محامي الجماعات الإسلامية المصرية لـ«الشرق الأوسط»: أفكر في الاستراحة وليس اعتزال العمل السياسي وذهبت إلى قطر لدراسة واقع الحياة هناك

TT

اعترف محامي الجماعة الاسلامية بمصر منتصر الزيات بأن زيارته الأخيرة إلى قطر التي عاد منها مساء أمس الأول كانت لدراسة واقع الحياة داخل المجتمع القطري تحسباً لاتخاذه قرار اعتزال مرحلي للعمل السياسي في أي وقت بعدما قضى ما يقرب من 15 عاماً من العمل في ملف الحركات الاسلامية الراديكالية الأكثر سخونة والحافل بأمور شائكة.

وقال الزيات في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يلتق الشيخ يوسف القرضاوي هناك لسفره خارج قطر فترة وجوده، لكنه التقى علماء قطريين بينهم طايس الجميلي وعلي قرة داغي، مشيراً إلى أن رحلته التي زار فيها سورية ولبنان ضمن وفد اتحاد المحامين العرب حفلت بالكثير من الأحداث.

وأضاف أنه التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور خالد مشعل ورفاقه ابراهيم غوش وعزت الرشيق وتبادل معهم الرأي حول هموم الحركة الاسلامية وسمع منهم الكثير عن أوضاع الانتفاضة عن قرب ورغبتهم في استمرار دعم الشعوب العربية لها وأملهم في دعم الشعب المصري وجميع مؤسسات المجتمع والنقابات، مشيراً إلى أنهم ينظرون إلى مبادرة وقف العنف من جانب الجماعات المسلحة في مصر بتقدير وتأييد لها.

وأكد الزيات أنه لم يفكر في اعتزال العمل السياسي لأنه ضعيف أمام مصالح أبناء الحركة الاسلامية ولكنه يدرس امكانية الحصول على راحة لمدة عام أو أكثر من عناء العمل الشاق في أحد الملفات الشائكة، نافياً أن تكون وراء ذلك احباطات بسبب خلافات داخل فصائل الحركة الاسلامية حول مبادرة وقف العنف التي كان صاحب فكرة اطلاقها في عام 97 وفشله في عدم حيازة أحد مقاعد مجلس نقابة المحامين خلال الانتخابات الأخيرة بسبب خلاف مع جماعة الاخوان المسلمين.

وأعلن الزيات أن رحلته إلى سورية ولبنان كانت سبباً رئيسياً في تصفية خلافاته مع جماعة الاخوان المسلمين خاصة مع محامي الجماعة ضمن الوفد المشارك في اجتماعات اتحاد المحامين العرب الأخير، وقال الزيات «الرحلة أذابت الجليد مع الاخوان وعدم فوزي في الانتخابات لم يصيبني بالاحباط لأن المعركة كانت جيدة وأن الفائز كان ينتمي لأحد فصائل التيار الاسلامي من جماعة الاخوان وهم جزء عزيز من فصائل الحركة الاسلامية».

ولفت إلى أنه حدث عتاب مع الاخوان حول رغبتهم في أنه كان من الممكن أن يدعمه الاخوان كما يدعمون مرشحهم، غير أنهم برروا ذلك بارتباط سابق مع منافسه وكذلك وجود تخوفات من أن دعم المرشحين قد يكون سبباً في فشل الاثنين معاً ليخسر التيار الاسلامي مقعداً كان محسوماً لصالحهم.

وعن الانقسام الذي تعيشه رابطة المحامين الاسلاميين حيث كان الزيات أحد مؤسسيها في عام 86 لدعم المحاميين الأصوليين، قال إن الخلاف لا يفسد للود قضية وإن الرابطة أصبحت واقعا ملموسا وتشكل جماعة ضغط رغم ما يحدث من بعض الأمور.

وعن الجدل والخلافات التي تظهر بين الحين والآخر حول مبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة الاسلامية في عام 97 وهي الأمور التي كانت سبباً في اعلانه اعتزال العمل السياسي مرتين قال الزيات «أعتقد أن المبادرة حققت الحدود الدنيا لأغراضها وأصبحت حقيقة واقعة بل مستقرة، ولأول مرة أصبح من حقنا أن نتحدث ويسمعنا أحد في وقت كان يغطي فيه الرصاص ودوي المدافع على أية أصوات عالية».

وأضاف أن المبادرة حقنت الدماء على الجانبين بين أبناء الحركة الاسلامية ورجال الشرطة كما كانت سبباً في حدوث انفراجة في التعامل مع أبناء الحركة وبدأت هناك حالات للافراج عن المعتقلين رغم قلتها ولكنها أيضاً أوقفت التوسع في الاعتقال العشوائي، مشيراً إلى أن المبادرة تحتاج إلى مزيد من الوقت وايجابية أكثر في التعامل حتى تحقق أهدافها، لافتاً إلى أنه منذ المبادرة لم يقع سوى حادثين الأول مذبحة الأقصر في عام 97 التي برأت الجماعة نفسها منها رغم قيام بعض المنسوبين لها بها، والثانية حادث المراغة الذي لم تثبت التحقيقات تورط الجماعة فيه حتى الآن.

وأكد الزيات أن المبادرة تخطت حاجزاً كبيراً وتحولت الأمور إلى وضعية العمل السلمي الذي أصبح منهجاً استراتيجياً لأبناء الحركة الاسلامية لا يمكنهم التخلي عنه رغم حدوث بعض الأمور المفاجئة.