افتتاح القمة العربية بمصالحة سورية ـ فلسطينية وعدم حدوث اختراق في «الحالة بين العراق والكويت»

القادة العرب يقرون إعلان عمان حول حقوق الإنسان واحترام سيادة الدول

TT

شهدت أروقة مؤتمر القمة العربية الدورية الأولى التي بدأت أعمالها في عمان أمس مصالحة هامة على صعيد العلاقات العربية في اللقاء الذي تم بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ثم تأكيد الأسد في كلمته على مد يده للفلسطينيين خدمة للقضية الفلسطينية. وفي المقابل لم يحدث اختراق ملموس في ما يتعلق بملف «الحالة بين العراق والكويت»، اذ طرحت القمة حلولاً وسطاً وظهر تباين في المواقف ووجهات النظر.

وبدأت الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة بتلاوة آية من القرآن الكريم تلاها إمام الحضرة الهاشمية احمد هليل ثم تلت ذلك كلمة الرئيس المصري محمد حسني مبارك الذي اعتبر فيها انعقاد قمة عمان علامة بارزة في تاريخ العمل العربي المشترك، الذي شهد بقرارات قمة القاهرة الأخيرة نقلة نوعية.

وسلم مبارك رئاسة المؤتمر التي احتفظ بها منذ عام 1996 الى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حيث القى كلمة خطابية اكد فيها تفعيل مؤسسات العمل العربي المشترك وطلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح شهداء انتفاضة الاقصى.

ثم تلاه في الكلام الأمين العام للجامعة العربية احمد عصمت عبد المجيد الذي استعرض مسيرته كأمين عام للجامعة طوال الفترة الماضية مرحبا بالمرشح الجديد للمنصب وزير الخارجية المصري عمرو موسى.

وتلا عبد المجيد في مخاطبة المؤتمر الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان الذي حاول الحفاظ قدر المستطاع الموازنة في كلمته بين الفلسطينيين وإسرائيل، مشيرا الى مخاوف الإسرائيليين على مصيرهم، رغم وحشيتهم تجاه المدنيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

واختتمت جلسة الافتتاح بكلمة رئيس منظمة الوحدة الافريقية سالم احمد سالم وكلمة رئيس منظمة المؤتمر الاسلامي عبد الواحد بلقزيز ثم تلي النشيد العربي القديم: بلاد العرب اوطاني من الشام لبغداد ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان.وبعد استراحة قصيرة استؤنفت اعمال الجلسة المفتوحة، حيث طلب الملك عبد الله الثاني رئيس المؤتمر من امين عام جامعة الدول العربية تلاوة مشروع جدول الاعمال.وتضمن :

ـ البند الأول اربعة محاور رئيسية هي المحور الاقتصادي والمحور الاجتماعي ومحور العمل العربي المشترك.

ـ البند الثاني يتضمن مشاريع الوزراء.

ـ البند الثالث مشروع البيان الختامي.

ـ البند الاخير مشروع اعلان عمان. وأقرت القمة أمس إعلان عمان بموافقة القادة ورؤساء الوفود عليه. ويتضمن إعلان عمان سبعة بنود هي: احترام حقوق الإنسان، احترام سيادة الدول، تنشيط ما يسمى بالمجتمع المدني والمشاركة الاجتماعية، رفع الحصار عن الشعوب والعمل على عدم وجود ظلم، دعم الانتفاضة الفلسطينية، دعم الحوار بين الثقافات والحضارات، ودعم الثقافة القومية.

واستؤنفت الجلسة الصباحية بكلمة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي قال ان الفلسطينيين يتوقعون الكثير من القمة العربية، خاصة أن إسرائيل تراقب باهتمام شكل الرد العربي على تعطيلها عملية السلام وإجراءاتها الوحشية لقمع الانتفاضة الفلسطينية.

ثم تحدث كل من الرئيس اللبناني اميل لحود الذي قال «ان هذا الواقع يدعونا الى ضرورة توفير الدعم المطلق لمتطلبات المقاومة والصمود للشعب الفلسطيني في الانتفاضة، وللبنان وسورية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ونتائجه».

وقوبلت كلمة الرئيس السوري بشار الاسد باهتمام كبير، خاصة أنه أعلن أمام القمة مخاطبا الفلسطينيين داخل قاعة المؤتمر وخارجها بأن سورية تضع أوراقها في خدمة القضية الفلسطينية، «بالرغم من عدم وجود تنسيق منذ عشر سنوات» بين الطرفين. وقال: نمد يدنا الى الأخوة الفلسطينيين.. و«عفا الله عما مضى».

والتقى الرئيس السوري أمس داخل قاعة المؤتمر بالرئيس الفلسطيني.

واكد وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه ان لقاء الاسد وعرفات تم بينهما قبيل الافتتاح الرسمي للقمة. وعبر وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه عن تقدير القيادة الفلسطينية لما تضمنه خطاب الرئيس السوري في القمة العربية بشأن العلاقات بين سورية والسلطة الوطنية الفلسطينية وفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية ودعم قيام دولة فلسطينية.