القادة العرب سيجددون التأكيد على قطع علاقات بلادهم بالدول التي تنقل سفاراتها إلى القدس

«الشرق الأوسط» تنشر مقاطع من مشروع البيان الختامي للقمة العربية

TT

اتفق وزراء خارجية الدول العربية على وضع الصيغة النهائية لمشروع البيان الختامي لقرارات قمة عمان الدورية والتي تضمنت بندا يجدد بموجبه القادة العرب التأكيد على ما جاء في قرارات القمم العربية في عمان عام 1980 وبغداد عام 1990 والقاهرة عام 2000 بشأن قطع جميع العلاقات مع الدول التي تنقل سفاراتها الى القدس او تعترف بها عاصمة لاسرائيل.

وحصلت «الشرق الاوسط» على نسخة من مشروع البيان الختامي لقرارات القمة العربية التي ستعقد غدا في عمان وسيتم عرضها على القادة العرب لمناقشتها واقرارها او التعديل عليها. وفي ما يلي نص مقاطع من المشروع: 1 ـ ... ويعتبر القادة ان اجتماعهم اليوم في عمان في اول مؤتمر دوري منتظم يشكل انطلاقة جديدة في مسيرة العمل العربي المشترك تمكن من اتخاذ القرارات والمبادرات التي يتطلبها الوضع العربي ومعالجة القضايا الحيوية للامة، ووفق هذا المنظور اجمع القادة على ان استعادة اسس التضامن العربي يشكل الدعامة الاساسية والعروة الوثقى ومصدر قوة الامة لصيانة امنها ودرء الاخطار عنها وتجسيد آمال وطموحات ابنائها بالتكامل والتضامن، كما يشكل هذا المؤتمر حدثا بارزا ومناسبة لتجديد العهد بالالتزام بالثوابت والمرتكزات التي يقوم عليها العمل العربي المشترك واحترام الضوابط التي تحكم العلاقات العربية ـ العربية وتصون المصالح الحيوية للدول العربية في اطار تحقيق الوفاق العربي والامن القومي.

2 ـ وفي هذا السياق تدارس القادة الوضع الخطير الذي يعيشه الشعب الفلسطيني جراء العدوان الواسع النطاق الذي تشنه قوات الاحتلال الاسرائيلية ضد الفلسطينيين مستخدمة مختلف اساليب القمع وانواع الاسلحة بما فيها المحرمة دوليا الى جانب إحكام الحصار الاقتصادي ومواصلة السياسة الاستيطانية والاغتيالات وهدم المنازل وتدمير البيئة وذلك في انتهاك صارخ للاتفاقات والاستحقاقات وخرق واضح لقواعد القانون الدولي وللاعراف والمواثيق الدولية.

3 ـ ويحيي القادة باعتزاز كبير صمود الشعب الفلسطيني وانتفاضته الباسلة في وجه الهجمة الشرسة التي تشنها اسرائيل ومجابهته للقمع الوحشي الذي تمارسه سلطات الاحتلال ويوجهون تحية اكبار واجلال لشهداء الانتفاضة البواسل ويشيدون بروح الفداء والصمود للشعب الفلسطيني الذي استطاع بقيادته الوطنية وبعزيمة لا تلين وتضحية بلا حدود التصدي لاجراءات القمع الاسرائيلية واجهاض سياسة الامر الواقع، التي حاولت سلطات الاحتلال بواسطتها فرض شروطها المجحفة على الشعب والمفاوض الفلسطيني بالقوة، ويعلن القادة وقوفهم الى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله البطولي ودعم انتفاضته وحقه المشروع في مقاومة الاحتلال حتى يحقق مطالبه الوطنية العادلة المتمثلة في حقه في العودة الى دياره وفي تقرير مصيره وقيام دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس.

4 ـ ويدين القادة العدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني (كما يدينون انتهاكات اسرائيل الجسيمة لحقوق الانسان والعقوبات الجماعية وتقطيع اوصال الاراضي الفلسطينية واعتداءاتها المستمرة على مرافقه الحيوية ومؤسساته الوطنية التي تمثل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، كما تمثل خرقا جسيما لقواعد القانون الانساني الدولي مستذكرين قرار الامم المتحدة رقم 3379 لعام 1975 الذي تعتبر الصهيونية شكلا من اشكال العنصرية.

5 ـ ويطالب القادة مجددا مجلس الامن بضرورة محاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين الذين ارتكبوا مجازر وجرائم في حق المواطنين العرب في جميع الاراضي العربية المحتلة وخارجها وخاصة في ضوء ما ورد في تقرير المفوضية السامية للجنة الامم المتحدة لحقوق الانسان السيدة ماري روبنسون.

6 ـ ويؤكد القادة مجددا مطالبتهم لمجلس الامن بضرورة تحمل مسؤولية توفير الحماية الدولية اللازمة للشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال الاسرائيلي وتشكيل قوة دولية لهذا الغرض ويناشدون الدول الاعضاء في مجلس الامن وخاصة الدول دائمة العضوية اتخاذ الاجراءات اللازمة لتنفيذ ذلك.

7 ـ رحب القادة العرب بقرار المجلس الاعلى لصندوقي الاقصى وانتفاضة القدس وبالاستجابة العاجلة لدعم ميزانية السلطة الوطنية الفلسطينية بصرف مبلغ 15 مليون دولار من القرض الحسن الذي اعتمده بقيمة 60 مليون دولار تدفع على اربعة اشهر بناء على اقتراح تقدمت به المملكة العربية السعودية ويكلفون المجلس الاعلى بالاستجابة لطلب السلطة الوطنية الفلسطينية بصرف المبلغ الاساسي المطلوب بمقدار 180 مليون دولار لدعم ميزانية السلطة خلال الأشهر الستة القادمة.

ويطالب القادة مجلس الامن بالموافقة على مبلغ مليار يورو الذي خصصه العراق من مبيعاته النفطية المصدرة بموجب مذكرة التفاهم لتأمين احتياجات الشعب الفلسطيني من الغذاء والدواء والمستلزمات الاساسية الاخرى ومساعدة عوائل شهداء الانتفاضة باعتبار ذلك مطلباً قومياً عربياً يدعم صمود الشعب الفلسطيني وانتفاضته المباركة.

8 ـ يؤكد القادة على تمسكهم بقرارات مجلس الامن المتعلقة بمدينة القدس الشريف وخاصة قراراته 252 (1968) و267 (1969) و465 (1980) و478 (1980) التي اكدت بطلان جميع الاجراءات التي اتخذتها وتتخذها اسرائيل لتغيير معالم هذه المدينة، وطالبت دول العالم بعدم نقل سفاراتها الى القدس. وفي هذا الاطار يجدد القادة التأكيد على ما جاء في قرارات القمة العربية في عمان عام 1980 وبغداد عام 1990 والقاهرة عام 2000 بشأن قطع جميع العلاقات مع الدول التي تنقل سفاراتها الى القدس او تعترف بها عاصمة لاسرائيل.

9 ـ يحذر القادة العرب من عواقب تنصل الحكومة الاسرائيلية من الاسس والمرجعيات والمبادئ التي قامت عليها عملية السلام في مدريد سنة 1991 ومن مغبة الالتفاف عليها او طرح بدائل لها لا تستجيب لقواعد الشرعية الدولية، ويؤكدون على تلازم المسارات الفلسطيني والسوري واللبناني ويحذرون من الممارسات الاسرائيلية الرامية الى الانفراد بمسار دون آخر ويدعو القادة الى التنسيق بينها، ويؤكدون مجددا ان اقامة السلام العادل والشامل في المنطقة يتطلب بادئ ذي بدء الانسحاب الاسرائيلي الكامل من جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس والجولان السوري المحتل حتى الرابع من يونيو (حزيران) 1967 ومن الاراضي اللبنانية التي ما تزال محتلة الى الحدود المعترف بها دوليا، بما فيها مزارع شبعا والافراج عن جميع الاسرى العرب في السجون الاسرائيلية تنفيذا لقرارات مجلس الامن 242 و338 و425 ومبدأ الارض مقابل السلام وتمكين الشعب الفلسطيني من استرداد حقوقه الوطنية الثابتة، بما فيها حقه في العودة الى دياره والتعويض عما لحقه من اضرار نتيجة للاحتلال الاسرائيلي وفق قرار الامم المتحدة رقم 194 واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، كما حيا القادة العرب صمود المواطنين السوريين في الجولان وتمسكهم بهويتهم السورية.

10 ـ يحمّل القادة العرب اسرائيل المسؤولية القانونية الكاملة عن وجود مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وتهجيرهم ويؤكدون رفضهم للخطط والمحاولات الرامية الى توطين هؤلاء اللاجئين خارج ديارهم، كما يؤكدون على تحميل اسرائيل مسؤولية تعويض الدول المضيفة عما تحملته هذه الدول من اعباء مالية نيابة عن المجتمع الدولي جراء استضافتها لهؤلاء اللاجئين.

11 ـ ويقرر القادة العرب مواصلة تعليق مشاركة الدول العربية في المفاوضات المتعددة الاطراف واستمرار وقف جميع خطوات وانشطة التعاون الاقتصادي الاقليمي مع اسرائيل وتحميلها مسؤولية الخطوات والاجراءات التي تتخذها الدول العربية تجاهها والتي تستوجبها مواجهة توقف عملية السلام وتصعيد سلطات الاحتلال الاسرائيلية لاجراءات القمع والحصار على الشعب الفلسطيني، كما يكلفون مكتب المقاطعة وضباط الاتصال بالاجتماع للنظر في تفعيل المقاطعة العربية لاسرائيل، ويؤكد القادة العرب على قرارهم الصادر في قمة القاهرة.

12 ـ يؤكد القادة العرب على دعم لبنان لاستكمال تحرير اراضيه من الاحتلال الاسرائيلي حتى الحدود المعترف بها دوليا، بما في ذلك مزارع شبعا، ويشيدون بدور المقاومة اللبنانية الباسلة والصمود اللبناني الرائع الذي ادى الى تحقيق اندحار القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان وبقاعه الغربي ويطالبون بالافراج عن الاسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية ويؤيدون حق لبنان ومقاومته في تحريرهم بشتى الوسائل المشروعة ويدعمون مطالب لبنان في ازالة الالغام التي خلفها الاحتلال الاسرائيلي الذي يتحمل مسؤولية زرعها وازالتها، ويدعمون كذلك حقوقه الثابتة في مياهه بوجه المطامع الاسرائيلية وفقا للقانون الدولي.

كما يؤكد القادة العرب مجددا على قرارات مؤتمرات القمة العربية العاشرة والحادية عشرة والثانية عشرة بضرورة دعم الحكومة اللبنانية ومساعدتها لاعمار لبنان ويدعون الى تفعيل صندوق دعم لبنان من اجل المساعدة على اعادة اعمار البنى التحتية وتنميتها ولا سيما في المناطق المحررة من الاحتلال الاسرائيلي.

13 ـ ويؤكد القادة ان تحقيق السلام والامن الدائمين في المنطقة يستلزم انضمام اسرائيل لمعاهدة منع انتشار الاسلحة النووية واخضاع جميع منشآتها النووية لنظام التفتيش والمراقبة الدولية ويؤكدون في هذا الصدد الاهمية البالغة باخلاء منطقة الشرق الاوسط من السلاح النووي وجميع اسلحة الدمار الشامل باعتبار هذا الهدف شرطا ضروريا ولازما لارساء اي ترتيبات للامن الاقليمي في المنطقة مستقبلا.

14 ـ ويجدد القادة التأكيد على ان الالتزام بعملية السلام يتطلب قيام اسرائيل بتنفيذ الاتفاقات والاستحقاقات التي تم التوصل اليها والبناء على ما تم انجازه واستئناف المفاوضات على جميع المسارات من حيث توقفت وفقا للمرجعيات والشروط التي انطلقت بموجبها وعلى راعيي عملية السلام، وخاصة الولايات المتحدة، تحمل مسؤولياتهما والتزاماتهما تجاه عملية السلام على اسس من العدل والحياد.

15 ـ ويهنئ القادة العرب الشعبين الشقيقين البحريني والقطري وقيادتيهما الحكيمتين على تسوية الخلاف الحدودي بين البلدين ويثمنون الروح الاخوية الطيبة التي استقبلا بها قرار محكمة العدل الدولية بهذا الشأن ويعتبرون ان هذا الانجاز الهام سيسهم في تمتين الروابط الاخوية بينهما وفي تعزيز المصالح المشتركة لكليهما ويدعم التضامن العربي وكذلك الامن والاستقرار في المنطقة.

16 ـ ويؤكد القادة العرب مجددا على سيادة دولة الامارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى وتأييدهم ومساندتهم لجميع الاجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها لاستعادة سيادتها على جزرها العربية الثلاث. ويدعون ايران الى انهاء احتلالها للجزر العربية الثلاث والكف عن ممارسة سياسة فرض الامر الواقع بالقوة في هذه الجزر الثلاث، بما في ذلك اقامة منشآت لتوطين الايرانيين فيها. ويطالبون ايران باتباع الوسائل السلمية لحل النزاع القائم على الجزر العربية الثلاث وفق مبادئ وقواعد القانون الدولي، بما في ذلك القبول باحالة النزاع الى محكمة العدل الدولية. ويعرب القادة عن اسفهم لرفض ايران التجاوب مع مساعي اللجنة الثلاثية التي شكلها مجلس التعاون بوضع آلية للمفاوضات المباشرة بين دولة الامارات العربية المتحدة وايران لحل النزاع. ويكلف القادة الامين العام لجامعة الدول العربية بمتابعة قضية الاحتلال الايراني لجزر دولة الامارات العربية المتحدة، وتقديم تقرير عنها الى مؤتمر القمة العربي المقبل.

17 ـ كما يجدد القادة العرب مساندتهم وتضامنهم مع الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى في مطالبتها مجلس الامن برفع العقوبات المفروضة عليها بشكل فوري ونهائي لانها فقدت مبررات استمرارها تحت اي غطاء، وسيعتبر العرب انفسهم في حل نهائي في حال استمرارها بعد ان قامت الجماهيرية بالوفاء لكل التزاماتها المنصوص عليها في قرارات المجلس ذات الصلة. كما عبّر القادة عن دعمهم للجماهيرية في الحصول على تعويضات عما اصابها من اضرار بشرية ومادية بسبب العقوبات التي فرضت عليها.

ويطالبون بالافراج الفوري عن المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي الذي تمت ادانته بموجب اسباب سياسية لا تمت الى القانون بأي صلة، واعتباره في حالة استمرار حجزه رهينة طبقا لكل القوانين والاعراف ذات الصلة.

18 ـ ويرحب القادة بجهود الحكومة الانتقالية في جمهورية الصومال لاستكمال المصالحة الشاملة وتحقيق الوحدة الوطنية واعادة الامن والاستقرار في البلاد ويقررون تقديم الدعم اللازم لمساعدتها في تثبيت الامن والاستقرار واعادة مؤسسات الدولة.

19 ـ واجمع القادة على اختيار معالي السيد عمرو موسى وزير خارجية جمهورية مصر العربية امينا عاما لجامعة الدول العربية، منوهين بما يتمتع به من حنكة دبلوماسية وكفاءة عالية تؤهله لتولي دفة العمل العربي المشترك على رأس الامانة العامة لجامعة الدول العربية في هذه المرحلة متمنين له التوفيق والنجاح في عمله.

20 ـ وعملا بما جاء في آلية الانعقاد الدوري لرئاسة القمة الدولية يقرر القادة عقد مجلس الجامعة على مستوى القمة في شهر مارس (آذار) لعام 2002 برئاسة دولة الامارات العربية المتحدة.