منظمة نسائية أفغانية تحارب طالبان على الإنترنت

TT

فضلت مجموعة من النساء الأفغانيات المتعلمات اللجوء إلى الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت)، لخوض حرب ثقافية مفتوحة ضد الانتهاكات التي تنسب الى حركة طالبان الحاكمة في كابل ضد النساء. واسست «المنظمة الثورية للنساء الأفغانيات موقعا على الإنترنت انطلاقا من مدينة بيشاور الباكستانية. وتأمل المنظمة في أن يسهم الموقع في زيادة الوعي الدولي بالمحنة التي تتعرض لها نساء أفغانستان.

وتقول المنظمة إن عدد أعضائها يزيد عن الألفين، وإنهن يعملن معها من داخل أفغانستان وخارجها، وتعمل المنخرطات في صفوف المنظمة سرا في تعليم الفتيات الأفغانيات، ويتولين جمع التبرعات من أجل دعم النساء اللواتي اصبحن عاطلات عن العمل بسبب سياسة الحظر التي تمارسها طالبان على عمل الفتيات والنساء. ويحوي الموقع الذي أسسته المنظمة العديد من الصور التي تقول المنظمة إنها لمجازر ارتكبتها طالبان ضد النساء وتم التقاطها سرا وتهريبها من داخل أفغانستان.

ويذكر ان طالبان التي تحكم معظم الأراضي الأفغانية تبنت قواعد مشددة تحظر على النساء العمل خارج منازلهن، وتمنع البنات والفتيات من التوجه إلى المدارس والجامعات. وقد حذرت الحركة من أن مخالفات هذه القواعد سيعرضهن للعقاب.

وقالت متحدثة باسم المنظمة الثورية للنساء الأفغانيات إن المنظمة عاجزة عن تزويد أنصارها داخل أفغانستان بتجهيزات الإنترنت لمتابعة الموقع بسبب الرقابة الصارمة التي تفرضها طالبان. ولهذا السبب، تضيف المتحدثة، جعلت المنظمة من تعريف العالم بمحنة المرأة الأفغانية هدفا رئيسيا لها، وتتولى النساء فقط العمل التحريري في الموقع، بينما يشارك رجال في صيانته ودعمه فنيا.

وقالت المنظمة انها تلقت عدة تهديدات عبر الإنترنت كان معظمها فظا ومسيئا للأدب، لكن المتحدثة باسم المنظمة تقول إن الموقع يحتاج للمزيد من الزوار والدعاية. وبالرغم من أن المنظمة تقول إنها لا تتبع أساليب العنف في معركتها ضد طالبان، فإنها مضطرة للقيام بمعظم نشاطها داخل أفغانستان وباكستان بشكل سري، بسبب ما ينطوي عليه العمل من خطورة.

وتزعم المتحدثة أن حركة طالبان أصدرت فتوى ضد كل من تثبت عضويتها في «المنظمة الثورية لنساء أفغانستان»، وتقضي الفتوى باعتقال ناشطات المنظمة ورجمهن علنا حتى الموت.

وكان تقرير للأمم المتحدة أشار في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى أن النساء «يعاملن في أفغانستان ككائنات منبوذة خاصة في ظل إقصائهن على المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية». وقال تقرير لمنظمة العفو الدولية ايضا إن حكومة طالبان فرضت اجراءات قاسية على النساء، غير أن وسائل اعلام طالبان تنفي هذه التقارير وتقول إن الدعاية الغربية تتعمد تشويه مواقفها. ويقول موقع للحركة على شبكة الإنترنت إنها ملتزمة تماما بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمرأة.