ازدهار مهنة «مخلصي الرهائن» مع ازدياد عمليات اختطاف موظفي الشركات الأميركية في العالم

TT

بورتلاند ـ أ.ب: عندما يتعرض الاميركيون او غيرهم للاختطاف في الخارج ويحتجزون مقابل الحصول على فدية، فهو خبر سيئ للرهائن والشركات التي يعملون بها. الا ان ذلك بالنسبة لمجموعة صغيرة من الخبراء المتخصصين في التعامل مع الخاطفين، يعني المزيد من العمل والاجور العالية.

وقد ادت الزيادة في عمليات الاختطاف في السنة الماضية في المناطق المضطربة مثل الاكوادور وكولومبيا ونيجيريا واليمن والشيشان الى انشغال هؤلاء الخبراء.

ويقول بيتر دوبز من شركة لندن انه «يتم ارسال الخبراء لتبسيط المشكلة». وتعتبر شركة لندن واحدة من اكثر الشركات خبرة في عمليات الاختطاف ودفع الفدية، وتقدم النصح للشركات حول كيفية تجنب عمليات الاختطاف، ومساعدتها في الحصول على تأمينات ضد تلك المخاطرة، والتفاوض حول دفع الفدية عندما يتطلب الامر. وتحث الحكومة الاميركية الشركات الاميركية على عدم دفع الفدية لانها تشجع الارهاب.

ولكن الشركات تشعر عادة بمحدودية فرص الاختيار المطروحة امامها ولا سيما عندما يبدأ الخاطفون في قتل الرهائن، كما حدث في اواخر شهر يناير (كانون الثاني) الماضي مع واحد من 10 عاملين في شركة نفط تم اختطافهم في شهر اكتوبر (تشرين الاول) السابق في الاكوادور. وقد تم الافراج عن باقي الرهائن ـ من بينهم 4 من الاميركيين ـ في اول شهر مارس (آذار) الحالي مقابل 13 مليون دولار اميركي، تردد ان كونسورتيوم من شركات النفط دفعها.

ويؤكد بيتر دوبز ان ما بين 70 الى 80% من عمليات الاختطاف تنتهي بدفع الفدية. ويتفاوض على دفع الفدية خبراء مثل دوبز الذين يصل اجرهم اليومي الى الفي دولار، بالاضافة الى المصاريف مثل استئجار هليكوبتر او نفقات السفر والاقامة.

وتعكس قائمة عملاء دوبز القلق المتزايد الذي تشعر به الشركات الدولية، «لدينا 2500 عميل، واكثر من مليون شخص مؤمن عليهم». وتجدر الاشارة الى ان شركته تعاملت في العام الماضي مع 24 عملية اختطاف و26 عملية في عام 1999 و16 عملية في العام الذي سبقه. وفي العام الحالي توجد امام «مكتب الحوادث» في شركته 6 حالات اختطاف في كولومبيا وثلاث حالات في زيمبابوي والفلبين وحالة في كل من الاكوادور والمكسيك ودولة في جنوب شرق اسيا لم يحددها. واكثر العاملين عرضة لعمليات الاختطاف هم العاملون في شركات النفط والغاز والتعدين الدولية لان شركاتهم يمكن تدفع الفديات المطلوبة.

ويقول اليني ياكوب من مجموعة «كونترول ريسك»: «ان حجم المشكلة تضخم في السنوات العشر الماضية». وتمثل الشركات 91 من بين اكبر 100 شركة اميركية. ومن بين الف عملية اختطاف تعاملت معها الشركة في الربع قرن الماضي، وقعت نصفها في العقد الماضي.

وتكشف سجلات الشركة ان 300 اجنبي اختطفوا في كولومبيا منذ عام 1991، ومائة شخص في الجمهوريات السابقة للاتحاد السوفياتية من بينها شيشنيا، ومائة حالة في الفلبين ونفس العدد في اليمن.

ويقول مجلس الامن الخارجي في وزارة الخارجية الاميركية: «يوجد احتمال اكبر للاختطاف في كولومبيا اكثر من اي مكان اخر في العالم».

وتلجأ الشركات عادة الى خبراء متخصصين، معظمهم لديهم اتصالات مكثفة مع اجهزة الاستخبارات الاميركية وهيئات تطبيق القانون الاجنبية والداخلية.

ويتفاوض الخبراء، عادة مع المختطفين عبر وسطاء من الشرطة او الجيش المحلي. ويختلف حجم الفديات المطلوبة. ويقول دوبز «تلقينا مطالب بفدية تصل الى 100 مليون دولار».

وتدفع الفدية بالدولار الاميركي. ففي عشر سنوات، ساهمت شركته في ترتيب ثلاث فديات تزيد قيمة كل منها على مليون دولار وعشر فديات تزيد قيمة كل منها على نصف مليون دولار. وذكر مايك اكرمان من «مؤسسة اكرمان»، ان عمليات الاختطاف في العالم الثالث اسهل بسبب عدم الكفاءة او الفساد بين المسؤولين الحكوميين والشرطة.

وكان اكرمان قد تفاوض على الافراج عن 7 كنديين واميركي في الاكوادور في عام 1999. وقد طلب الخاطفون 15 مليون دولار فدية في البداية الا ان ما تم دفعه 3.5 مليون دولار. وتم الافراج عن الرهائن بعد مائة يوم في منطقة غابات نائية.