من يخلف عمرو موسى في الخارجية المصرية؟

بورصة الشائعات تنحصر في خمسة أسماء

TT

وسط حمى من التوقعات والتكهنات التي اجتاحت بورصة الشائعات المصرية حول اسماء المرشحين لخلافة عمرو موسى في وزارة الخارجية المصرية، كانت الأسهم مرتفعة في هذا الصدد لمجموعة فرسان المقدمة، وهو تعبير يقصد به الاشارة الى سفراء مصر العاملين في أهم المدن العالمية خاصة واشنطن أو نيويورك أو باريس وموسكو، لكن المفاجآت في هذه التوقعات ان اسم اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية بات مطروحاً ضمن الاسماء المرشحة لنفس المنصب.

وفي انتظار اعلان رسمي عن تغيير وزاري يسمح لموسى بترك منصبه، تمهيداً لتوليه منصب الأمين العام للجامعة العربية منتصف شهر مايو (أيار) المقبل، فان قائمة المرشحين لخلافته تضم علي ماهر السفير المصري في باريس والدكتور رضا شحاتة سفير مصر في موسكو، بالاضافة الى السفير احمد ابو الغيط مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة ونبيل فهمي السفير المصري في واشنطن.

ولكل واحد من المرشحين الاربعة مناصروه ومؤيدوه، فيما لا يزال القرار الذي من المتوقع ان يتخذه الرئيس المصري حسني مبارك في هذا الصدد مجهولا.

ويعد منصب وزير الخارجية أحد أكثر المناصب الوزارية مدعاة لاهتمام الرأي العام المصري الذي ارتفعت وتيرة اهتماماته التقليدية لعملية السلام ومتابعة المفاوضات العربية ـ الاسرائيلية خلال السنوات العشر الماضية التي أمضاها موسى في منصبه الحالي.

ونجح موسى خلال هذه الفترة في وضع الشارع المصري في صورة التطورات الراهنة من حوله وفي كل الاتجاهات.

بيد ان المسألة لن تكون سهلة على الاطلاق أو ممهدة لدى المرشحين لخلافته حيث ان معظمهم ما زال بحاجة الى تحقيق معاهدة صلح وثيقة مع الشارع المصري لاثبات جدارته في شغل المساحة التي سيخلفها موسى برحيله الدراماتيكي عن الخارجية المصرية.

ومع ان وسائل الاعلام الرسمية تعطي قدراً متساوياً في معظم الأحيان لتناول نشاطات فرسان مجموعة المقدمة إلا ان هذه التغطية الاعلامية لم تسمح الى حد كبير بتقديم أوراق اعتماد هؤلاء الى رجل الشارع المصري، وربما لهذا السبب يقول المراقبون ان حظوظ الفرسان المرشحين متساوية في هذا الصدد.

لكن الدكتور رضا شحاتة سفير مصر الحالي لدى موسكو يحظى بميزة اضافية كونه عمل سكرتيراً سابقاً للمعلومات للرئيس مبارك لفترة ثلاث سنوات وضعته الى حد ما تحت مجهر الاعلام والرأي العام المصري.

ويملك شحاتة سجلا حافلا من العمل الدبلوماسي علي مدى السنوات الخمس والثلاثين الماضية، علماً أنه لعب دوراً هاماً في متابعة مؤتمر مدريد للسلام عام .1995 وساهم ظهوره المتكرر في أروقة مبنى الخارجية المصرية على مدى الأسابيع القليلة الماضية في اضفاء نوع من الغموض حول ما اذا كان مرشحاً بقوة لخلافة موسى أم لا.

وعلى النقيض من ذلك، فإن علي ماهر سفير مصر لدى فرنسا يتمتع بعلاقات مباشرة مع مؤسسة الرئاسة المصرية، الامر الذي مكنه من لعب دور مهم في تعزيز العلاقات المصرية ـ الأوروبية بشكل عام والمصرية ـ الفرنسية بشكل خاص.

وينظر البعض الى منصب مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة باهتمام كبير حيث جرت العادة على اختيار من يشغله (وهو حالياً السفير احمد ابو الغيط) في منصب وزير الخارجية بطريقة آلية، الأمر الذي جرى تكريسه في اسناده لكل من الدكتور عصمت عبد المجيد وموسى على التوالي في السابق.