عمان يوم القمة.. هدوء وإغلاق منطقة اجتماعات القادة

TT

افتتح العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني امس القمة العربية في قاعة فندق ميريديان التي اعدت خصيصا لهذه المناسبة، وسط اجراءات امنية فوق العادة في الاحياء المحيطة بالمنطقة والطرق المؤدية اليها، لم تشهدها عمان منذ مراسم تشييع العاهل الاردني الراحل الملك حسين التي حضرها العشرات من زعماء العالم.

واستقبلت عمان القادة العرب مرتدية احلى زينتها، ورفرفت اعلام الدول العربية في الشوارع الرئيسية التي ازدادت نظافة، كذلك اللافتات التي ترحب بالقادة العرب في بلدهم الثاني، الاردن.

ورغم الاجراءات المشددة بدت عمان هادئة عشية نهار هذه القمة، اذ لم يقع ما من شأنه ان يعكر صفو التحضيرات الضخمة. فسارت الامور بشكلها الطبيعي في جميع احياء العاصمة باستثناء الحياة في منطقة الفنادق التي تقع بين دوار الداخلية والمدينة الرياضية، التي خصصت لاستضافة الملوك والرؤساء او من ينوب عنهم والوفود الرسمية المرافقة لهم. فقد اغلقت هذه المنطقة تماما امام جميع المواطنين باستثناء حملة البطاقات الخاصة التي وزعت على اعضاء الوفود الرسمية ومندوبي وسائل الاعلام والصحافة العربية والعالمية وكذلك قاطنيها. ويمتد الاغلاق على مدى اربعة ايام بدأت قبل افتتاح المؤتمر بيومين تقريبا وتنتهي بعد اختتامه بيوم واحد، والواضح انها لا تريد ان تترك اي مجال للخطأ مهما صغر حجمه.

وتضم هذه المنطقة فندق مريديان الذي جهز تجهيزا خاصا لاستضافة جلسات القمة واجنحة خاصة لاستقبال رؤساء الوفود، وفندق ماريوت الذي خصص لوزراء الخارجية واعضاء الوفود الآخرين. ووضعت هذه المنطقة تحت اجراءات امنية لم تشهدها العاصمة الاردنية منذ الترتيبات الامنية التي شهدتها خلال تشييع جثمان الملك الراحل الحسين بن طلال قبل عامين.

ولا تدخل هذه المنطقة سوى السيارات التي تحمل تصاريح امنية خاصة وسيارات رسمية. وزيادة في الحرص والحيطة والحذر فان السيارات التي تدخل هذه المنطقة، تخضع للتدقيق والتفتيش عند اربعة حواجز (عشية القمة) وزاد عددها الى اكثر من عشرة في يوم الافتتاح، تحرسها القوات الخاصة والحرس الملكي. وينتشر مئات الجنود بسياراتهم المصفحة واحيانا الدبابات على جنبات الطرق، بينما ينتشر مئات من رجال الامن المسلحين على اسطح المنازل المحيطة بهذه الفنادق.

اما مندوبو وسائل الاعلام والصحافة فقد انزلوا في فنادق خارج المنطقة المغلقة كانتركونتيننتال ورادسون ساس وغيرهما، وتخضع الفنادق نفسها وليس الشوارع المحيطة بها فقط لاجراءات امنية من تفتيش عبر بوابات الكترونية عند دخول بهو الفندق، ووجود مكثف لرجال الجيش والشرطة.

لكن رغم هذا الانتشار المكثف لقوى الامن، الا ان الامور تسير بسلاسة ودون تعقيدات او تأخير او مضايقات، ويعامل الصحافيون في غاية الادب واللطف. ويتحسس الزائر العزم والاصرار الشديدين لدى المسؤولين عن تنظيم المؤتمر، لانجاح هذه القمة وهي القمة العربية الدورية الاولى التي اقرتها القمة الطارئة في القاهرة في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي التي عقدت لبحث سبل الانتفاضة. وهي ايضا القمة العربية الاولى التي تعقد في ظل عهد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني. وعقدت آخر قمة عربية في عمان عام 1987 في ظل العاهل الاردني السابق الملك حسين.

وزيادة في الحرص وكما هو معروف رفضت السلطات الأردنية منح اي بطاقات صحافية لاي من المراسلين والصحافيين الاسرائيليين الذين حاولوا جاهدين نقل وقائع القمة. وخصص فريق كبير من العاملين والموظفين لتقديم الخدمات للصحافيين والرد على استفساراتهم وترتيب تنقلاتهم بين مقار اقامتهم وبين قاعات جلسات المؤتمر والمركز الاعلامي الذي جهز باحدث الاجهزة للبث الاذاعي والتلفزيوني واجهزة الكومبيوتر للارسال عبر الانترنت واجهزة الفاكس. وجهز المركز بعيادة صحية للعناية باي حالات طارئة.

ولضمان سير الامور سيرا حسنا، وتجنبا لاي مشاكل، وزعت امانة عمان الكبرى خريطة تبين فيها المنطقة المغلقة امام المواطنين والطرق البديلة لتجنب اختناقات السير التي كانت تبدو بين الحين والآخر.

وتبدأ الاجراءات الامنية منذ اللحظة الاولى التي يخرج فيها الزائر من مطار عمان، فعلى امتداد الطريق التي يقطعها الزعماء من المطار وهو مطار الملكة علياء الدولي واحيانا مطار ماركا، الى مقار اقامتهم في عمان الغربية حوالي (30 كيلومترا) يصطف الجنود المسلحون على بعد عشرات الامتار عن بعضهم البعض.

ونحن في سياق الحديث عن المطار فانه لا بد من الاشارة الى ان اجراءات اصدار تأشيرات الدخول سارت بسرعة فائقة خاصة في مثل هذه الظروف الامنية، كذلك الامر بالنسبة لتخليص الامتعة. ولم تستغرق هذه المعاملات اكثر من 20 دقيقة.

وفي اطار الحديث عن الترتيبات الامنية ايضا فان الاجراءات الامنية كانت عادية حول السفارة الاميركية وكذلك السفارة البريطانية، وينطبق الوضع نفسه حول السفارة العراقية. لكن يقال ان السفارة الاميركية خضعت لتعزيزات امنية اضافية وذلك باضافة مكعبات اسمنتية حول السور الخارجي للسفارة. غير انه لا علاقة بذلك بالاجراءات الامنية المتعلقة بالقمة العربية، بل بالقصف الاميركي ـ البريطاني للعراق في فبراير (شباط) الماضي.