وزير إسرائيلي يقترح قصف منزل عرفات.. وشارون يرفض مقترحات مصرية ـ أردنية

السلطة تتهم إسرائيل بالإرهاب والجيش الإسرائيلي يعتقل 5 من حرس عرفات الشخصي

TT

والوكالات في تصعيد اسرائيلي جديد اقترح وزير في حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون خلال اجتماع لمجلس الوزراء أمس قصف منزل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في قطاع غزة ردا على موجة الهجمات الفلسطينية على اسرائيل. واعتبرت السلطة الفلسطينية هذه الدعوة بانها تحريض على العنف والتوتر يتوجب وقفه. ونفت من جانب ثان ما ذكرته اذاعة الجيش الاسرائيلى بان الرئيس عرفات قال انه سيسقط شارون كما اسقط باراك في السابق.

وذكرت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية امس ان الوحدات الخاصة في الجيش الاسرائيلي اعتقلت ستة ناشطين فلسطينيين في الضفة الغربية، بينهم خمسة ينتمون الى القوة 17 التي تقوم بواجب الحراسة الشخصية للرئيس عرفات. ورفضت الحكومة الاسرائيلية من جانب ثان أمس مشروعا اقترحته مصر والاردن يرمي الى تخفيف حدة العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين واعادة اطلاق مفاوضات السلام.

وقال وزير السياحة الاسرائيلي زعيم حزب الوحدة الوطنية اليميني المتطرف رحبعام زئيفي انه اقترح امس خلال جلسة مجلس الوزراء قصف منزل الرئيس عرفات في غزة. وأشار في حديث لـلاذاعة العامة الاسرائيلية ان «عرفات يترك شعبه يتألم وهو يتنزه في العالم كله. يجب ان يعرف انه هو ايضا يمكنه ان يكون هدفا. لا اقول بوجوب تدمير منزل عرفات لكنني قلت لزملائي الوزراء انه اذا تمت اصابة منزل عرفات فان ذلك سيؤثر في كبريائه». واوضح انه اقترح هذا الاجراء ردا على موجة الهجمات الفلسطينية على اسرائيل.

وكان زئيفي (74 عاما)، وهو جنرال متقاعد يلقب بـ«غاندي» قد شبه عرفات في الماضي بـ«ادولف هتلر»، ودعا الى طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة. لكن الوزير بلا حقيبة داني نافيه سرعان ما انتقد في الاذاعة تصريحات زئيفي. وقال ان «لكل وزير اقتراحاته وافكاره، لكن آراء زئيفي ليست جدية ولا مسؤولة، وان تصريحات من هذا النوع لا يجوز اطلاقها خلال جلسات مجلس الوزراء». ولحقت اضرار طفيفة بمنزل عرفات الاسبوع الماضي في الغارات الاسرائيلية التي استهدفت موقعا للحرس الشخصي لعرفات (القوة 17) في قطاع غزة. واصيب احد حراس القوة التي تتولى ضمان امن عرفات، بجروح طفيفة اثناء وجوده داخل منزل الرئيس الفلسطيني عند تنفيذ الغارات، فيما كان عرفات موجودا في عمان حيث يشارك في القمة العربية اثناء شن الغارات الاربعاء الماضي. وفي غزة اعتبرت السلطة الفلسطينية دعوة زئيفي بانها تحريض على العنف والتوتر يتوجب وقفه. وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس عرفات لوكالة الصحافة الفرنسية «اننا نحمل الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن التصرفات غير المسؤولة والتهديدات المباشرة التى يقوم بها وزير في الحكومة الاسرائيلية». واضاف ان على الحكومة الاسرائيلية «وقف هذه التهديدات التي من شأنها خلق مزيد من التوتر والعنف ونطالبهم بوضع حد لهذه التهديدات السافرة لان ذلك لن يخدم عملية السلام».

ونفى مصدر فلسطينى مسؤول ما ذكرته اذاعة الجيش الاسرائيلى بان الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات قال خلال لقائه باعضاء من المجلس التشريعي «اننا سنسقط شارون كما اسقطنا باراك». وقال المصدر ان ما تروج له اذاعة الجيش الاسرائيلي لا اساس له من الصحة، موضحا ان وجود شارون كرئيس للوزراء او سقوطه هو شأن اسرائيلى داخلي.

واعتقلت الوحدات الخاصة في الجيش الاسرائيلي أمس ستة ناشطين فلسطينيين في الضفة الغربية، بينهم خمسة ينتمون الى القوة 17 الحرس الشخصي للرئيس عرفات. واوضحت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية ان عمليات الاعتقال جرت في منطقة رام الله وان في عداد الموقوفين المسؤول المحلي عن القوة 17 لكنها لم تعط اي ايضاحات عن هويته.

واتهمت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة ارييل شارون القوة 17 المؤلفة من 3500 رجل، والسلطة الفلسطينية بالوقوف والمشاركة في تنظيم عمليات معادية لاسرائيل. على صعيد ثان ذكرت مصادر مهمة في مكتب شارون ان رئيس الوزراء رفض مشروعا اقترحته مصر والاردن يرمي الى تخفيف حدة العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين واعادة اطلاق مفاوضات السلام. وقالت هذه المصادر ان الفلسطينيين نقلوا هذه المقترحات الهادفة خصوصا الى استئناف التعاون الامني وتطبيق انسحاب اسرائيلي من الضفة الغربية ومعاودة المحادثات للتوصل الى تسوية نهائية.

من جهته صرح مكتب شارون انه طلب منذ اسبوعين استئناف اللقاءات الامنية مع الفلسطينيين بدون مشاركة شخصيات سياسية حتى «لا ننساق الى محادثات تحت الضغط». واضافت ان المسؤولين الاسرائيليين يصرون على ألا تستأنف مثل هذه المحادثات الا بعد انتهاء اعمال العنف التي اوقعت 463 قتيلا في الاراضي الفلسطينية واسرائيل منذ بدء الانتفاضة في 28 سبتمبر (ايلول) الماضي وهم 380 فلسطينيا و13 عربيا اسرائيليا و69 اسرائيليا والماني واحد.

وافاد شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية ان الجيش الاسرائيلي نفذ عملية استخدم فيها اكثر من مائة جندي بحراسة مروحيات ودبابات واقتحم خلالها منطقة سيادة فلسطينية في قرية جلجلية شمال غرب مدينة رام الله. وانطلقت العميلة بعد منتصف ليل السبت الاحد حيث حرك الجيش الاسرائيلي دبابتين الى تلة في اراضي قرية سنجل المجاورة تعرف باسم التل وتطل على قرية جلجلية حيث القوة الفلسطينية. واكد شهود ان اكثر من مئة جندي نزلوا من التل عبر الكروم والاشجار مسافة كيلو متر تقريبا على بعد خطوات من الموقع الفلسطيني واوقفوا سيارة فلسطينية كانت تقل ثلاثة من افراد القوة -17 واجبروهم على تسليم انفسهم. وعندما حاول ثلاثة اخرون، كانوا في خيمة الموقع الفلسطيني، استطلاع الامر جرى توقيفهم ايضا، واقتيد الستة الى مركز اسرائيلي مجهول من دون ان تسجل اي مواجهات بين الطرفين.