محاكمة نيويورك: الادعاء يقدم آثار مواد تفجيرية عثر عليها في ملابس المتهم عودة

TT

قبل ان يختتم الادعاء عرض أدلته ضد المتهمين في تفجير السفارتين الأميركيتين في شرق افريقيا عاد في جلسته الأخيرة ليقدم افادات لشهود جدد ضد المتهمين بمؤامرة تفجير السفارة الأميركية في كينيا وهما وديع الحاج ومحمد صادق عودة. وأكدت شاهدة الادعاء في جلسة أول من امس انها عثرت على آثار المواد المتفجرة في بعض ملابس محمد صادق عودة التي كانت في حقيبته اليدوية اثناء احتجازه في مطار كراتشي بباكستان يوم السابع من اغسطس (آب) 1998. وقامت كيلي مونت من مختر مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف. بي. آي) بتحليل بنطلون جينز أسود وتي شيرت وطرحة يمنية، وصفوها بالشرشف، من حقيبة محمد صادق عودة. وقالت كيلي مونت لهيئة المحلفين «لقد وجدت أثر مادة (تي. ان. تي) ومادة (بيتن) وهي من نفس المواد التي استخدمت في تفجير الشاحنة «قرب السفارة الأميركية في نيروبي بكينيا يوم 7 اغسطس (آب) 1998 الذي أسفر عن مقتل 213 شخصاً بينهم 12 اميركياً واصابة الآلاف بجروح.

وكان المتهم محمد صادق عودة الذي يواجه عقوبة السجن مدى الحياة في حال ادانته قد غادر نيروبي قبل يوم من الانفجار حسب وثائق السفر التي قدمها الادعاء. وقد استخدم عودة الخطوط الجوية الباكستانية متوجهاً الى باكستان بجواز سفر يمني مزور، ووصل الى كراتشي لبضع ساعات قبل وقوع عملية التفجير في نيروبي غير ان السلطات الباكستانية احتجزته وسلمته الى السلطات الكينية عندما شعرت أنه يحمل وثيقة سفر مزورة. وكان المتهم عودة قد اعترف لعميل مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي استجوبه في نيروبي بعد تفجير السفارة الأميركية بأنه كان في صحبة المتهمين الذين قاموا بتفجير مبنى السفارة لكنه نفى أي دور له في العملية. وكان ايضاً قد ذكر انه حصل على تدريبات، باعتباره عضواً في تنظيم القاعدة، في افغانستان على صنع المتفجرات وكيفية استخدام المواد المتفجرة مثل مادة (تي. ان. تي) في اعداد القنابل.

وحاول الادعاء في السابق البرهنة على ان محمد صادق عودة كان يقيم في فندق (هيلتون) بنيروبي وهو نفس الفندق الذي كان يقيم فيه المتهمون الآخرون في عملية التفجير. وقد وجدت بصمات أصابعه في باب الغرفة التي كان يقيم فيها مسؤول الخلية ومهندس عملية التفجير.

وقبل ان يقدم الادعاء عملية مكتب التحقيقات الفيدرالي التي قامت بتحليل ملابس عودة قدم الادعاء شاهدين من الشرطة الكينية، فكان الأول ضابط شرطة يدعى غابريال مونتيغا الذي قام باحتجاز محمد عودة بعد ان أعادته السلطات الباكستانية الى نيروبي وقام غابريال باعتقال عودة وبتسلم الحقيبة التي كانت بحوزة المتهم.

واعترف بأنه لمس كل محتويات الحقيبة بيده وبدون ان يرتدي قفازات واقية من أجل جردها ومن ثم سلمها الى المسؤول عن التحقيق في مقر مركز الشرطة بنيروبي، واعترف الضابط ايضاً بأنه كان من الذين ساهموا في التحقيق وقد زار موقع السفارة الأميركية اكثر من مرة بعد الانفجار. أما الشاهد الثاني فكان ضابطة في الشرطة الكينية احتجزت حقيبة عودة ووضعتها في سرداب مبنى مركز الشرطة الكينية قبل تسليمها الى مكتب السلطات الأميركية، واعترفت ايضاً بأنها حين اطلعت على محتويات الحقيبة لم تكن ترتدي قفازات واقية.

ومن خلال شهادة هذين الضابطين، حاول الدفاع ان يطعن في مصداقية تحليل مكتب التحقيقات الفيدرالي. وبعد استجوابهما من قبل ادوارد وليفورد محامي المتهم محمد صادق عودة، قالت كيلي مونت التي قامت بتحليل الملابس «انه من الممكن ان تنتقل آثار المواد المتفجرة من الأشخاص الذين لمسوا الملابس قبل تحليلها». فرد عليه المحامي قائلاً «اننا هنا نتحدث عن آثار صغيرة للغاية (مايكروسكوبية) التي من البساطة ان تنتقل». وحاول الدفاع بالقدر الممكن ان يبرهن على ان المسؤولين في السلطات الكينية الذين تسلموا حقيبة عودة لم يتخذوا أي وسائل وقائية حين فحصوا محتويات الحقيبة وربما كانوا وراء وجود آثار الماد المتفجرة في ملابس المتهم محمد صادق عودة. وفي جلسة يوم الاثنين قدم الادعاء جواز السفر اليمني المزور الذي استخدمه المتهم عودة وكان باسم (عبد الباسط عوادة) وهو نفس الاسم الذي استخدمه اثناء اقامته في فندق (هيلتون) في نيروبي، وبعد ذلك قدم الادعاء ضابط الهجرة الباكستاني سهيل انجيم الذي قدم شهادته لهيئة المحلفين عندما قام بفحص جواز المتهم عودة بعد وصوله الى كراتشي في نفس اليوم الذي انفجرت فيه السفارة الأميركية. وذكر ضابط الهجرة انه وجد صورة الجواز غير مطابقة لملامح حامله فكانت الصورة الموجودة في الجواز لرجل ملتح وداكن السمرة وكانت «تتناقض مع الشخص الواقف أمامي الذي تحاشى النظر الي مباشرة». وأضاف «بعد ذلك تأكدت ان الصورة والجواز لا تعودان للشخص الذي يقف أمامي». وبعدها اعتقلته السلطات الباكستانية وقررت تسليمه الى السلطات الكينية، فقامت في اليوم التالي بترحيله بصحبة ضابط الى نيروبي وسلمته الى السلطات هناك حيث تم اعتقاله حتى يوم 20 اغسطس 1998 يوم تسليمه الى السلطات الأميركية. وقدم الادعاء رقم هاتف محمد علي وهو متهم آخر في هذه القضية واعترف أمام مكتب التحقيقات الفيدرالي بدوره في التفجير. وقد وجد رقم الهاتف في آخر سكن كان يقيم فيه محمد صادق عودة قبل مغادرته كينيا. وواصل الادعاء قبل ان ينهي عرض ادلته تقديم محادثة مسجلة جرت بين وديع الحاج ومحد العطاف (ابو حفص المصري) عندما كان يقيم الحاج في نيروبي. وقد جرت المكالمة الهاتفية في سبتمبر (ايلول) 1997. ويحاول الادعاء ان يثبت تهمة المؤامرة ضد وديع الحاج وان دوره في كينيا كان تأمين المراسلات بين قادة تنظيم القاعدة وخلية التنظيم في كينيا. وقدم الادعاء عدة مكالمات جرت بين الحاج وفضل هارون محمد وخالد الفواز وشخص آخر يدعى توفيق كانت تدور حول تحويل أموال وكلها قد جرت أثناء قيام الحاج في كينيا عام 1997.