بدء التحقيق مع ميلوشيفيتش داخل سجن بلغراد المركزي بتهمة تجاوز السلطة والاختلاس

سكان بلغراد خشوا أن يكون نبأ الاعتقال «كذبة أبريل» * ابنة الرئيس السابق أطلقت عيارات نارية أثناء القبض على والدها

TT

بعد يومين من الحصار وساعات من المحادثات تم القاء القبض على الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش وبذلك تكون قد انتهت حقبة دموية في التاريخ اليوغوسلافي استمرت طيلة 13 عاما من حكمه، تخللتها عدة حروب وعمليات تمزق داخل يوغوسلافيا السابقة.

وقد جرى اعتقال ميلوشيفيتش في الساعة الرابعة والنصف من صباح امس، الاول من ابريل (نيسان) مما جعل سكان بلغراد يشككون في حقيقة نبأ الاعتقال وتخوفوا من ان يكون النبأ «كذبة ابريل». لكن الحقيقة ان ميلوشيفيتش وبدون مقاومة، وعلى عكس المحاولة الفاشلة لاعتقاله في اليوم الاول والتي تخللها تبادل لاطلاق النار بين حرسه الشخصي ورجال الشرطة الصربية الخاصة الذين حاولوا اقتحام القصر الذي يقيم فيه، قبل تسليم نفسه بدون اراقة دماء سوى ان ابنته ماريا التي كانت مع امها الى جانبه لحظة اعتقاله اخرجت مسدسها واطلقت 5 عيارات نارية بشكل عشوائي وبحالة هستيريا لكن احدا لم يصب بأذى.

وتم اعتقال ميلوشيفيتش بعد مفاوضات طويلة وصعبة استمرت 18 ساعة بين ميلوشيفيتش ووزير داخلية صربيا دوشان ميهايلوفيتش، وبعد ذلك انضم الى المحادثات الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا الذي تعهد لميلوشيفيتش حسب تصريحات براتيسلاف ايفكوفيتش رئيس الحزب الاشتراكي الصربي الذي قال ان ميلوشيفيتش وافق على تسليم نفسه بعد ان تعهد له الرئيس اليوغوسلافي انه سيعامل معاملة تليق بشخصية تم انتخابها ثلاث مرات لرئاسة صربيا. وقبل بدء المفاوضات ابعدت الشرطة الخاصة الصربية المئات من المواطنين المؤيدين لميلوشيفيتش والمعارضين له مئات الامتار من قصر ميلوشيفيتش، كما منعت الصحافيين من الاقتراب. وقد جرت عدة اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين له اضطرت الشرطة الى التدخل لمنع انفجار الوضع وهذا ما اجبر الرئيس كوشتونيتسا الى الاسراع للتدخل في المحادثات خوفا من اندلاع حرب اهلية كانت تتخوف منها السلطات اليوغوسلافية والصربية. وفور وصوله الى مقر اقامته الجديد في السجن المركزي ببلغراد بدأ قاضي التحقيق استجوابه بتهمة السرقة والفساد والتزوير خلال فترة حكمه ولم توجه له اي تهمة تصفه بمجرم حرب كما يطالب المجتمع الدولي والمحكمة الخاصة بجرائم الحرب في مناطق يوغوسلافيا السابقة. وبعد اربع ساعات من اعتقاله تم القاء القبض على حرسه الشخصي الذين اطلقوا النار على الشرطة الخاصة في محاولة اعتقاله الاولى اول من امس.

وفي وقت لاحق أمس اعلنت توما فيلا محامية سلوبودان ميلوشيفيتش في تصريح صحافي ان قاضي التحقيق قرر وضع الرئيس اليوغوسلافي السابق قيد الحجز الوقائي لمدة 30 يوما. وقد عم الارتياح جميع مناطق يوغوسلافيا السابقة بعد سماع نبأ الاعتقال، فقد اعلن وزير خارجية البوسنة زلاتكو لاجومجيا عن ارتياحه لهذا النبأ وقال ان العدل لا بد ان يأخذ مجراه وان هذه هي الخطوة الاولى في طريق ميلوشيفيتش الى لاهاي. وفي كوسوفو عم الفرح بين صفوف البان الاقليم الذين ذاقوا ويلات سياسة ميلوشيفيتش منذ اللحظة الاولى لوصوله لسدة الحكم قبل 13 عاما.

كما اعلن الرئيس الكرواتي ستيبان ميسيتش عن ارتياحه لالقاء القبض على ميلوشيفيتش وقال انه يتمنى ان يراه في لاهاي ليكون الشاهد الاول ضده، ومن المعروف ان ميسيتش كان آخر رئيس ليوغوسلافيا السابقة ويعرف جيدا دور ميلوشيفيتش في الحروب الاربع التي جرت في مناطق يوغوسلافيا السابقة.