ارتياح غربي لاعتقال ميلوشيفيتش وتزايد الدعوات لتسليمه إلى لاهاي

TT

لقي اعتقال الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش ترحيبا واسعا لدى المؤسسات السياسية والقانونية الغربية. فقد رحب الرئيس الفرنسي جاك شيراك باعتقال الرئيس اليوغوسلافي السابق وقال انها اشارة على ان يوغوسلافيا تقوم بارساء الديمقراطية وحكم القانون. وقال شيراك في بيان «رئيس الجمهورية سعيد باعتقال سلوبودان ميلوشيفيتش في وقت مبكر من صباح اليوم (امس) في بلغراد وسعيد لان السلطات اليوغوسلافية أكدت ايمانها بمسار الديمقراطية والقانون». واضاف عبر المتحدثة باسمه كاثرين كولونا «طال انتظارنا لهذا اليوم. يجب ان تتحقق العدالة».

وفي واشنطن، اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش ان توقيف الرئيس اليوغوسلافي السابق يجب ان يشكل «خطوة اولى» نحو محاكمة ميلوشيفيتش بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية. وقال الرئيس الاميركي في بيان نشره البيت الابيض «ارحب بتوقيف سلوبودان ميلوشيفيتش» الذي «يجب أن يشكل خطوة اولى نحو محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية». كما رحب وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر بعملية الاعتقال، وقال «موقف الحكومة اليوغوسلافية يشير الى ان السلطات المنتخبة بشكل ديمقراطي في يوغوسلافيا مصممة على الالتزام بالقانون». ثم أضاف فيشر في بيان «نية الحكومة اليوغوسلافية بدء اجراءات جنائية ضد ميلوشيفيتش تماشيا مع القانون هي الخطوة الاولى تجاه محاسبته على التهم الخطيرة وانتهاكات حقوق الانسان الموجهة ضده».

واعرب وزير الخارجية البريطاني روبن كوك ايضاً عن ارتياحه لتوقيف الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، وقال في بيان «انه نبأ سار لجميع اولئك الذين يبذلون جهودا منذ فترة طويلة لارساء السلام والعدالة في البلقان». واضاف البيان «انها خطوة مهمة ستسمح بارغام ميلوشيفيتش ورفاقه على الافصاح عن جرائمهم ضد الانسانية».

كما رحب الاتحاد الاوروبي بعملية الاعتقال، وقالت السويد التي ترأس الاتحاد في فترته الحالية ان اعتقال ميلوشيفيتش يمثل «خطوة مهمة في اتجاه احلال السلام والعدالة في المنطقة». وجاء في بيان صادر في استوكهولم ان رئاسة الاتحاد الاوروبي «تأمل في ان يشكل ذلك نهاية لحياة سلوبودان ميلوشيفيتش السياسية التي كانت وراء اندلاع عدد من النزاعات في المنطقة والتي الحقت العذاب بشعبه». واشادت الرئاسة اخيرا بـ«المبادرات الملموسة التي اتخذتها السلطات اليوغوسلافية والصربية في الاسابيع الماضية للتعاون مع محكمة الجزاء الدولية في لاهاي».

وفي بروكسل، رحب حلف شمال الاطلسي باعتقال الرئيس اليوغوسلافي السابق ميلوشيفيتش، وقال انه يأمل ان يؤدي اعتقاله الى محاكمته امام محكمة جرائم الحرب التابعة للامم المتحدة في لاهاي. وقال روبرت شتشل المتحدث باسم الاطلسي «يجب ان تتحقق العدالة. نتوقع ان يكون اعتقال ميلوشيفيتش الخطوة الاولى على الطريق المؤدي الى لاهاي لمواجهة تهم جرائم الحرب». وفي الوقت الذي اشاد فيه الحلف باعتقال ميلوشيفيتش، أوضح انه ما زال ينتظر توضيحا للتهم الموجهة له في صربيا.

أما في لاهاي، فوصفت مدعية محكمة الجزاء الدولية كارلا ديل بونتي توقيف الرئيس اليوغوسلافي السابق بأنه «خطوة ايجابية» ستسهل نقله الى لاهاي. وقالت الناطقة باسم ديل بونتي ان «هذا الاعتقال يعتبر خطوة ايجابية من قبل السلطات الصربية واليوغوسلافية ستسهل نقله الى لاهاي، كما انها ستسهل احترام يوغوسلافيا لالتزاماتها الدولية». وحول إمكانية تسليم ميلوشيفتيش إلى محكمة الجزاء الدولية قالت ديل بونتي امس في مقابلة مع الراديو السويسري «اعتقد انه خلال بضعة شهور او يمكنني القول بنهاية العام يجب ان يجرى تسليم ميلوشيفيتش الى لاهاي». وذكرت بونتي انها لم تحصل على تأكيدات بعد بخصوص تسليم ميلوشيفيتش. ونقلت عن وزيري العدل بالاتحاد اليوغوسلافي وجمهورية الصرب قولهما «ليس بعد لاننا نريد ان نحاكمه اولا بتهم ارتكبت في اراضينا». ومضت تقول «في لاهاي هو متهم بجرائم ضد الانسانية وهي جرائم في غاية الخطورة بالمقارنة مع الجرائم التي يواجهها في بلغراد. اذا ارجأوا تسليم ميلوشيفيتش فانني ستتحدث مع مجلس الامن في نيويورك في مايو (ايار) المقبل عن التأجيل».