الرئيس المصري: صدام أساء إلى القادة العرب وسأعيد السفير إلى إسرائيل عندما تبدأ المفاوضات

أبلغت الرئيس الفلسطيني الثلاثاء أن عليه الدعوة لوقف العنف فرد الإسرائيليون بالقصف

TT

قال الرئيس المصري حسني مبارك ان قضية القدس يمكن أن توقف كل شيء في عملية البحث عن السلام، وان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لا يمكنه قبول اتفاق أو صفقة تتضمن «السيادة الإسرائيلية على الأماكن المقدسة»، وقال الرئيس مبارك، إنه حاول مع عرفات وإيهود باراك خلال مفاوضات كامب ديفيد العام الماضي، وقال إنه أبلغ الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون عندما كان غاضباً منه لأنه لم يلب طلبه بأن يقنع عرفات بقبول السيادة الإسرائيلية على الأماكن المقدسة في القدس «إنه ما من أحد في العالم العربي يجرؤ على قول هذا، لأنه سيقود إلى الإرهاب».

وأضاف الرئيس مبارك: إنه ما من أحد يستطيع أن يتخيل الرأي العام كيف كان هنا. وأعلن إنه سيعيد السفير المصري إلى إسرائيل عندما تبدأ المفاوضات.

وقال في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» أجرتها معه الخميس الماضي ونشرتها أمس، عشية المحادثات التي سيجريها مع الرئيس جورج بوش في البيت الأبيض اليوم رداً على سؤال عن رأيه في الفكرة القائلة بأن على الرئيس بوش أن يبقى بعيداً عن قضايا الشرق الأوسط: ان الولايات المتحدة لا يمكن أن ترفع يديها من الموضوع، وعليها العمل لجسر الهوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ورداً على سؤال عما صدر عن القمة العربية الأخيرة من مواقف ودعوة لعودة المقاطعة العربية لإسرائيل قال مبارك: «لقد كان الجميع مستائين من الفيتو الذي اتخذته الولايات المتحدة في مجلس الأمن بخصوص قرار لتوفير حماية للمدنيين الفلسطينيين عبر إرسال مراقبين دوليين. أما الدعوة لعودة المقاطعة فهذا لا يقلق مصر أو الأردن. وقد سألني العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن موضوع عودة المقاطعة فقلت له «لا تقلق» وكان موضوع العراق صعباً، وطلب الكويتيون ضمانات بأن لا يعتدي العراق على حدودهم، لكن العراقيين رفضوا».

وعن اعلان عرفات الدعوة لوقف العنف قال الرئيس مبارك انه ابلغ عرفات يوم الثلاثاء الماضي «باننا في وضع حرج وانت كذلك (عرفات). واليوم او غدا عليك ان تعلن وتطلب من شعبك وقف العنف، وتبدأ المفاوضات، وعليك ان تقولها عبر التلفزيون». وتابع مبارك: وقد اخبرني عرفات ان هناك انذاراً لاخلاء بعض الاماكن في الخليل وطلب (عرفات) من مدير الاستخبارات الاتصال بالاسرائيليين للاستفسار منهم، لكنه لم يتلق ردا، بل بدأ القصف».

وعن سبب سحب السفير المصري من اسرائيل قال الرئيس مبارك انه سحب السفير، ولكنه لم يجمد العلاقات، «وإلا لحصلت مظاهرات في الجامعات سينضم اليها العمال، لان الشعب كان في حال غضب عارم من اسرائيل واستخدامها القوة العسكرية ضد الفلسطينيين».

وعما يتوقعه بعد 6 أشهر من الانتفاضة والى اين سيكون التحرك، هل الى اوسلو، قال الرئيس مبارك انه يأمل في ان تهدأ الحالة وان تبدأ المفاوضات في اقرب وقت ممكن.

وعما اذا كان عرفات قادرا على وقف الانتفاضة قال الرئيس مبارك انه «ربما يقدر على ضبط بعض وليس كل المناطق. ولكني اعتقد انه خائف بان يطلب من شعبه وقف الانتفاضة بينما تستمر اسرائيل في القتل واستخدام القوة المفرطة، بينما البلدات والمدن الفلسطينية تحت الحصار، والشعب في يأس والحواجز تقام وترتفع، ولا احد يستطيع الحركة من مكان الى مكان». وتساءل الرئيس مبارك: وماذا تتوقعون من شعب في مثل هذه الحال؟

وعن رأيه في رئيس الوزراء الجديد أرييل شارون وما اذا كان قادرا على العمل معه قال الرئيس مبارك: انه عليه ان يعمل معه من أجل الاستقرار، ولنا اتصالات معه، وانه ارسل الينا ثلاثة او اربعة مبعوثين، وارسلت له مبعوثا ـ رئيس الاستخبارات، وبالرغم من سمعة شارون ربما نتوصل معه الى اتفاق للفلسطينيين.

وعما اذا لديه خطط للقاء شارون قال مبارك انه ليس لديه خطط للقائه، فهو (شارون) لا يزال يصوغ افكاراً لخطة سلام، وسيعرضها عندما تنتهي، والتعاون ليس مشكلة، والآن يوجد وفد زراعي اسرائيل عندنا.

وعن العقوبات الذكية التي يسعى وزير الخارجية الاميركي كولن باول لفرضها على العراق قال الرئيس مبارك: لطالما ابلغت الاميركيين، ان عليكم ان تجعلوا حياة العراقيين سهلة. واذا كنتم لا تريدون التعامل مع القيادة العراقية، فساعدوا الشعب العراقي، وان اي شخص سيأتي الى السلطة في المستقبل، فانه سيكون واحدا من الشعب العراقي.

وعن قوة صدام حاليا قال الرئيس مبارك: «انكم كلما قصفتم وضربتموه اصبح اقوى».

وعن الذين يدعون في واشنطن الى اسقاط صدام، ودعم جماعة المؤتمر الوطني العراقي المعارضة في الخارج قال الرئيس مبارك: «المعارضة العراقية، فلتنسها. انها لا تستطيع شيئا سواء الآن أو بعد صدام».

وعما اذا كان صدام يشكل تهديدا للمنطقة قال الرئيس مبارك انه ليس في موقع «يستطيع قول كلمة ضد صدام. انه (صدام) اساء الى جميع القادة في العالم العربي، لكنه يُنظر اليه الآن كبطل، لقد رفع الفلسطينيون صور صدام، لانه يقول انه سيرسل جيشا لاجلاء اسرائيل وطردها، ويعلن انه تبرع ببليون يورو».

وعن دعوة النائب الاميركي توم لانتوس (اشد المناصرين لاسرائيل في الكونجرس) لقطع المعونات العسكرية الاميركية لمصر، لانه لا تهديد لها قال الرئيس مبارك مستنكرا: «كيف يمكن له ان يقول ذلك، فما من احد يعرف ما يمكن ان يحدث في هذه المنطقة من العالم».

وعن سب عدم زيارته لاسرائيل حتى الآن منذ توليه الرئاسة قال الرئيس مبارك: «انني لم اذهب الى جيبوتي. وكيف يمكن ان اذهب الى اسرائيل والعنف هناك، وكنت اخطط لزيارة اسرائيل قبل اغتيال اسحق رابين. ولكني ذهبت لحضور جنازته».

وعن الحديث الذي يتردد عن ان ابنه جمال هو الرئيس المحتمل ان يخلفه، قال مبارك «اننا لسنا سورية، وابني لن يكون الرئيس المقبل، ومن فضلك ان تنسى هذا».

وعن التوقعات عن الرئيس الذي سيخلفه قال الرئيس مبارك: سنحاول ان نجد نائبا للرئيس، وهذا امر صعب وانا انظر في اسماء عدة... وعندما اغتيل الرئيس انور السادات عام 1981، كنت مترددا في قبول المنصب، لاني اعرف المشكلة والحالة جيدا، والصورة كانت سوداء قاتمة، لم يكن لدينا مال، ليس لدينا عملة، لا شيء. لا كهرباء لا تليفونات، لا مساكن، لا مجاري، لا تستطيع ان تتخيل الحالة. في عام 1981 كان لدينا نصف مليون خط هاتفي، 300 الف منها لا تعمل، والآن لدينا 7 ملايين خط تليفوني، بالاضافة الى مليوني تليفون نقال، واصبح لدينا 50 الف شارع بعدما كان 14 الف شارع آنذاك.

وقال ان المشكلة التي تشغل تفكيره وتنال اهتمامه مشكلة النمو السكاني، فهناك 900 الف شخص بحاجة الى العمل هذا العام. وهو يحاول ايجاد الحلول والعمل والاستثمار من اجل هؤلاء وغيرهم.

وعن الوضع في المنطقة قال: اننا نعمل مع الاميركين لايجاد طريقة لاستئناف المفاوضات، وانه سيصاب باليأس ان فقد الامل.

وردا على سؤال عما صدر عن القمة العربية من قرارات غير مشجعة قال الرئيس مبارك: لقد سمعت في القمة ما اردت سماعه، ولم اسمع ما لم ارد سماعه.

وعن الادارة الأميركية الجديدة قال الرئيس مبارك: ان الادارة الجديدة ربما ليس لديها صورة عما يجري وسأبلغهم (في الادارة) ما اشعر به، وعادة لي زيارات جيدة للولايات المتحدة، واحيانا نتقاتل ولكنه قتال جيد دون اراقة دماء.