مبارك يتباحث مع شيراك اليوم قبل لقاء بوش الاثنين وموسى يطالب بعدم ربط العلاقات المصرية ـ الأميركية بالسلام

TT

باريس: ميشيل أبو نجم تشهد الولايات المتحدة الاميركية بداية من الاسبوع المقبل نشاطا دبلوماسيا مصريا مكثفا خلال زيارة الرئيس المصري حسني مبارك الى واشنطن والتي تستمر لمدة أسبوع، ويلتقي وزير الخارجية المصري عمرو موسى في هذا الاطار مع مستشارة الرئيس الاميركي للأمن القومي كوندوليزا ريس في أول لقاء بينهما منذ وصول ادارة الرئيس جورج بوش الى البيت الأبيض كما يجري مباحثات مع نظيره كولن باول اليوم تتركز على الوضع المتدهور في الأراضي الفلسطينية ونتائج القمة العربية التي اختتمت أعمالها في عمان أمس الأول.

ويلتقي موسى الذي وصل الى العاصمة الاميركية مساء أمس ممثلي كبرى المنظمات العربية والاسلامية بالولايات المتحدة على حفل عشاء عمل يستهدف استعراض القضايا العربية والاسلامية وموقف مصر منها والاستماع الى رؤية المنظمات الفاعلة في المجتمع وتبادل وجهات النظر.

وقبل مغادرته في وقت متأخر من ليل اول من امس الى واشنطن قال عمرو موسى ان مصر تأمل في الا تكون علاقاتها مع واشنطن مرتبطة بملف عملية السلام في الشرق الاوسط.

وطالب موسى، قبيل مغادرته متوجها الى واشنطن للاعداد لأول لقاء بين الرئيس حسني مبارك ونظيره الاميركي جورج بوش، بأن «تكون العلاقة المصرية ـ الاميركية ذات ملف في حد ذاتها بحيث لا ترتبط صعودا وهبوطا بالصعود والهبوط في ميزان عملية السلام».

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عنه قوله «انه لا يمكن في الوقت ذاته ان ننكر وجود تأثير اسرائيلي سلبي على هذه العلاقة احيانا وعادي احيانا اخرى».

وقال موسى «تأتي الزيارة في توقيت مهم وفي ظل ظروف جديدة وادارة اميركية جديدة لم تحسم امرها بعد بخطط سياسية واضحة بالنسبة لعدد من القضايا التي تهم مصر والمنطقة».

وشدد على ان «العلاقة بين مصر والولايات المتحدة لها الملف الاستراتيجي الخاص بها وملفها الثنائي»، موضحا ان «القمة المصرية ـ الاميركية تأتي على المستوى الثنائي فى ظل سياسة اصلاح اقتصادي مصري ووجود صعوبات اقتصادية».

ويتضمن جدول اعمال وزير الخارجية عمرو موسى خلال زيارته لواشنطن لقاءات مع القيادات الديمقراطية والجمهورية في مجلس الشيوخ والنواب لعرض وجهة نظر مصر بوضوح ازاء القضايا الدولية والاقليمية والثنائية والاستماع الى تصورات وآراء الجانب الاميركي وفي مقدمتها السلام في الشرق الأوسط خاصة على المسار الفلسطيني والرؤية المصرية لوقف تدهور الوضع في الأراضي الفلسطينية والسبل الكافية باعادة الفلسطينيين والاسرائيليين الى مائدة التفاوض.وتأتي لقاءات موسى في واشنطن للاعداد للزيارة التي يقوم بها الرئيس المصري حسني مبارك الى واشنطن حيث من المقرر ان يبدأ زيارته اليوم بالتوقف في العاصمة الفرنسية باريس ليلتقي الرئيس الفرنسي جاك شيراك لاجراء مباحثات عن الموقف الأوروبي في عملية السلام في الشرق الأوسط في ضوء القمة الأوروبية التي عقدت بالعاصمة السويدية استكهولم والقمة التي عقدت في عمان.

وتنتظر باريس من الرئيس مبارك ان يطلعها على قراءته للوضع في الشرق الاوسط، سواء في ما يخص تدهور الوضع الميداني في الاراضي المحتلة او في ما يتناول العراق، وذلك على ضوء ما اسفرت عنه القمة العربية في عمان.

وامس شددت المصادر الرئاسية الفرنسية على ان باريس «تريد استمرار الجهود لمواصلة الحوار بين الفلسطينيين والاسرائيليين، والبناء على ما تحقق من تقدم في المفاوضات بين الطرفين العام الماضي». وترى باريس، وفق هذه المصادر، ان «السلام هو الذي يضمن الامن وليس العكس» في انتقاد غير مباشر لمقولة رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون الذي يشدد على الامن كشرط للتفاوض.

وفي ما يخص القمة العربية، قالت هذه المصادر انها «لم تسفر عما هو غير منتظر».

وامس اكدت الخارجية الفرنسية ان «عودة عمليات القصف ضد المدن والقرى الفلسطينية لا يسهم في تهدئة التوتر والبحث الضروري عن حل سياسي». واضافت الخارجية ان الامر الملح هو «تراجع العنف والعودة الى الحوار من اجل وضع حد لمعاناة شعوب المنطقة».

ويتوجه الرئيس مبارك صباح السبت الى الولايات المتحدة في زيارة تستمر ستة أيام أشار اليها الرئيس المصري بأنها تختلف عن الزيارات السابقة حيث سيشرح للادارة الجديدة الموقف في المنطقة بكل أمانة وصراحة خلال لقاءاته المتعددة مع القيادات الاميركية الجديدة وعدد من أعضاء الكونجرس وأجهزة الاعلام.

ويبحث مبارك خلال زيارته لواشنطن العديد من القضايا على رأسها قضية السلام في الشرق الاوسط وموقف واشنطن المستقبلي بالنسبة لكل من السودان وليبيا والعراق ووجهة نظر مصر في حل وتهدئة التوتر الموجود في المنطقة العربية والشرق أوسطية.

ويبدأ الرئيس مبارك نشاطه يوم الاثنين القادم بلقاء مع شبكة «بي. بي. اس» التلفزيونية الاميركية كما يستقبل كلا من الممثل التجاري الاميركي وكولن باول وزير الخارجية قبل ان يتوجه الى البيت الابيض للقاء الرئيس بوش في أول لقاء رسمي بين الرئيسين المصري والاميركي وهو أول لقاء للرئيس بوش مع رئيس دولة عربية.

ويلتقي الرئيس مبارك بعد ظهر الاثنين نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني في جلسة محادثات مطولة يصفها الجانبان بأنها ستكون هامة للغاية.

ويلتقي مبارك يوم الثلاثاء المقبل مع ثلاثة من أعضاء مجلس النواب الاميركي هم شان هيجل ورجلبو ليبريان الذي تعددت لقاءاته مع الرئيس المصري سواء في واشنطن أو القاهرة وباور بزيتنج والثلاثة أكدوا الدعوة داخل الكونجرس الاميركي من أجل اقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والولايات المتحدة.

وعقب لقاء اعضاء الكونجرس يجري الرئيس مبارك محادثات مع وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ثم يلتقي زعيمة الاقليمية الديمقراطية بمجلس النواب السيدة سيتالوني التي تشغل منصب رئيس لجنة الاعتمادات بالمجلس، يعقبه اجتماع مع اعضاء مجلس ادارة العلاقات الخارجية.

ويتوجه الرئيس مبارك في نفس اليوم الى مقر غرفة التجارة الاميركية حيث يلقي كلمة أمام رجال الأعمال كما يجيب عن أسئلتهم حول الاستثمار في مصر.

كما يشهد يوم الثلاثاء لقاء بين الرئيس مبارك ومستشارة الامن القومي الاميركي السيدة كوندوليزارايس.

ويجتمع الرئيس المصري يوم الاربعاء مع رئيس البنك الدولي حيث سيطلب منه تمويل عدد من الانشطة لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني بالاضافة الى بحث مشروعات البنك في مصر.

ويتوجه الرئيس مبارك في نفس اليوم الى الكونجرس الاميركي حيث يعقد جلسة عمل مع اعضاء لجنة العلاقات الدولية بمجلس النواب يعقبه لقاء مع قيادات الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب وفي مساء اليوم نفسه يعقد الرئيس المصري اجتماعين مع كل من قيادات المنظمات العربية واليهودية للولايات المتحدة الاميركية.

وقالت مصادر رئاسية فرنسية امس لـ«الشرق الأوسط» ان هذا اللقاء يندرج في اطار اللقاءات السياسية المنتظمة بين الرئيسين، الامر الذي يظهر الاهمية التي توليها فرنسا لدور مصر في الشرق الاوسط والسلام في المنطقة وحرص الرئيس شيراك على الاطلاع على وجهات نظر الرئيس مبارك.

ووصفت المصادر الرئاسية التطورات الميدانية التي حصلت في الايام الاخيرة في الاراضي المحتلة بأنها «خطيرة للغاية»، مشيرة بذلك الى اعمال القصف الجوي والتهديدات المتبادلة. وقالت المصادر الرئاسية الفرنسية ان زيارة مبارك «ضرورية» وتوفر الفرصة الاولى للحوار بين الجانبين بعد التغير السياسي في اسرائيل ووصول ادارة جديدة الى واشنطن وفشل الجهود التي بذلت حتى الآن، مما اجل وقف التدهور ودورة العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين.