وزراء الخارجية العرب يتوصلون إلى صيغة توافقية بخصوص الحالة العراقية ـ الكويتية لعرضها على القمة

TT

توصل وزراء الخارجية العرب الى صيغة توافقية بخصوص الحالة العراقية ـ الكويتية تتلخص برفع الحصار الاقتصادي عن العراق وابقاء الحصار العسكري، الامر الذي ازعج العراقيين، والثانية ضمانات امنية للكويت تحميها من اي اعتداء عراقي عليها مستقبلا.

من جهة اخرى وافقت السعودية على خطة العراق التبرع بمليار يورو للفلسطينيين الامر الذي اسهم بتكريس التفاؤل في اجواء المؤتمر.

واتفق وزراء الخارجية العرب على عقد لجنة التنسيق العربي ـ الافريقي في الجزائر في الثامن عشر من الشهر المقبل وكذلك اجتماع لجنة المقاطعة العربية لاسرائيل في اليوم نفسه دون ان يتم تحديد المكان.

وكان وزراء الخارجية العرب قد واصلوا صباح امس مشاوراتهم الثنائية والمتعددة في مقر اقامتهم استكمالا للمشاورات التي جرت حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية لبحث جدول الاعمال وإعداد مشروع البيان الختامي لعرضه على القادة العرب في مؤتمر القمة الذي يبدأ غداً.

وتركزت المشاورات حول بند «الحالة بين العراق والكويت» ضمن المحور السياسي لمداولات القمة فيما واصلت لجنة الصياغة المنبثقة عن اجتماعات الوزراء صياغة مشاريع القرارات الاخرى في المحاور الثلاثة السياسي والاقتصادي ومؤسسات العمل العربي المشترك.

وعقد وزراء الخارجية بعد ظهر امس جلستهم المغلقة الثانية في المركز الثقافي الملكي. وقبيل انعقاد الجلسة الختامية قال وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف انه متفائل بالوصول الى صياغة يقبلها العراق بشأن الحالة بين العراق والكويت. وقال في تصريحات للصحافيين ان هذه الصياغة يجب ان تكون متوازنة وان يتم التعاون من اجل ازالة المشكلات العالقة والمتبقية.

واوضح الصحاف ان موقف العراق واضح من حيث وجود ثلاث نقاط في القرارات هي ان يدعو المؤتمر الى رفع الحصار عن العراق وان يطالب المؤتمر بالغاء منطقتي الحظر المفروضة بغير شرعية على شمال وجنوب العراق وان يدعو المؤتمر السلطات والجهات العربية المختصة الى تسيير رحلات مدنية من العراق واليه لانه ليس هناك قرارات مجلس امن بهذا الخصوص.

وقال ان الدول العربية ستعمل على دعم المطلب العراقي بتخصيص مليار يورو للشعب الفلسطيني.

وعلى ذات الصعيد دعا الدكتور نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الاقتصادي الفلسطيني الى ضرورة الشعور بالايجابية والتفاؤل حيال ما يجري الآن بخصوص الحالة بين العراق والكويت وتجمع عليه جميع الدول العربية.

وقال وزير الخارجية المصري عمرو موسى قبيل الانعقاد ان الجلسة ستعمل على اجراء المزيد من المشاورات حول الحالة العراقية ـ الكويتية والمحور السياسي والاقتصادي ليتسنى اتخاذ القرار المناسب لعرضه على القادة العرب.

وقال: هناك اجماع عربي شامل بخصوص اتخاذ موقف موحد ازاء العملية السلمية في المنطقة وحماية الشعب الفلسطيني ودعمه اقتصاديا وماليا.

بدوره اعرب وزير الخارجية السوري فاروق الشرع عن تفاؤله ازاء الحالة بين العراق والكويت في ضوء الاجتماعات الوزارية الحالية التي تجري تمهيدا للقمة العربية.

وقال: إن المشاورات ما زالت جارية للخروج من الاشكالية المتعلقة بالحالة المذكورة.

وعبر الشرع ايضا عن تفاؤله ازاء نتائج هذه المباحثات، معربا عن امله في الخروج بنتائج ايجابية.

وكانت مشاورات عربية مكثفة قد جرت مساء اول من امس حول الحالة بين العراق والكويت وتركزت على بحث بند الحالة بين العراق والكويت ضمن المحور السياسي لمداولات القمة فيما انصرفت لجنة الصياغة المنبثقة عن اجتماعات الوزراء الى صياغة مشاريع القرارات الاخرى في المحاور الثلاثة السياسي والاقتصادي ومؤسسات العمل المشترك اضافة الى البيان الختامي والتي سترفع الى القمة.

ومن ابرز المشاورات المسائية اجتماع دعا اليه عبد الاله الخطيب وزير الخارجية الاردني ضم 12 وزير خارجية عربيا وناقش بند الحالة بين العراق والكويت.

كذلك اجتمع الخطيب ثنائيا مع العديد من وزراء الخارجية العرب ومن بينهم لقاء مع وزير خارجية العراق وآخر مع وزير الدولة للشؤون الخارجية الكويتي، كما جرت اجتماعات ثنائية ومتعددة بين وزراء الخارجية العرب.

وعكست مصادر الاجتماعات التشاورية تفهما عربيا لمطالب كل من العراق والكويت واسهمت في خلق بداية يمكن البناء عليها غداً خلال اجتماعات وزراء الخارجية بحيث تم تضمينها للبيان الختامي ومشاريع القرارات التي ستوضع امام القمة.

وقال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان ان الجلسة المسائية لوزراء الخارجية العرب استبدلت بمباحثات جانبية من اجل اعطاء المزيد من الوقت للوزراء بهدف التشاور والوصول الى حد ادنى بالنسبة للامور التي تحتاج الى مشاورات مكثفة.

واضاف في تصريحات صحافية ليلة امس ان الحالة العراقية ـ الكويتية مطروحة حاليا للوصول الى حد ادنى من الاتفاق، مشيرا الى «اننا لا نستطيع القول ان هناك خلافا الان»، مبينا ان هناك مواقف مطروحة ومشاورات تجري للوصول الى نوع من الوفاق والاتفاق حولها.

وفي ما يتعلق بموضوع مقاطعة اسرائيل قال: ان هذا الموضوع مطروح على جدول الاعمال ويتم بحثه من حيث وجود دول تربطها معاهدات مع اسرائيل يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار ولهذا تجري الان جهود خاصة للخروج بموقف يضع في الاعتبار تفعيل المقاطعة العربية ويأخذ بعين الاعتبار الدول التي لها معاهدات مع اسرائيل.

واشار الى وجود اجماع على دعم الموقف الفلسطيني معنويا وماديا والتأكيد على ضرورة تفعيل الدعم المالي وازالة العقبات امام ايصال الدعم الى السلطة الوطنية الفلسطينية وتفعيل ما اتفق عليه في القاهرة والمتعلق بالمبلغ الذي حدد بمليار دولار آنذاك.

واشار الى ان الشكوى المطروحة حاليا لا تتعلق بعدم مساهمة الدول العربية في ذلك المبلغ ولكنها متعلقة في ازالة العقبات لايصال المبالغ الى السلطة.

وحول موضوع الحصار على السودان وليبيا اكد ان هناك مقترحات من قبل وزراء الخارجية تؤكد دعم جهود السودان للاستقرار واحلال السلام والتضامن معه لمواجهة المؤامرات ودعمه لرفع العقوبات المفروضة عليه من قبل مجلس الامن، وهناك قرارات متعلقة بقضية لوكربي سيتم اتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.