روسيا: ترحيب واشنطن بأحمدوف «غير أخلاقي»

TT

موسكو ـ واشنطن ـ وكالات الانباء: هاجمت روسيا الإدارة الاميركية امس بعد اجتماع مسؤول اميركي كبير بمبعوث لحكومة الشيشان ووصفت الامر بانه: «غير اخلاقي». وكان الياس احمدوف وزير خارجية حكومة الشيشان الانفصالية قد اعلن مساء الاثنين الماضي انه اجتمع مع جون بيرلي القائم بأعمال المستشار الاميركي الخاص للدول المستقلة حديثا.

لكن وزارة الخارجية الروسية قالت في بيان رسمي: «ان الترحيب بمبعوث المقاتلين الشيشان يوضح الى اي جانب من جوانب الصراع الدولي ضد الارهاب تقف الادارة الاميركة الجديدة». واوضحت ان: «مثل هذه الخطوة من قوى عظمى متحضرة كانت ستبدو غير طبيعية في الماضي.. فالجرائم الدموية الاخيرة التي ارتكبها ارهابيون شيشان في منطقة ستافروبول تدفعنا الى وصف تصرف واشنطن بانه ببساطة غير اخلاقي».

من ناحية اخرى اوضح احمدوف، في اليوم الذي ادانت فيه الولايات المتحدة التفجيرات في روسيا، انه وبيرلي ناقشا حقوق الانسان في الشيشان والتكهنات الخاصة باجراء محادثات مع موسكو. وابدى احمدوف تشاؤما بخصوص المحادثات مضيفا: «ليست هناك اشارة على ان الروس مستعدون لوقف الحرب، اذ يموت مئات المدنيين ومئات الجنود الروس كل يوم في الشيشان».

وادان احمدوف العنف ضد المدنيين ونفى ان تكون لحكومته اي صلة بالتفجيرات. ورفض ايضا توضيح اين عقد الاجتماع مع بيرلي في واشنطن، واشار الى ان حكومته تعارض العنف ضد المدنيين، وتساءل كيف يلقى باللوم على الشيشان في التفجيرات بهذه السرعة. وعقد الاجتماع وسط اسوأ خلاف حول الجواسيس بين واشنطن وموسكو منذ الحرب الباردة اذ تبادل البلدان طرد 50 دبلوماسيا، وبعد ايام من انفجارات في جنوب روسيا تلقي موسكو باللوم فيها على المقاتلين الشيشان.

وقتل اكثر من 20 في انفجار 3 سيارات في منطقة ستافروبول. وقال محققون روس ان لديهم ادلة على ان قائدا للشيشان خطط للتفجيرات الا ان الحكومة الانفصالية تنفي صلتها بالانفجارات.

وكان سيرجي باسترجيمبسكي مساعد الرئيس فلاديمير بوتين قد قال: «ان استقبال أحمدوف، وما صدر عن واشنطن من إدانة لأعمال الإرهاب التي تمثلت في الانفجارات التي شهدتها منطقة شمال القوقاز، ليس سوى تعبير عن سياسات المعايير المزدوجة التي تنتهجها واشنطن».

وتساءلت الخارجية الروسية عن السبب الذي دعا واشنطن إلى استقبال أحمدوف الذي غادر الشيشان منذ أكتوبر 1999، في الوقت الذي لم تكلف فيه نفسها عناء سؤال المفتي أحمد قادروف رئيس الإدارة المؤقتة للشيشان عن أحوال وطنه خلال زيارته الأخيرة لنيويورك في سبتمبر (أيلول) الماضي.