رفض كويتي للمصالحة مع العراق ودعوة إلى عدم المجاملة

TT

ورويترز دمشق: كونا فيما تشهد اروقة القمة العربية في عمان حاليا مناقشات حول المصالحة الكويتية العراقية أخذت ردود الفعل الكويتية الشعبية والرسمية تأخذ منحى رافضا لتلك الجهود، حيث رفض رئيس مجلس الأمة الكويتي السابق والعضو الحالي أحمد السعدون بشدة أمس، أي خطوات من جانب بلاده للمصالحة مع العراق.

وقال أحمد السعدون المعارض المخضرم أمام البرلمان في رد غاضب على جهود الوساطة الجارية في القمة العربية المنعقدة حاليا في الاردن إن «هناك حديثاً عن المصالحة مع العراق وهذا الحديث غير مقبول وهو خطير جدا».

وأضاف السعدون أن «الكويت تؤيد تضييق هوة الخلاف بين العرب لكن ليس على حسابها».

وقال السعدون «لقد تحولت العلاقة بيننا وبين العراق الى حالة واليوم هناك حديث عن مصالحة».

واردف قائلا «سمعتم كلام (نائب رئيس الوزراء العراقي) طارق عزيز أمس (أول من أمس) على القناة الفضائية العراقية عن الكويت والسعودية». واضاف: «إذا لم نتصارح في مؤتمر القمة فلا داعي لهذا المؤتمر.. ما لم يكن هناك قرار واضح لن تكون هناك قمة.. إذا لم نقل للمعتدي انت معتد لا فائدة».

وتمنى رئيس مجلس الأمة الكويتي الحالي جاسم الخرافي على القادة العرب المجتمعين حالياً في عمان أن يتمسكوا بالمواقف الواضحة والصريحة، وقال «إذا كان هناك أية مجاملات نرجو ألا تكون على حساب الكويت». وأعرب الخرافي في تصريحه للصحافيين أمس عن أمله في أن تخرج قرارات القادة العرب متماشية مع طموحات الشعوب العربية. وقال «يجب أن نبدأ فعلاً مرحلة جديدة من العمل العربي، ينطلق من إيماننا بتوحيد الكلمة، والصراحة، ومواجهة الحقائق بدلاً من التظاهر بعدم رؤيتها».

وقال السعدون إن «الكويت تؤيد رفع العقوبات عن العراق، لكن بشرط أن ينفذ جميع قرارات مجلس الامن المتعلقة بأزمة الخليج بين عامي 1990 و1991».

ورفض بشدة جهودا تبذل في القمة لربط مسألة الكويتيين المفقودين منذ الازمة وبين ما تقوله بغداد عن فقد بعض مواطنيها كذلك. وحث سعد طامي وهو برلماني كويتي آخر مجلس الامة على إصدار بيان في نهاية جلسة أمس، يرفض فيه أي خطوات تتعلق بالمصالحة مع العراق. وأضاف طامي ان «دولة الكويت يجب أن تتخذ موقفا شجاعا ويجب ألا تدفن رأسها في الرمل».

من جهه أخرى، استبعد الدكتور محمد الرميحي الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت ان تكون هناك «مصالحة مع النظام العراقي الذي غزا الكويت وظل وما زال يرفض الاعتذار عما ارتكبه في حقها من تقتيل وتنكيل واستباحة للدماء».

ونقلت وكالة الانباء الكويتية (كونا) عن الرميحي قوله إن «العراق يعتقد انه سيخترق بحملته المسعورة التي يهدد بها الكويت والسعودية تارة، ويذرف دموع التماسيح على شعبه المقهور والمضطهد بفعل سياساته القمعية، الصف الكويتي وكذلك العربي من خلال توهمه بعقد مصالحة مع الكويت بدافع رفع العقوبات المفروضة عليه من قبل الامم المتحدة لتنفيذه بذلك مآربه الشريرة».

واضاف «لن تكون هناك مصالحة لان الاسباب التي تحول دون هذه المصالحة ما زالت قائمة وهي العلم بنظام لا يؤمن جانبه ولا يمكن الوثوق به، ويرفض الاعتذار عما اقترف من جرائم ضد الانسانية، ويتهرب من تنفيذ كامل القرارات الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها الافراج عن سراح الاسرى الكويتيين».

وأشار الرميحي الى ان «الكويت مع حرية الشعب العراقي وانها لم تكن في وقت من الاوقات ضد رفع المعاناة عنه وقد اثبتت من خلال مساعداتها التي قدمتها وما زالت تقدمها للعراقيين الذين شردهم بطش النظام العراقي انها متضامنة ومتعاطفة مع معاناته»، لكنه قال «ان كان هناك تصويت في القمة لرفع العقوبات فيجب ان يكون على الشعب العراقي لا على النظام وبشرط وجود ضمانات»، الا أنه استدرك قائلا «على اية حال العقوبات فرضت من الامم المتحدة وهي الجهة المخولة الوحيدة لابقائها او تخفيفها او رفعها بالكامل ويتوهم من يتصور ان الكويت لها دخل فيها او التحكم بها».

من جانبه، قال النائب خميس عقاب ان «الغزو بكل جرائمه صار حالة ولم يبق الا التنازل عن كرامة شعبنا»، مشيرا الى أن «الكويت هي المعتدى عليها والمنتهكة حقوقها».

وأضاف ان الشعب الكويتي منزعج مما يحدث في عمان، داعيا مجلس الامة الكويتي الى «اصدار بيان يرفض فيه التنازل عن كرامتنا».