مصر: جدل حول نجاح أو فشل القمة العربية في عمان

TT

فيما تلح الدوائر ووسائل الاعلام المصرية الرسمية على فكرة نجاح القمة العربية التي اختتمت أعمالها أمس الأول في العاصمة الأردنية عمان في الخروج بمقررات تمثل الحد الأدنى من المواقف العربية، فإن ثمة تفاوتا ملحوظا وتباينا في حالة الاحباط التي سادت الشارع المصري الذي تابع وعن كثب اجتماعات هذه القمة، فيما ظهرت انتقادات في الصحف المصرية للموقف العراقي مع اشارة الى مرونة في موقفي السعودية والكويت. وبينما تقول الصحف المصرية شبه الرسمية ان هذه القمة تمثل مرحلة استعادة الثقة في مؤسسة القمة العربية فإن معظم الصحف الحزبية أو البعيدة عن قبضة السلطة قد شنت هجوما حادا ضد هذه القمة ووصفتها بالفشل الذريع.

ومن الواضح ان درجة اقتراب أي من الطرفين من العراق هي التي تحكم الطريقة التي تعاطيا بها مع اجتماعات وقرارات القمة العربية، ويقول رئيس حزب مصري معارض لـ«الشرق الأوسط» ان النتائج التي تمخضت عنها القمة العربية في عمان لم تكن على مستوى التوقعات الشعبية بشأنها.

الخبير الاستراتيجي طلعت مسلم قال لـ«الشرق الأوسط» ان القمة لم تكن مؤهلة للقيام بمعجزات، موضحا أن اجتماع القادة والرؤساء العرب في حد ذاته هو أمر ايجابي لأنه ينقل فكرة القمة من الانعقاد الطارئ الى الدوري لصالح مناقشة القضايا العربية.

وقال ان القمة فشلت في تخطي عقبة الأزمة العراقية بالنظر الى أن العراق لم يكن ليسمح لأحد بأن يحمله على الاعتراف بوقوع خطأ عام 1990 لأن ذلك ستترتب عليه أمور كثيرة ليست في صالح العراق. ويعتقد الدكتور صابر عبد الحليم استاذ العلوم السياسية بالقاهرة ان الانجاز الحقيقي لقمة عمان هو نجاحها في تثبيت حجم الخلافات العربية وتحجيمها على نحو قد يمهد لنجاح أي قمة مقبلة في حل هذه الخلافات في مرحلة لاحقة.