كرامي: صفير مرجع وطني وليس مسيحياً فقط والوجود السوري في لبنان مؤقت وضروري

TT

دعا الرئيس السابق للحكومة اللبنانية عمر كرامي الى «اعتماد لغة الحوار من اجل عدم نحر الوطن وعدم زيادة امواج الهجرة الى الخارج»، واصفاً البطريرك الماروني نصر الله صفير بأنه «مرجع وطني وليس مارونياً او مسيحياً فقط». ولفت الى ان رئيس الجمهورية هو «الوحيد القادر على ان يجمع مختلف الفرقاء».

جاء كلام الرئيس كرامي عقب لقائه امس السفير السعودي لدى لبنان فؤاد صادق مفتي الذي قال ان عقد القمة العربية المقبلة في لبنان «هو بمثابة تكريم ودعم معنوي وسياسي يتجاوز الدعم المالي». واضاف السفير مفتي، خلال اللقاء الذي عقد في طرابلس (شمال لبنان): «ان الحديث عن عدم وفاء الدول العربية بالتزاماتها (حيال لبنان) مبالغ فيه، لكن بطبيعة الحال الحاجة لا تزال كبيرة والمجال اوسع للمساعدات التي ستتواصل، ان شاء الله، في المستقبل وبقدر حاجة لبنان وقدرة الدول على التمويل».

اما كرامي فاشار، في تصريح للصحافيين، الى ان الشمال من اكثر المناطق اللبنانية حرماناً. وقال: «اما في ما يتعلق بالقروض فهي تأتي الى مجلس النواب موزعة وغير قابلة للتعديل. وقد انتزعنا عهداً من الحكومة بان توزع الحقوق في مجلس الوزراء. ونأمل ان يتم إصلاح الامور في المستقبل».

ورداً على سؤال حول موقفه من السجال الجاري حول الوجود السوري في لبنان، قال كرامي: «اريد اولاً ان ارحب بغبطة البطريرك صفير وعودته سالماً الى لبنان. وثانياً اود ان اؤكد حقائق عدة. والحقيقة الاولى هي ان لبنان لا يمكن ان يحكم او ان يُساس الا بالاعتدال. نحن قلنا ونردد ان التطرف لا يأتي الا بالتطرف. والتطرف لا يأتي الا بالاقتتال. وقد جربناه ورأينا الى اين وصلنا. لذلك على الجميع ان يعتمدوا لغة الحوار من اجل مناقشة كل قضايانا بالروح الوطنية وروح المحبة. ونحن نعتبر غبطة البطريرك مرجعاً وطنياً وليس مرجعاً مارونياً او مسيحياً فقط. ومن هذا المنطلق ندعوه الى تبني هذا المنطق، منطق الاعتدال. اما بالنسبة الى الوجود السوري فأنا اقول واردد دائماً ان الوجود السوري وجود مؤقت وشرعي وضروري. وبالفعل هذا يختصر كل الامر. وانا اقول ان وضعنا الداخلي لا يزال هشاً. لذلك نحن نقول بوجود هذا الوضع الداخلي، وهذا الوضع الاقليمي الضاغط بوجود شارون وحكومته وممارساته وتهديداته، نعتبر ان الوجود السوري وجود ضروري. لذلك نحن نطلب من الجميع ان يهدأوا ويعتدلوا لان من الحرام ان ننحر هذا الوطن. وحرام ان نخلق هذه الاجواء التي لا يمكن إلا ان تزيد الاجواء حدة ولا يمكن الا ان تزيد قنوط اللبنانيين وامواج الهجرة الى الخارج».

وعن فرصة قيام حوار وطني، قال كرامي: «ليس من سبيل لخلاص البلد وللتخفيف من الازمة الاقتصادية وتفريج هذا الاحتقان الا بالحوار. والحوار لا يمكن ان يكون الا من ضمن المؤسسات الرسمية. ولذلك انا عندما دعوت الى مؤتمر وطني لم ادع الا ليكون ذلك من قبل رئيس الجمهورية، وهو الوحيد القادر على ان يجمع مختلف الافرقاء لنضع كل مشاكلنا على الطاولة بروح المحبة والوطنية. ومصلحة لبنان، التي هي فوق كل مصلحة، ان نطرح كل هذه المشاكل ونتفق على حلول لها بهذه الروح المسؤولة. اما بالتحدي وبالطرح الطائفي وبتلطي المتطرفين وراء قيادات ومراجع، فهذا يعني ان الاحتقان سيزيد ولن يؤدي الا لخراب البلد. ولا احد عنده ذرة من محبة للبنان يريد للبلد ان يخرب».

وسئل كرامي عن تقويمه لكلمة الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد في مؤتمر القمة العربية في عمان، فقال: «بالفعل كان الكلام، شكلاً ومضموناً، كلاماً رئاسياً على اعلى المستويات. وبالفعل انا اشعر بأن الرئيس بشار الاسد كان عند مستوى المسؤولية القومية التي تواجهها الامة العربية وامام التحديات الكبيرة التي نرى ان العالم كله ينظر الى هذه الامة كيف ستواجه المشاكل الخطيرة وبأي روح مسؤولية وبأي تضحيات. طبعاً سيادة الرئيس الاسد وضع يده على الجرح».