صفير يطلع من بطرس على نتائج لقائه والأسد وزواره يتحدثون عن «صفحة جديدة» في لبنان

TT

يلتقي البطريرك الماروني نصر الله صفير اليوم وزير الخارجية الاسبق فؤاد بطرس الذي سيطلعه على نتائج لقائه الاخير والرئيس السوري بشار الاسد في اطار التحرك الذي قام به بطرس على خط البطريركية المارونية ـ دمشق عقب الانتقادات التي وجهها مجلس المطارنة الموارنة للوجود السوري في لبنان.

وكان البطريرك صفير قد تابع امس استقبال المهنئين بعودته من جولته الراعوية في الولايات المتحدة وكندا التي استمرت 43 يوماً. وقد التقى وزير الصناعة جورج افرام الذي اعتبر ان «المظاهرة الشعبية العفوية حول بكركي ومواقف غبطته اكدت ان هذه المواقف تحظى باجماع لبناني وان مطلب السيادة والاستقلال والقرار الحر هو مطلب جميع اللبنانيين في العلن وضمناً». وقال: «ان الوديعة التي وضعها الشعب من خلال التعبير عن دعمه لمواقف البطريرك تؤسس لمحطة مهمة في المسار الميثاقي الوطني الذي سيفتح صفحة جديدة من اجل الحوار الحقيقي وطي صفحة الحرب، خصوصاً ان الثقة بقيادته الحكيمة وموازنته للامور وحضه على الاعتدال والتوافق والوفاق من شأنها ان تمكن الدولة من القيام بدورها الذي ينتظره الشعب، لأن الشعب يبقى مصدر جميع السلطات».

ورداً على سؤال اذا كان سيطرح موضوع العلاقات اللبنانية ـ السورية في ضوء ما طرحه البطريرك صفير، قال افرام: «نحن نعتبر ان ما ينادي به البطريرك هو توجه وطني، ونحن في مجلس الوزراء سنحمل هذا التوجه».

واستقبل البطريرك صفير وفداً من الرابطة المارونية برئاسة حارس شهاب الذي ايد مواقف بكركي. واعتبر ان «هناك صفحة جديدة في تاريخ لبنان بعد عودة البطريرك». ورد البطريرك بكلمة اعتبر فيها ان الجمعيات غير الحكومية لها ايضاً موقعها ولها شأنها وخدماتها في المجتمع، وقال: «اذا كانت الرابطة المارونية من هذا الموقع، فاننا نأمل ان تقوم بعمل لافت. وهو ان تساعد على رص الصفوف وتوحيد الموقف وقد اسفنا جداً لأن نرى عدداً من الشباب لا يستهان به غادر لبنان الى الولايات المتحدة او كندا حيث كنا. وقد قال الكثيرون من بينهم لنا انهم يرغبون في العودة لكن شرط ان تتوافر لهم الظروف المؤاتية. ونأمل في ان يبقى الشباب في لبنان والا يغادروه وان يعود من في استطاعته العودة».

ثم التقى البطريرك صفير الناطق باسم «القوات اللبنانية» المحظورة توفيق الهندي الذي اعتبر ان «اهم شيء في التجمع الذي حصل في بكركي (خلال استقبال البطريرك الثلاثاء الماضي) هو الوحدة بين كل الاطراف السياسية والشعب وراء قيادة بكركي والخط الاستقلالي الذي ينتهجه غبطته». وقال: «ان هذا الخط ليس موجهاً ضد احد وليس هنالك اي توجه مسيحي، انما توجه لبناني جامع».

واشاد مكتب التنسيق الوطني المؤيد للعماد ميشال عون بـ«اعتدال البطريرك صفير وارتقائه الى مستوى التحسس الحقيقي بمعاناة اللبنانيين وخاصة الذين طال انتظارهم في حالة الشكوى من التهميش والتجاوز والتطاول والقمع والاضطهاد، بدون الاستماع الى ابسط مطالبهم المحقة والعادلة والطبيعية التي تشدد على التوازن والمشاركة الفعلية في السلطات كافة وفي الوظائف الرئيسية وتطالب برفع الفيتو عنهم ووقف التشدد ازاءهم بسبب مطالبتهم بالسيادة والاستقلال والقرار الحر، وهذا حق طبيعي لهم». وشدد المكتب في بيان اصدره امس على ضرورة «استقالة الحكومة الحالية للمجيء بحكومة وفاق وطني حقيقي في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد والمنطقة بأسرها على ان تشمل الاستقلاليين ولا تستبعد التيارات والاحزاب من لون واحد».

من جهة اخرى، استغربت الاحزاب والقوى اللبنانية في طرابلس والشمال الدعوات المحمومة التي رافقت التحضير لاستقبال البطريرك الماروني التي تستثير «الهواجس والنزعات الانعزالية وتعيد اجواء الانقسام الداخلي الى البلاد». واعتبرت، في بيان اصدرته عقب اجتماعها امس، ان «هذه الدعوات تهدد مسيرة السلم الاهلي والوفاق الوطني».