رئيس الوفد الأميركي للتحري عن الحريات الدينية غاب عن لقاء شيخ الأزهر بسبب عطلة يهودية

TT

في الوقت الذي شهد فيه البرلمان المصري مظاهرة غاضبة ضد وفد لجنة الحريات الدينية التابعة للكونجرس الاميركي، اختتمت اللجنة لقاءاتها أمس بالقاهرة بلقاء شيخ الأزهر في مقر مشيخة الأزهر بالدراسة، وذلك في غياب رئيس اللجنة اليوت ابرامز، الذي منعته ديانته اليهودية من التحرك أمس (السبت)، اذ لم يغادر غرفته بفندق سميراميس ورفض الحديث الى «الشرق الأوسط». وقد ترأس الوفد الذي التقى شيخ الأزهر في الساعة العاشرة والنصف صباح أمس نائبه، فيروز كاظم زاده. وضم الوفد الاميركي كل من ليلى ماراياتي، وهي سيدة من أصل فلسطيني، وستيفن فاك فارلاند رئيس المكتب التنفيذي للجنة وخالد الجندي وهو مصري وعضو باللجنة، الى جانب ميشيل دون، من السفارة الاميركية لدى القاهرة. وقد استهل اللقاء، الذي عقد في القاعة الرئيسية لمشيخة الأزهر وحضره عدد من الصحافيين والمشايخ، بكلمة لفضيلة شيخ الأزهر أسهب فيها في الحديث عن سماحة الاسلام وحرية الأديان قائلا «نحن لا نمنع أحد من اقامة الشعائر الدينية التي ينتمي اليها، ولا توجد في مصر أي تفرقة بين أي مصري سواء كان مسلما أو مسيحيا». مضيفا «ونحن كمصريين نعيش جميعا أخوة متحابين بيوتنا وحقولنا ومصانعنا متجاورة تظلنا سماء واحدة ونستنشق هواء واحد ونشرب من ماء واحد، والخير الذي يأت لمصر يأت للجميع».

وأكد شيخ الأزهر أن مصر تعد من أكثر الدول احتراما. واستدرك الشيخ قائلا «ليس معنى ذلك أن الناس في مصر أو غير مصر ملائكة، فالخلاف يدب أحيانا بين المسلم والمسلم وبين المسيحي والمسيحي وأحيانا بين مسيحي ومسلم لكن هذه الخلافات لا تكون لاسباب دينية، بل لاعتبارات اخرى، قد تكون تجارية او مالية».

وداعب شيخ الأزهر وفد الكونجرس قائلا «على سبيل المثال لوقمت أنا بحبسكم في هذه القاعة وأكرهتكم على النطق بكلام لا ترضونه، ولو نفرض أنكم وافقتموني، فبعد أن تخرجوا من القاعة ستكرهونني. ولذا ما الفائدة من الاكراه في الدين، اذ لا يأتي للاسلام الا بمنافقين كذابين».

وكرر شيخ الأزهر تأكيده على كفالة حرية الدين في مصر لكل مواطن، وقال للوفد «من يبلغكم بغير ذلك فكلامه غير صحيح». وتطرق الشيخ في حديثه الى ما جرى في قرية الكشح من أحداث شغب بين مسلمين وأقباط في يناير (كانون الثاني) عام 2000 راح ضحيتها 21 شخصا 20 منهم أقباط وقال «الخلاف هناك لم يكن دينيا بل خلاف مصالح وقد تم تحويله للقضاء الذي قال كلمته». وعقب كلمة شيخ الأزهر طرح اعضاء الوفد الاميركي بعض الاسئلة، في حين اعتذر فيروز كاظم زاده عن عدم حضور رئيس الوفد اليهودي اللقاء بسبب ديانته، وأكد للشيخ بأن الوفد حضر لمصر «ليتعلم ويعرف، ولم يأت للتحقيق». واشار الى أن هذه اللجنة تأسست عام 1998 وانها بدأت أعمالها بالنظر في أوضاع المسيحيين البروتستانت في الصين والذين لا تسمح السلطات لهم باقامة شعائرهم، وأيضا تواصل عملها في عدد من البلدان التي تحارب حرية المسلمين في أقامة شعائرهم الدينية ومنها الهند وتركمستان وفيتنام. وأضاف زاده «نحن لسنا هيئة دبلوماسية ولا نتعارض مع الحكومات، لكن نجمع المعلومات ونقدمها للادارة الاميركية والكونجرس والرئيس الاميركي». بعدها تساءل ستيفن ماك فارلاند عن حرية بناء الكنائس في مصر، التي كان غير مسموح بها الا بقرار رئاسي وعن غياب الاقباط عن المناصب العليا في الجيش والشرطة وغيرها، فرد وكيل الأزهر الشيخ محمد عبد الغني عاشور قائلا «أنت قلت ان ذلك كان يحدث في الماضي، ونحن في الحاضر الآن ودعنا نتحدث عنه وبصراحة، اذ قبل أيام قام مسيحيون ومسلمون في شبرا الخيمة ببناء بيوت على أرض تابعة للدولة تم هدم 10 بيوت للمسلمين وبيت للمسيحيين فتدخل المحافظ ورئيس الجمهورية وأمروا باعادة بناء البيت المسيحي ليكون كنيسة، أما بالنسبة للمناصب العليا فقائد الجيش الثاني وقت حرب اكتوبر عام 1973 (تشرين الثاني) كان قبطيا وهو الفريق فؤاد عزيز غالي، ولا استطيع أن أعد عدد لواءات الشرطة المسيحيين»، واردف «وبعيدا عن المناصب، فالحقيقة الواقعية التي تقال في كل بلدان العالم وعلى رأسها اميركا هي أن من يملك الاقتصاد يملك السياسة ولدينا في مصر أصحاب رؤوس الأموال الضخمة كلهم مسيحيون، وهذا يعني ان الحرية مطلقة للأديان».