زوبعة منتظرة في فرنسا:ميتران كان معاديا للسامية

يتسبب فيها كتاب لصحافي يهودي يصدر الأسبوع المقبل

TT

ينتظر ان يحدث كتاب جديد عن الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران، سينزل الى الأسواق الاسبوع المقبل، زوبعة سياسية قوية في فرنسا، خصوصاً انه يتهم ميتران بمعاداة السامية وكره الزعماء اليهود الفرنسيين و«اللوبي اليهودي» في فرنسا.

وصاحب الكتاب هو الصحافي اليهودي جان ـ مارك بينمو الذي كان مقرباً جداً من ميتران، اواخر ايامه. وقد ألّف كتابه على مجموعة من الحوارات والأحاديث مع ميتران الذي توفي عام 1996. وكانت الاعوام الأخيرة من حياة الرئيس السابق مضنية بالنسبة اليه، خصوصاً بعد ان تبين تأييده لنظام المارشال بيتان الذي عقد الهدنة مع ألمانيا النازية وأقر قوانين بملاحقة اليهود، وكان صديقاً لبعض اعمدة نظام فيشي المتعاون مع المانيا، ومنهم فيليب بابون وبوسكيه.

ويؤكد المؤلف في كتابه ان ميتران هاجم امامه «اللوبي اليهودي»، وتحديداً الجناح المتطرف منه الذي يمثله سيرج كلارسفيلد «صياد النازيين» الشهير، وهو يتهمهم بـ«التعصب الأعمى» عندما يتعلق الأمر باسرائيل. ويقول المؤلف ان ميتران اعتبر هذا التعصب «خطأ».

وتعود نقمة اليهود الفرنسيين على ميتران الى انه رفض دائماً طلب الغفران من الشعب اليهودي باسم فرنسا لما ارتُكِبَ بحق اليهود في فرنسا على ايدي نظام فيشي المتعاون مع النازيين. ويقول ميتران: «ارادوا من فرنسا ان تطلب الغفران، وان تركع كما ركعت المانيا مع فيلي براندت (المستشار الألماني الأسبق) الذي خرّ ساجداً في غيتو مارسو، معترفاً بمسؤولية ألمانيا طالباً الصفح من الشعب اليهودي». ويؤكد ميتران، وفق بينمو، وكما جاء في مجلة «لو بوان» في عددها الاخير، ان مسؤولية فرنسا ليست أبداً كمسؤولية المانيا وإن الغرض من طلب اليهود هو اهانة بلاده على المسرح الدولي. والواقع ان ميتران كان طوال سنوات حريصا على التقرب من اليهود ومن اسرائيل وكان يقول دائماً عن نفسه انه «صديق» لليهود واسرائيل، بالاضافة الى ذلك كانت تربطه علاقة عائلية باليهود الذين كان له بينهم اصدقاء كثر. وكان الكاتب اليهودي الشهير والحائز جائزة نوبل إيلي فايزل من اشهر اصدقائه.

فضلاً عن ذلك، كان ميتران اول رئيس جمهورية فرنسي يزور اسرائيل ويلقي خطاباً امام الكنيست. وفي احدى المرات وصف ميتران «الأراضي المحتلة» العربية بأنها «الأراضي المتنازع عليها».