البابا شنودة: تراجعت عن قراري بعدم لقاء الوفد الأميركي حتى أصحح المفاهيم الخاطئة

TT

أكد البابا شنودة الثالث بابا أقباط مصر أنه كان قد اتخذ قراراً بعدم لقاء وفد لجنة الحريات الدينية التابع للكونجرس الذي زار مصر اخيرا ولكنه تراجع عن قراره والتقاهم ليصحح لهم الكثير من الشائعات والمفاهيم الخاطئة حول حقيقة أوضاع الأقباط في مصر.

وخاطب البابا شنودة الاقباط من اصول مصرية في الولايات المتاحدة عبر حديثه لـ«الشرق الأوسط» وطالبهم حين يصل الرئيس حسني مبارك إلى واشنطن خلال زيارته التي ستبدأ رسمياً غدا أن يلتقوه بحفاوة كبيرة تليق برئيس وطنهم الأم الحريص على إنصاف كل المصريين أقباطاً ومسلمين.

* لماذا التقيت وفد لجنة الحريات الدينية التابعة للكونجرس وماذا دار في اجتماعكم معهم؟

ـ كان هناك بالفعل قرار بعدم لقائهم ولكن وجدنا أن ذلك قد يعطي انطباعاً خاطئاً ليس في صالح مصر ووجدنا أنه من الأصلح أن نلتقيهم. وفي لقائنا معهم حاولنا أن ندافع بكل قوتنا عن وطننا مصر ضد أية شائعات يروجها البعض وأوضحنا لهم أن من يكتبون في الصحف أو على الانترنت ليسوا على علم بحقيقة الأمور، وقلنا لهم ان الرئيس مبارك يعاملنا معاملة طيبة، وحينما توجد مشكلة يتدخل بشكل شخصي للحل وهذا ليس معناه أنه لا توجد بعض المشاكل التي يعرفها الجميع، ولكن المهم أنها تحل وتحل بروح المحبة والمودة والعلاقات الطيبة، وتطرق حوارنا معهم حول بناء الكنائس وأكدنا لهم أنها تزداد في عهد مبارك.

* هل هناك إحصاء بعدد الكنائس التي تم بناؤها في عهد الرئيس مبارك؟

ـ نعم هناك معرفة بهذا العدد لكن لا نستطيع تحديد رقم دقيق، لكن هناك كنائس كثيرة بنيت وأخرى تم ترميمها، وكل الأمور تعالج بالمودة والمحبة وبالروح الطيبة، ولا تعالج بالطريقة العنيفة، لأن العنف يولد عنفاً، وهذا قلناه لوفد الكونجرس وأوضحنا لهم أن كثيراً من الذين يهاجمون في الخارج لا علم لهم بحقيقة الأمور.

* هل تطرقتم إلى قضية الكشح في حديثكم مع وفد الكونجرس؟

ـ مروراً عابراً، وقلنا ان هناك أخطاء تحدث وتعالج، لأنه لا نستطيع أن ننكر أن هناك 20 شخصاً قد قتلوا وهذه أمور يعرفها كل الناس في العالم، لكن المهم الذي قلناه هو أن حكم القاضي، رفع إلى درجة تقاض أعلى، والدولة نفسها حولت القضية إلى محكمة النقض وهي أعلى مستوى في التقاضي، وليس بالامكان عمل أكثر من هذا.

* هل هناك شكوى معينة استمع إليها وفد لجنة الحريات الدينية بالكونجرس من قبل قداستكم بخصوص وضع الأقباط في الداخل؟

ـ بالعكس أنا قلت لهم كل أمورنا تؤول إلى الأفضل (وقالها بالانجليزية All our maters are going better).

* هل تؤيدون قداستكم وجود مثل هذه اللجنة التي تجوب بعض البلدان للتحقيق حول حرية الأديان فيها؟

ـ نحن لا نوافق أن أجانب يتدخلون في بلادنا، لكن السبب الذي جعلنا نقابلهم، هو ألا يعرفوا أخباراً مشوهة من مصادر أخرى، فمن الأفضل أن أصحح لهم الأمور.

* كيف ترون الضجة التي واكبت وصول هذه اللجنة إلى مصر، وإعلان كل الجهات بما في ذلك المثقفون الأقباط، رفضهم دخول هذه اللجنة إلى مصر ومناشدتهم المسؤولين الرسميين والدينيين بمن فيهم قداستكم عدم مقابلتهم؟

ـ العالم حالياً يختلط على بعضه البعض في كل الأخبار، ومن الصعب أن نعيش منفصلين عن أخبار أو تعليقات العالم، والذي لا يعلق على أخبارنا في مصر من الممكن أن يعلق عليها في اميركا وأوروبا وفي أي وسيلة إعلام في العالم كله، فالأحسن ألا نأخذ موقفاً سلبياً ونتقوقع ونقول لا نريد أن نقابل، فمن الممكن إذا لم نلتقهم أن يقولوا هم أشياء خطأ كثيرة.

* ماذا تقولون لأقباط الولايات المتحدة وهم يستقبلون الرئيس مبارك في واشنطن؟

ـ أقول لهم إن ولاءنا لمصر وسعينا لخيرها وحبنا للرئيس مبارك يستلزم منا أن نقابله بكل محبة كرئيس للوطن الأم بالنسبة إليهم، وليس هذا فقط ما أقوله، إنما سنرسل من الآباء الأساقفة والكهنة وعدد من مشاهير العلمانيين من يكونون في استقبال الرئيس هناك ويرحبون به ويتكلمون كلمة طيبة.

* نهنئكم على انتهاء انتخابات المجلس الملي، وماذا تقولون عما تردد بأن القائمة التي نجحت هي قائمة البابا بأكملها؟

ـ (أجاب ضاحكاً) هل في هذا عيب. هذا يُشعر الناس أنه توجد علاقة طيبة بين البابا وأولاده، وعندما يميل إلى اتجاه يؤيدون هذا الاتجاه، علماً بأن القائمة التي نجحت ليست قائمة البابا كما تظنون بمعنى الحرف، لكن أنا أترك لأعضاء المجلس الملي حرية أنهم يختارون من ينسجمون مع بعضهم البعض، كما أنني أقول باستمرار ان 24 عضواً يجب أن يعملوا معاً بروح الفريق أما إن كانوا منقسمين على بعضهم البعض فسيضيع الوقت في نزاع وصراع ولا يكونون منتجين، فمن الأفضل وجود قائمة تجمع المتجانسين.

* متى تزورون القدس؟

ـ موقفي لم ولن يتغير من زيارة القدس، فأنا لن أزورها إلا إذا حصلت على تأشيرة دخول فلسطينية من صديقي الرئيس ياسر عرفات ولن أدخلها أبداً بتأشيرة من السفير الاسرائيلي، ودخول الأقباط المصريين إلى القدس لن يكون إلا مع اخوانهم المسلمين.