتقدير كبير».

ومما قاله رئيس الوزراء الاسرائيلي انه فوجئ بأن المسؤولين الاميركيين جميعا اشادوا بانتصاره الساحق في الانتخابات الاخيرة (التي هزم فيها رئيس الوزراء العمالي السابق ايهود باراك بنسبة 62.5% مقابل 37.5%). بل ان الرئيس بوش زاد من عنده بعض الارقام حينما قال له: «... انتصارك بنسبة 66% ليس له سابق في الدول الديمقراطية».

وقال شارون ايضا ان المسؤولين الاميركيين احترموه جدا «لإحجامي عن التقدم بلائحة مطالب، كما فعل كل رؤساء الحكومات السابقين... ذهبت ابحث معهم في القضايا الاستراتيجية فقط. وقد بدا واضحا انهم يقدرون ذلك».

واتضح ان شارون هاجم امام بوش ومساعديه معظم القادة العرب، من دون ان يوقفه اي منهم او يعلقوا على اية كلمة قالها في هذا المجال.

فقد هاجم اولا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واعتبره «عقبة كأداء في طريق السلام». كما اعتبر الرئيس اللبناني العماد اميل لحود «ألعوبة بأيدي سورية وحزب الله». وقال ان الرئيس السوري بشار الاسد «بدأ حكمه بالقدم اليسرى ويخضع الآن للاملاءات الايرانية ويتحول الى مخزون للارهاب». وهاجم شارون ايضا كلا من العراق وايران. بل حتى مصر لم تسلم من تحريضه، اذ دعا الى تقليص الدعم المالي لها «لانحسار دورها في عملية السلام».

وحسب المعلومات المتوافرة حول اللقاء مع بوش، الذي عقد بحضور كوندوليسا رايس، مستشارة الامن القومي، وديفيد عبري، السفير الاسرائيلي في واشنطن، عرض شارون ما وصفه بانه «معلومات سرية مفحوصة بدقة» عما زعم انه الدور الايراني ـ السوري المشترك في دعم «حزب الله». فقال: «ايران ترسل الى «حزب الله» عبر المطارات السورية وبمعرفة وبموافقة السلطات السورية كميات كبيرة من الاسلحة والذخيرة، وقسم من هذه الاسلحة تطور بشكل خطير في غضون الاشهر الاخيرة. فبعدما كانت الاسلحة في الماضي اسلحة خفيفة بالاساس مثل المسدسات والرشاشات وصواريخ «آر بي جي» و«لاو» والكاتيوشا المتوسطة المدى (20 ـ 30 كيلومترا)، اصبح لدى «حزب الله» اخيرا صواريخ رماية ذات مدى 60 ـ 70 كيلومترا، وصواريخ تستطيع ان تضرب تل ابيب من اية منطقة حدودية (في لبنان)». كذلك ابلغ شارون بوش ان سورية وافقت على ان تكون هذه الاسلحة واستعمالها خاضعين للمراقبة الايرانية، «ولذا، فان خبراء عسكريين ايرانيين موجودون الآن في الجنوب اللبناني ويقدمون خبراتهم في مجال التدريب، ويشرفون على قرار اطلاق النار من حزب الله».

وفي ما يبدو تمهيدا من شارون لضربة قادمة محتملة ضد لبنان او ضد الفلسطينيين، قال للرئيس بوش: «تصور سيادتك ان فيدل كاسترو قرر طردكم من غوانتانامو (القاعدة الاميركية العسكرية التي ما تزال موجودة في الاراضي الكوبية)... يطلقون النار عليها... يقتلون جنديا اميركيا هنا وجنديا اميركيا هناك. يخطفون جنديا. وفي الوقت نفسه، الصواريخ الكوبية جاهزة للضرب وموجهة نحو (مدينة) ميامي. فماذا تفعل الولايات المتحدة في مثل هذه الحالة»؟ (صمت قليلا ثم اضاف): «انا اعرف ما الذي كانت ستفعله الولايات المتحدة».

وحسب شارون، فان بوش لم يعلق بكلمة. وان هذا الصمت «دليل على الاقتناع بموقفه».