بغداد تعد قائمة «سوداء» شاملة بأسماء المثقفين المنفيين

TT

قال صحافي عراقي غادر بغداد الاسبوع الماضي ويوجد حاليا في العاصمة الاردنية عمان، ان وزارة الثقافة العراقية تعكف منذ ما يقرب من ثلاثة اسابيع على اصدار قائمة «سوداء» بأسماء المثقفين العراقيين الذين كانوا قد حصلوا على لجوء سياسي في اوروبا او الولايات المتحدة.

واشار الصحافي العراقي الى ان الشاعر حميد سعيد كلف برئاسة لجنة سرية لمتابعة اسماء الكتاب والفنانين والشعراء العراقيين الذين هم خارج العراق، وفرز من حصل منهم على لجوء سياسي في اوروبا او الولايات المتحدة وخاصة اولئك الذين يعملون في قنوات اعلامية عربية او اجنبية تعدها بغداد معادية لها او المنخرطين في بعض فصائل المعارضة العراقية. واوضح انه ليس كل المثقفين العراقيين الذين هم خارج العراق مشمولين بتلك القائمة خاصة ان منهم من كان قد حصل على حق اللجوء الانساني في دول اوروبا ولا نشاط سياسياً مهماً له ضد نظام الرئيس صدام حسين. واضاف الصحافي العراقي الذي رفض نشر اسمه خوفا على عائلته التي ما تزال في احدى المحافظات العراقية الجنوبية في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من عمان امس، ان القائمة سوف تضم بعض الاسماء التي كانت قد وردت في القوائم التي اصدرها عدي نجل الرئيس العراقي ونشرتها صحيفتا «الزوراء» و«بابل» اللتان يشرف عليهما عدي نفسه، وليس كل الاسماء التي وصفها عدي بالمرتدين والخونة.

وكان عدي قد نشر اول قائمة بالادباء «المرتدين» في صحيفته «بابل» عام 1996 ثم نشرت صحيفة «الزوراء» التي تصدر عن نقابة الصحافيين العراقيين التي يترأسها عدي، قائمة عام 1999 باسماء بعض الكتاب الذين يعملون في بعض الصحف العربية الصادرة في بريطانيا واتهمهم فيها بالعمالة والخيانة.

وفي العام الماضي نشرت صحيفة «الزوراء» ايضا قائمة باكثر من 400 مثقف عراقي صنفتهم ما بين «مرتدين» و«خرجوا لطلب الرزق»، وفئة ثالثة وصفتهم الصحيفة بـ«المتذبذبين». وحسب الصحافي العراقي فان لجنة برئاسة وكيل وزارة الاعلام (الشاعر حميد سعيد) وعضوية ضابط امن الوزارة وضابط في رئاسة المخابرات العراقية وآخر من مديرية الامن العام ورئيس اتحاد الادباء العراقيين وممثل عن اللجنة الاولمبية العراقية التي يترأسها عدي، تعمل لاصدار ما اطلق عليه «القائمة السوداء» ولتضم اسماء المثقفين العراقيين الذين يتهمهم نظام الرئيس العراقي بانهم خونة وجواسيس.

من جهة اخرى قال الحزب الشيوعي العراقي ان عدي صدام حسين استحدث مؤخرا سجنا جديدا يقع في وسط جانب الرصافة من بغداد وقرب سجن التسفيرات خلف وزارة الداخلية.

جاء ذلك في بيان للحزب تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه امس افاد بأن «عدي وحرسه الخاص يشرفون على هذا السجن المكون من سبع قاعات كبيرة وبمساحة 3000 متر مربع. وتنتشر على جانبي الطريق المؤدي للسجن نقاط حراسة وابراج للمراقبة. واطلق على هذا السجن اسم «سجن معسكر الضبط»، وهو مخصص لاولئك الذين يغضب عليهم عدي من المثقفين العراقيين او الرياضيين الذين يخالفون اوامر اللجنة الاولمبية».

واضاف البيان ان اعداد السجناء في سجن (ابو غريب)، وهو اكبر السجون العراقية، في تزايد مستمر، اذ تقدر مصادر الحزب الشيوعي عددهم حاليا بـ75 الف سجين يجري حشر 1300 سجين في القسم الواحد، مشيرا الى انه تم نقل عدد من السجناء السياسيين مؤخرا الى مخابئ في جبل حمرين شمال العراق.