وفد لجنة الحريات الدينية الأميركي يغادر مصر ونواب الإخوان بالبرلمان يطلبون تفسيراً من الحكومة

TT

وسط اجماع شعبي وسياسي وديني على رفض زيارته غادر وفد لجنة الحريات الدينية في الكونجرس الأميركي القاهرة أول من أمس بعد زيارة رسمية لمصر استغرقت أربعة أيام لتقصي أوضاع الأقباط في مصر في وقت اعتبرت مختلف الجهات الزيارة تدخلاً في الشؤون الداخلية لمصر ورفضت عمل اللجنة فيما امتنع مسؤولون ومثقفون وسياسيون عن التقاء اللجنة تماشياً مع هذا الاعتبار.

ورغم مغادرة الوفد لمصر الا أن أثر الزيارة قد لا ينتهي سريعاً وربما يتفاعل خلال الأيام المقبلة حيث قدم نائب البرلمان المصري الدكتور محمد جمال حشمت المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين (المحظورة) طلب احاطة عاجل في البرلمان الى رئيس الوزراء المصري الدكتور عاطف عبيد يستفسر فيه عن ملابسات قدوم الوفد البرلماني الأميركي وسبب السماح له بالقيام بمهمته ودور السفير الأميركي وبعض المنظمات الأهلية في طلب استدعائه أو مده بمعلومات غير صحيحة وعن موقف الحكومة المصرية من المقدمات التي أدت لهذا التدخل الذي يرفضه أبناء الشعب بمختلف طوائفه.

وقال حشمت في طلبه ان وضع الأقباط في مصر هو شأن داخلي لا يحق لأحد أيا كان البحث فيه غير المصريين وان المسيحيين والمسلمين في مصر ينعمون بالجنسية المصرية التي ساوت بينهم في الحقوق والواجبات وهذا الحق الذي منحته أميركا لنفسها وأقرتها عليه الحكومة المصرية بسماحها للوفد بالحضور اقرارا منها بمهمته ليس من حقوق أي دولة بل هو أمر يجوز منحه لبعض الهيئات الدولية دون غيرها في ظروف معينة.

وكان وفد لجنة الحريات الاميركي أصدر بياناً أمس قبل مغادرته عبر السفارة الأميركية في القاهرة قدم فيه الشكر للحكومة المصرية والمسؤولين المصريين وشيخ الأزهر الدكتور سيد طنطاوي وبطريرك الكرازة المرقصية البابا شنودة الثالث في وقت أكد فيه الوفد أنه سيرفع تقرير الأعضاء التسعة بلجنة الحريات الدينية بالكونجرس ليصدر خلال تقرير اللجنة السنوي المقبل.

وقال رئيس اللجنة اليوت ابرامز ان اللجنة خططت لهذه الزيارة منذ الصيف الماضي ووضعتها على أجندتها في شهر مايو (ايار) الماضي وان الهدف من الرحلة كان التعرف من الحكومة المصرية على العلاقة بين المسلمين والأقباط مشيراً الى أن هذه الزيارة كانت مفيدة للأميركيين في تأدية عملهم.

فيما هاجمت صحيفة «وطني» القبطية القريبة من الكنيسة المصرية في مقال لها من أسمتهم بالمرتجفين وأصحاب الأقلام المرتعشة حول الضجيج المفتعل ـ وحسبما تقول الصحيفة ـ على صفحات الجرائد حول البعثة الأميركية مشيراً الى ان وطنية الأقباط أكبر من أقلامهم وترفض وصايتهم.

وقالت الصحيفة ان فئة من الكتاب فرضت وصايتها على الأقباط رغم أنها لا تعرف التاريخ ولا الجغرافيا ولا تعرف دور الأقباط في الوطنية المصرية عبر قرون من الزمن مشيرة الى أن ما كتب من شأنه اثارة الفتنة واستفزاز مشاعر الأقباط ولا يدافعون عن الوطنية المصرية.

على جانب آخر أصدرت لجنة الشؤون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى المصري بياناً صباح يوم أمس حول زيارة وفد لجنة الحريات الدينية لمصر، أكدت فيه على ان الشعب المصري ـ على مدى تاريخه ـ نسيج واحد، لم يعرف التفرقة بين أفراده على أساس ديني أو عرقي، وظللت السماحة العلاقات بين أبنائه على مر العصور، وأن ما يربط المسلمين والمسيحيين أعمق وأشد وأقوى من أي محاولات للوقيعة بينهم، اذ يجمع بينهم تاريخ مشترك على أرض واحدة، وجهاد وطني طويل ضد الاستعمار والاحتلال، وعمل مشترك من أجل التنمية والرخاء وتحقيق الرفاهية لأبناء الوطن جميعاً.

وأكدت اللجنة أنه كانت هناك دائماً محاولات لضرب الوحدة الوطنية في مصر، باءت جميعها بالفشل، لأن الاندماج والتجانس والوحدة بين أبناء الشعب المصري هو الذي يميزه عن غيره من الشعوب، والمصريون كلهم سواء في الحقوق والواجبات، في وقت تأكدت هذه المعاني بامتزاج الدماء المسلمة والمسيحية في الدفاع عن سلامة أرض هذا الوطن.

وقالت اللجنة ان ما يستلفت النظر ان محاولات ضرب الوحدة الوطنية تتكرر في أوقات معينة، وفي مناسبات محددة، ولكنها في كل مرة لا تجد صدى الا مزيداً من الوحدة والتضامن بين أفراد الشعب المصري مشيرة الى ان أي محاولة للوقيعة أو الدس أو الافتراء بغير الحقيقة على طبيعة العلاقة بين أبناء مصر لن تجد من أي مصري إلا الرفض والاستنكار.