بكين تعلن تحطم إحدى مقاتلاتها أثناء ملاحقتها لطائرة عسكرية أميركية هبطت اضطراريا في الصين

TT

بكين ـ وكالات الأنباء:

اعلنت الصين ان احدى مقاتلاتها تحطمت بعد اصطدامها امس بطائرة اميركية، وان الطيار الصيني اعتبر في عداد المفقودين، حسب ما افادت وكالة انباء الصين الجديدة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية زهو بانغزاو لوكالة انباء الصين الجديدة ان طائرة المراقبة الاميركية اقتربت من المجال الجوي الصيني جنوب شرق جزيرة هاينان وقامت عند ذلك طائرتان حربيتان صينيتان بملاحقتها. وحسب الرواية الصينية، فان الطائرة الأميركية حولت، على بعد 104 كيلومترات جنوب شرق جزيرة هينان، مسارها بشكل مفاجئ باتجاه الطائرتين الصينيتين واصطدمت باحداهما مما الحق بها اضرارا.

لكن سرد تفاصيل الحادث بدا مختلفاً في الولايات المتحدة، حيث أعلن المتحدث باسم القوات البحرية الاميركية ان طائرة استطلاع تابعة للبحرية الاميركية أصيبت بأضرار وهبطت اضطراريا في جنوب الصين امس بعد «احتكاكها» مع مقاتلتين صينيتين. وقال القائد ريكس توتي المتحدث باسم قيادة القوات الاميركية في المحيط الهادئ بهاواي ان «طائرة تابعة للبحرية الاميركية من طراز «اي.بي 3» في مهمة استطلاع روتينية فوق بحر جنوب الصين اعترضتها مقاتلتان صينيتان». وأضاف لوكالة رويترز أن «احتكاكا وقع بين احدى الطائرتين الصينيتين والطائرة «اي.بي 3» الامر الذي الحق اضرارا بالطائرة الاميركية مما اضطرها الى ارسال اشارة استغاثة وحولت اتجاهها الى منطقة في جزيرة هينان بالصين». ثم تابع «نتوقع ان تحترم حكومة الصين سلامة الطائرة وامن الطاقم بمقتضى الاعراف الدولية وان تسارع باجراء الاصلاحات الضرورية للطائرة وان تعمل على تيسير سبل عودتها فورا». وقال المتحدث «لقد نقلنا مخاوفنا بشأن هذا الحادث للحكومة الصينية عبر السفارة الاميركية في بكين والسفارة (الصنيية) في واشنطن». وصرح المتحدث باسم السفارة الاميركية في بكين فرانك نيفيل ان «اعضاء من السفارة الاميركية توجهوا فعلا الى هينان». واضاف «كنا على اتصال بمسؤولين في الحكومة الصينية طيلة نهار امس».

وفي واشنطن، ظل الرئيس جورج بوش يتابع تطورات الحادث من منتجع كامب ديفيد حيث يقضي عطلة نهاية الاسبوع، بعد ما اطلعته مستشارته للامن القومي كوندوليزا رايس على الحادث.

وقال آري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض ان الاتصالات مستمرة لتأمين عودة الطائرة وطاقمها سالمين، بعدما اضطرت للهبوط في جزيرة هاناي في بحر الصين الجنوبي.

وأكد المسؤولون في البحرية الاميركية ان الطائرة كانت في طلعة روتينية عادية، وانها كانت في الاجواء الدولية عندما اصطدمت بطائرة حربية صينية، وان الطائرة لم تكن تقوم بعملية تجسس على الصين. لكن الصينيين كما قال المسؤولون الاميركيون غير مقتنعين، وإن لم يصدر عنهم رد رسمي.

والطائرة الاميركية هي طائرة تجسس تابعة للبحرية الاميركية من طراز EP3، على متنها طاقم مكون من حوالي 24 فردا، وتحمل اجهزة تنصت ورصد وتسجيل، وهي من طائرات التجسس المتقدمة، ومهماتها في المنطقة رصد التحركات والنشاطات والاتصالات العسكرية الصينية.

ومن جهتهم، أكد الصينيون ان الطائرة كانت في الاجواء الصينية وليست الدولية.

ويخشى ان يؤدي الحادث الى تأزم في العلاقات بين البلدين، خصوصا في هذا الوقت حيث من المتوقع ان تقرر ادارة الرئيس بوش خلال اسبوعين بيع قطع حربية لتايوان، وهذا ما ترفضه الصين بشدة، وحيث تتوجه ادارة الرئيس بوش الى التعامل بشيء من الحزم مع الصين، او معاملتها «كمنافس استراتيجي لا كشريك استراتيجي» كما كانت الادارة السابقة.

واهم ما يقلق الاميركيين الآن، هو تمكن الصينيين من معرفة اسرار الطائرة وما فيها من اجهزة تنصت وتجسس وكذلك سلامة عودة الطائرة وطاقمها. لكن المشكلة انها بحاجة الى اصلاح العطل الذي حصل لها. وهذا يستغرق وقتا قد يتمكن الصينيون خلاله من الحصول على اسرار كثيرة.

ورغم تفسيرات الاميركيين للحادث، الا انهم لم يستطيعوا انكار انها كانت تقوم بعملية تجسس ورصد، وهذا ما قد يؤدي الى تأزم في العلاقات بين البلدين.