مصادر رسمية: توافق بين لحود والأسد على ضرورة تهدئة الساحة اللبنانية

TT

قالت مصادر رسمية لبنانية ان القمة العربية التي عقدت اخيراً في عمان اكدت «ان لبنان بات يحظى بدعم عربي مستمر، ومن دون اي تحفظ. واستنتجت ذلك من امرين، الاول يتمثل بالموافقة على ورقة العمل التي قدمها الوفد اللبناني من دون اي تعديل. والثاني تمثل في الموافقة على عقد القمة المقبلة في بيروت وبالاجماع، علماً انه في السابق كانت تبرز تحفظات حول لبنان كلما طرح مكاناً لاجتماعات حتى دون مستوى القمة.

واضافت المصادر «ان الدعم العربي المزدوج مرده الى ان صورة لبنان في ذهن القادة العرب اختلفت، ونهجه في التعاطي مع القضايا الاساسية اصبح نهجاً ذا عصب وليس متراخياً كما كان في السابق. لذلك لم يجد رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد اميل لحود، صعوبة في اقناع القادة العرب بعقد قمتهم المقبلة في بيروت، بعد مبادرة وفد دولة الامارات العربية المتحدة بالتنازل لمصلحة لبنان لاستضافة هذه القمة».

الى ذلك، قالت مصادر الوفد اللبناني الى القمة ان تجربة الدعم الثنائي اثبتت فاعلية اكبر من الصيغة العامة، بدليل ان الدول العربية التي تريد مساعدة لبنان تفضل ان تتم هذه المساعدة من دولة الى دولة لاسباب عدة.

اما الوجه الآخر المهم في القمة ـ حسب المصادر الرسمية ـ فهو اللقاءات التي عقدت بين الرئيسين اللبناني اميل لحود والسوري بشار الاسد.

وفي هذا الاطار علم ان هذه اللقاءات تمحورت حول شقين: اعمال القمة والاوضاع في المنطقة والعلاقات اللبنانية ـ السورية. فبالنسبة الى الشق الاول، اوضحت المصادر الرسمية اللبنانية انه كان هناك تقويم لمداولات القمة والاوضاع في المنطقة. وقد برز توافق على ضرورة العمل لتفادي ظهور اي موقف سلبي من شأنه تعريض القمة لخطر الانقسام او الاستقطاب.

وبالنسبة الى الشق الثاني، افادت المصادر نفسها ان الحديث تناول المجريات السياسية على الساحة اللبنانية والتهديدات الاسرائيلية. وكان هناك توافق على ان هذه التهديدات تندرج في اطار الضغط الاسرائيلي على لبنان وسورية لدفعهما الى قبول صيغ وافكار سبق لهما ان رفضاها وان تهديدات رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون وما تلاها من مواقف تصعيدية، لا يمكن ان تؤدي الى تبديل في الموقف اللبناني ـ السوري.

وفي الشأن السياسي الداخلي اوضحت المصادر الرسمية اللبنانية، ان الرئيسين لحود والاسد توافقا على ضرورة تهدئة الساحة الداخلية والتعاطي مع الملفات المطروحة من زاوية الحفاظ على مصلحة البلدين والشعبين، بمعنى ان الظرف الراهن لا يسمح بتصعيد في المواقف ولا بالدخول في متاهات الجدل على رغم عدم صوابية ما عمد البعض الى طرحه من مواقف. وكانت هناك قراءة مشتركة مفادها ان بعض الاصوات التي تنطلق في بيروت وتتناول الوجود السوري انما تعكس رغبة جهات اقليمية ودولية في اثارة هذا الملف لصرف النظر عما يجري في المنطقة، ولارباك الموقف اللبناني في المواجهة مع اسرائيل، وازعاج الموقف السوري المتمسك بالحقوق السورية في الجولان والانسحاب الى خط الرابع من يونيو (حزيران) 1967.

وذكرت المصادر الرسمية ان الرئيسين لحود والاسد تطرقا الى اهمية الخطوات الاقتصادية المطبقة في كل من لبنان وسورية والتي سيؤدي استمرارها الى حصول بعض التحسن في لبنان وانفتاح مالي ومصرفي في سورية.

اما في الشأن السياسي، فاوضحت المصادر عينها ان الجانب السوري ما زال يعتبر ان الحوار هو الوسيلة الفضلى لمناقشة اي موضوع، وان مسؤولية القيادتين في الدولتين في تفعيل هذا الحوار كبيرة.

وافادت المصادر انه تم تقويم التحرك الذي يقوم به الوزير السابق فؤاد بطرس. واعتبر استمراره عنصراً ايجابياً على صعيد التشاور في القضايا التي اثارها بطرس مع الجانب السوري. وتوقعت المصادر ان يعاود بطرس تحركه على خط بكركي - دمشق عبر بعبدا.