مقتل 14 من قيادات الجيش السوداني بينهم وزير الدولة للدفاع في تحطم طائرة بالجنوب

TT

لندن: محمد الحسن أحمد ـ إمام محمد إمام قتل أمس 14 ضابطاً سودانياً وجندي واحد، بينهم عدد من القيادات البارزة في الجيش السوداني، والعقيد ابراهيم شمس الدين وزير الدولة بوزارة الدفاع وأحد اعضاء مجلس قيادة الثورة السابق الذي تسلم الحكم في الانقلاب العسكري عام 1989.

وقال بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة «ان طائرة عسكرية تحطمت صباح اليوم (أمس) لدى انحرافها على مدرج عدارييل بأعالي النيل اثناء زيارة تفقدية للقوات المسلحة بالمنطقة».

وأشار البيان الى ان الضحايا هم: العقيد ابراهيم شمس الدين، والفريق أمير قاسم موسى، واللواء طبيب مالك العاقب الحاج الخضر (قائد السلاح الطبي)، واللواء بكري عمر خليفة، واللواء السيد العبيد عبد الحليم، واللواء كمال الدين علي الأمين، واللواء علي اريكا كوال، واللواء ياسين عربي محمد، واللواء فيصل عيسى أبو فاطمة، والعميد مهندس عمر الأمين كرار، والعميد احمد يوسف مصطفى، والعميد جيمس أبولو مواي، والعقيد عثمان احمد المصطفى، والمقدم عمر عثمان علي، والعريف محمد احمد محمد يعقوب. وتقع عدارييل في ولاية أعالي النيل في جنوب السودان على بعد نحو 500 كيلومتر جنوب العاصمة الخرطوم. وكان اعضاء الوفد العسكري في طريقهم الى المنطقة الغنية بالنفط لتفقد الحامية العسكرية الموجودة فيها والتي تقوم بأعمال حماية المنشآت النفطية.

وبينما تحدث البيان العسكري الأول عن انحراف الطائرة عن المدرج لدى هبوطها في مطار عدارييل، أشارت اخبار اخرى الى سوء الاحوال الجوية في المنطقة مما تسبب بسقوط الطائرة. واستبعدت المصادر الرسمية تعرض الطائرة لأي قصف، بينما نفت مصادر الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يقودها العقيد جون قرنق وجود أية علاقة للحركة بمسألة سقوط الطائرة قائلة انه ليست لديها اي قوات في هذه المنطقة.

ويذكر ان هذا الحادث يعد الثاني من نوعه الذي تقتل فيه قيادات عسكرية بارزة في جنوب السودان خلال الأعوام الاخيرة، اذ سبق ان قتل الفريق الزبير محمد صالح نائب الرئيس السوداني وأحد الاعضاء البارزين في مجلس قيادة الثورة السابق عندما سقطت طائرته في فبراير (شباط) 1998. وترددت بعد ذلك الحادث الأول روايات عدة اشار بعضها الى ان الفريق الزبير محمد صالح ربما راح ضحية حادث مدبر، الا ان الحكومة نفت كل تلك الروايات.

والعقيد ابراهيم شمس الدين الذي قتل في حادث أمس كان من اصغر اعضاء مجلس قيادة الثورة الذي تولى السلطة في انقلاب عام 1989 وكان اسمه يتردد دائماً ضمن المحسوبين على التيار المتشدد داخل النظام، ومن القادة العسكريين الذين اشرفوا مباشرة على العديد من العمليات العسكرية في الجنوب. كما تردد انه كان من المسؤولين عن مهمة حماية النظام.

وتلقى الرئيس السوداني الفريق عمر البشير التعازي امس من المسؤولين ومن المواطنين ويتقبل التعازي اليوم من السفراء المعتمدين في الخرطوم. وأشارت الأنباء الى ان اجتماعاً عقد امس في قيادة القوات المسلحة لدراسة الموقف وسد الثغرات التي طرأت. وقال الدكتور مطرف الصديق وزير الدولة في رئاسة الجمهورية لشؤون السلام في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «ان الوفد العسكري الذي كان في زيارة تفقدية للجنود في منطقة عدارييل بجنوب السودان، يضم رتباً رفيعة من القوات المسلحة. وقد أدى حادث تحطم الطائرة امس الى استشهاد عدد منهم بينهم العقيد ابراهيم شمس الدين وزير الدولة في وزارة الدفاع والفريق امير قاسم نائب رئيس هيئة الأركان للامداد و7 لواءات و3 عمداء ومقدم واحد، وآخرون. وأصيب في الحادث اكثر من 10 أشخاص باصابات مختلفة بينهم الفريق الركن جعفر حسن نائب رئيس هيئة الأركان للعمليات، وكمال ابراهيم منسق الدفاع الشعبي، واحمد هارون منسق الشرطة الشعبية، وعدد من قيادات القوات المسلحة السودانية».

وأضاف الدكتور الصديق «ان جثامين الشهداء ستصل اليوم (امس) الى الخرطوم وكذلك الجرحى المصابين في الحادث لتلقي العلاج في مستشفى السلاح الطبي بأم درمان. وستقام صلاة الجنازة مساء اليوم (امس) وسيتم الدفن في مقابر الصحافة بالخرطوم».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سودانية ان أسامة مختار أحد ضباط الأمن في البترول ضمن المصابين في حادث الطائرة، ومن المقرر ان يكون قد وصل امس في الطائرة الخاصة التي أقلت ضحايا الحادث الى الخرطوم.

من جهة أخرى احتسبت الهيئة القيادية للمؤمر الوطني الشعبي «عند الله تعالى العقيد ابراهيم شمس الدين وصحبه من قيادة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الذين لقوا ربهم في حادث طائرة انتونوف في منطقة عدارييل بجنوب السودان».